قبل كأس الخليج!

كتبت- ترياء البنا

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق مشوار منتخبنا الوطني في منافسات بطولة كأس الخليج السادسة والعشرين بالكويت، وسيكون الظهور الأول للأحمر يوم الافتتاح كما تعودنا، ولكن قبيل انطلاق البطولة يراودني سؤال ماذا نريد من كأس الخليج؟.

فهل سنتوجه إلى الكويت بغرض المشاركة فقط، أم أن لدينا أهدافا محددة من المشاركة، منها مثلا تحقيق اللقب الذي غاب منذ نسخة الكويت، أم ربما أهداف أخرى لا ندري عنها شيئا، لأن اتحادنا لم يخرج علينا يوما ببيان يحدد خلاله مدرب المرحلة أهداف أية مشاركة خارجية، أو حتى عند تقديم المدرب أهداف مرحلة عمله مع المنتخب.

منتخبنا في وضع حرج بالمرحلة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى مونديال كأس العالم، فهو لم يحقق سوى 6 نقاط من فوزين أمام الكويت وفلسطين على أرضه ووسط جماهيره العريضة التي كانت وما زالت تدعم الفربق رغم كل المنعرجات والصورة الباهتة والنقاط المفقودة، كما أنه لم يخض سوى ودية يتيمة قبل شد الرحال إلى الكويت، وهي المباراة التي أرى من وجهة نظري أنها لم تفد الأحمر في شيء على المستوى الفني، اللهم إلا إشراك اللاعبين الجدد المنضمين إلى القائمة، وذلك على العكس تماما من المنتخبات الخليجية الأخرى التي نظمت معسكرات قصيرة قبل البطولة.

وضع المنتخبات الخليجية في تصفيات كأس العالم دفعها للمشاركة في هذه النسخة من كأس الخليج بالصف الأول، باعتبارها فرصة سانحة لتدارك الأمور وتحسين الصورة، فعلى سبيل المثال سيسعى المنتخب السعودي مع الولاية الثانية لمدربه هيرفي رينارد إلى حصد اللقب ليكون بمثابة مصالحة جماهيرة الغاضبة من المستوى الذي وصل إليه الفريق، وهو ما يعيد أذهاننا إلى النسخة الخامسة والعشرين بالبصرة، حين رفض رينارد المشاركة بالفريق الذي يستعد للمشاركة في مونديال قطر، فالظروف أصبحت مختلفة.

كذلك أيضا المنتخب القطري بطل كأس آسيا الأخيرة، والذي سيحاول خطف اللقب الخليجي بعد مستوى ونتائج غير مرضية في التصفيات المونديالية، أما فيما يخص المنتخب العراقي والذي رغم احتلاله المركز الثاني في مجموعته وهو المركز الذي إذا حافظ عليه سيؤهله مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، إلا أن مدربه الإسباني خيسوس كاساس يتعرض لاننقاد لاذع، فسيحاول الحفاظ على اللقب الذي حققه بالنسخة الماضية ليكون الفضل للمدرب هذه المرة بعدما نسب الفضل في اللقب السابق للأرض والجمهور، كما أن كاساس بحاجة ماسة للتجانس بين اللاعبين خاصة وأنه يعتمد خلال البطولة اعتمادا كليا على المحترفين.

أما المنتخب الإماراتي والذي ظهر بمستوى متفاوت بالتصفيات، مرة يؤدي جيدا ويفوز وأخرى يبدو غير مرض، فسيحاول الظهور بكأس الخليج بصورة متميزة والمنافسة على اللقب ليبرهن قوته وقدرته أمام الجميع، والأمر بالنسبة للأزرق الكويتي مختلف تماما، فالمستضيف للبطولة في موقف سيئ بالتصفيات وحظوظه واقعيا تكاد تكون منعدمة، وهو صاحب الرقم القياسي في الفوز باللقب الخليجي (10)، من 25 نسخة للبطولة، وسيسعى بكل ما أوتي من إمكانيات إلى الظهور بشكل جيد يعيد الثقة إلى جماهيره، كما أنه كلما تقدم خطوة تزداد نسبة نجاح البطولة باعتباره صاحب الأرض والجمهور.

فيما يسعى المنتخب البحريني لمواصلة عروضه المتميزة في مواجهات التصفيات المونديالية، ويحاول استعادة اللقب الذي حصده في خليجي 24، ليكون بمثابة دافع قوي فيما تبقى من مباريات المرحلة الثالثة للتصفيات، وكذلك المنتخب اليمني والذي رغم ظروف الكرة اليمنية أرى أنه يتطور ويحاول دائما أن يكون نديا قويا في كل مبارياته.

أما فيما يخص منتخبنا، فلا نعلم الأهداف المرسومة من الاتحاد والجهاز الفني لهذه المشاركة، فهل هدفنا الفوز باللقب؟، وإذا كان هذا الهدف، فهل تسلحنا من أجله؟، أم أنها مجرد تجربة للمدرب الوطني رشيد جابر، فإذا حقق شيئا هللنا وكبرنا بالعمل المقدم، وإن لم يحقق شيئا تتم إقالته لإسكات الشارع الرياضي، الذي دائما يطمح مع كل استحقاق لحصد لقب رغم أن المعطيات لا تشير إلى ذلك، ونظل ندور في نفس فلك الدائرة المفرغة؟.

أخيرا.. مجموعة الأحمر في كأس الخليج تعد الأفضل لنا، حيث ابتعدنا عن العراق والسعودية والبحرين، وهي المنتخبات الأفضل فنيا حاليا، فهل سننتهز هذه الفرصة ونقدم نسخة جيدة ونسعى بقوة إلى الوصول إلى أبعد نقطة بها، لنتدارك المستوى الذي ظهرنا عليه في تصفيات كأس العالم، أم سنفرط فيها كما فرطنا في عديد الفرص؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى