كتبت- ترياء البنا
ذهب منتخبنا الوطني إلى العاصمة الأردنية عمان وهو موقن أنه سيعود بثلاث نقاط ضمنها من فوز كبير على المنتخب الكويتي في مسقط برباعية نظيفة وأداء متميز أشاد به الجميع، وعلى الجانب الآخر النشامى خسروا مواجهة كوريا الجنوبية ولم يقدموا الأداء المقنع، ولكن جاءت الصدمة التي أيقظتنا على واقعنا المر.
كرة القدم لا تعترف بنتائج سابقة، سيناريو كل لقاء يختلف تماما عن الآخر، مهما كانت المعطيات ومهما جاءت التكهنات، فلكل مواجهة ظروفها، وهذا ما كنت أؤكد عليه دوما عقب انتهاء مباراة الكويت، فلا تدعوا النتيجة تخدعنا لأنه وببساطة خلال لقاء الكويت عشنا مرحلة صحوة واستنفار طبيعية عقب أي تغيير في الإدارة الفنية، بالإضافة إلى أن الكرة الكويتية تعيش أصعب فتراتها وتمر بمطب يحتاج وقتا طويلا لاجتيازه.
جاء رحيل شيلهافي وتولي رشيد جابر مهمة الفريق بمطالب الجماهير والشارع الرياضي، ولكن علينا ألا ننسى أن الرجل لا يمتلك عصا سحرية، وأنه مجرد فرد في منظومة، ويعمل في ذات البيئة ونفس المناخ، فلم تكن المشكلة معنا أبدا مشكلة فردية، والعمل الذي يجري منذ فترة هو فقط ترميم لتصدعات تظهر على السطح، وكلما رممنا جزءا يظهر آخر، الأمر الذي يجعلنا محلك سر، دون رؤية مستقبلية متكاملة مبنية على أساس قوي، وهذه هي الحقيقة التي لا يمكن لأي كان أن ينكرها.
ذهبنا إلى الأردن رافعين سقف توقعنا، متناسين أن المباراة بالنسبة للنشامى كانت بنفس أهمية لقاء الكويت في مسقط بالنسبة إلينا، مواجهة أكون أو لا أكون، خاصة وهو على أرضه وبين جمهوره الكبير الذي شكل خلال المباراة عامل الضغط الأقوى علينا، كما كان حضور الأمير علي بن عبدالله وكريمته حافزا وداعما كبيرا للاعبين رغم بدايتهم غير الجيدة في التصفيات، حيث يعيشون أيضا مرحلة انتقالية على مستوى الإدارة الفنية وكذلك ضم لاعبين صغار لقوام المنتخب.
طموح المنتخب الأردني بالفوز على أرضه حق مشروع مهما كانت ظروف الفريق، ولكننا فرطنا في طموحنا بأن نكون أحد المنافسين على بطاقة مباشرة للتأهل، والتي أعتقد أنها ستتأرجح طويلا بين العراق والأردن، وعطفا على 4 جولات أرى أن العراق الأوفر حظا للظفر بها وهذه بالطبع قراءة شخصية، ولكن الصدمة بالنسبة لي كانت منتخبنا الذي لم يذهب إلى ملعب المباراة، فقد تعنت الجماهير الوفية بالذهاب إلى الأردن لمؤازرة اللاعبين برا وجوا، ولكن اللاعبين لم يقدموا أي شيء، لا حضور ولا أداء ولا خطة واضحة، لذا أدركنا بعد الدقائق الأولى أننا أمام خسارة مؤكدة، فلماذا هذا الظهور السيئ؟ ومن يتحمل مسؤوليته؟ وإلى أين نحن ذاهبون في هذه التصفيات؟ وما طموحنا خلالها؟.
هناك من يقول لا زالت الفرصة قائمة، بالطبع على الورق ومع حسابات النتائج الفرصة قائمة، ولكن لمن؟، الفرصة دائما حين تتاح فهي تتاح لمن يضع هدفه ويركز بنظره عليه ويتسلح بكل ما يمكنه من تحقيقه، وهذا ما نفتقده نحن، فإذا نظرنا مثلا إلى منتخب العراق سنجده يتطور لقاء بعد الآخر، شاهدناه في مواجهة كوريا الجنوبية خارج أرضه وكان ندا قويا ولو استغل الفرص لكان عاد إلى العراق بفوز ثمين، والأهم أنه يسعى بقوة للفوز في اي لقاء حتى لو لم يكن الأفضل، وهذه صفات البطل.
الخلاصة.. ذهبنا إلى الأردن مهللين بمنتخبنا الذي ركن إلى نتيجة مباراة، الكويت، ولكنه لم يحضر خلال 90 دقيقة في ملعب عمان الدولي، حيث تسيد النشامى اللقاء على كافة المستويات، وعلينا أن ننسى هذه المباراة، وتعمل للقاء الفدائي القادم في مسقط، حيث يمتلك رشيد جابر وقتا لتحليل أخطاء اللقاء ورأب الصدع وربما تنحية بعض الأسماء جانبا حتى وإن كان الوقت غير مناسب، فقد حان وقت تطعيم الفريق بعناصر شابة لديها الشغف والحماس والرغبة والأهم القدرة على مجاراة المنافسين بكرة للأمام عكس ما شاهدناه في الأردن، ولا نعلم له مبررا حتى الآن.