كتبت- ترياء البنا
رغم أن الجولة القادمة من المرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم هي الخامسة إلا أن منتخبنا الوطني مازال تائها في رحلة البحث عن هويته خلال هذه المرحلة الحاسمة من تصفيات المونديال العالمي.
الأحمر خلال أربع جولات، خسر أول لقاءين وأطاح بالجهاز الفني بقيادة يورسلاف شيلهافي، وجاء المدرب الوطني رشيد جابر، على الرغم من توجه الاتحاد العماني لكرة القدم بالاستعانة بالمدرب الأجنبي خلال الفترة الماضية، ومع جابر استنفر الأحمر وعاش حمى التغيير وفاز على المنتخب الكويتي( الأضعف في المجموعة)، ولكنه سرعان ما عاد إلى نمطه القديم ولم يستثمر الفوز الكبير على الكويت ليمنى بخسارة كبيرة أمام الأردن، ويفقد فرصة ذهبية للدخول في معمعة التنافس على بطاقة تأهل مبكرة.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه معظم المتخصصين في الشأن الكروي، بأن مباراتي فلسطين والعراق ستكونان بمثابة رد الاعتبار وتدفعان بالأحمر إلى خضم المنافسة، إلا أن الواقع يبرهن شيئا معاكسا، فمنتخب فلسطين لن يكون الصيد السهل للاعببنا ولمن نسي فليرجع بالذاكرة إلى الخلف ليس بعيدا فالفدائي رغم كل الظروف والمعوقات المعنوية والفنية، ظهر بشكل غير متوقع في كأس آسيا، ونجح في خطف نقطة أمام المنتخب الكوري الجنوبي في أولى جولات هذه المرحلة من التصفيات، وقدم أداء جيدا حتى في اللقاءات التالية، وأجبر الجميع على احترامه وحساب الحسابات قبل مواجهته، لذا فهو سيحارب ليخرج من مسقط بنتيجة إيجابية ولن نراه المنتخب المستسلم أبدا.
وعلى الجانب الآخر، هناك أيضا المنتخب العراقي الذي يقدم مستويات فنية جيدة، والأهم أنه في أسوأ ظروفه يعرف من أين تؤكل الكتف، لأنه يركز على الثلاث نقاط في كل مباراة، حتى أمام الشمشون الكوري قدم أداء جيدا وتفوق معظم دقائق اللقاء ولم يكن يستحق الخسارة، كما أنه مستقر منذ كأس الخليج الخامسة والعشرين، ويمتلك جهازا فنيا بقيادة الإسباني خيسوس كاساس، جاء لهدف واحد وخطط له ويجني ثماره الآن، فلا تمنوا أنفسكم بأن العراقيين سيفرطون في فرصة تحقيق نتيجة تمنحهم التفوق على الأردن الخصم المباشر لهم في المنافسة على بطاقة ثانية.
في الوقت الذي يعيش فيه منتخب فلسطين حالة من عدم الاستقرار إلا أنه أثبت نفسه ندا شرسا لا يستهان به، وكذلك المنتخب العراقي يعيش استقرارا فنيا وإداريا بفضل عمل اتحاد يقوده المخضرم عدنان درجال، لا زلنا نحن نبحث عن هويتنا المفقودة، ورغم أن الست نقاط القادمة في ملعبنا ومن البديهي الظفر بها، وأنها لو تحققت ستمثل نقلة كبيرة وتغير ملامح المجموعة، إلا أن الخسارات الثلاث الماضية كشفت الواقع الكروي المؤلم الذي نعيشه وأننا فقدنا الاستراتيجية والتخطيط لأننا لو تأهبنا منذ وقت كاف لكنا أحد المرشحين من هذه المجموعة التي كانت فرصة ثمينة لتأهل تاريخي أول منتظر، أضف إلى ذلك الوضع الذي لا يحسد عليه رشيد جابر الآن وهو يفقد أهم عناصر القوام الأساسي للفريق يوما بعد يوم بسبب الإصابات.
أخيرا.. الضيوف سيأتون، والجمهور سيكون على العهد يحضر ويؤازر ويشجع حتى آخر رمق، ولكن الأهم أن يحضر اللاعبون ويدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم رغم أنهم إحدى حلقات المنظومة، فحتى لو لم يحالفنا الحظ بالتأهل، وهو أمر متوقع بشكل كبير عطفا على العمل المقدم وكيفية الاستعداد للاستحقاقات الكبرى، علينا الفوز باللقاءات التي نلعبها على أرضنا لإعادة ثقة الجماهير في الفريق.