
كتبت- ترياء البنا
وسط الظروف الصعبة التي يعيشها زعيم الكرة العمانية ظفار، إلا أنه نجح بعزيمة أبنائه وإصرارهم، وكفاءة جهازه الفني والإداري، بقيادة المدرب الوطني مصبح هاشل، في خطف لقب السوبر على حساب السيب، كما نجح الشباب المقنع فنيا والذي يقدم مستويات متميزة تحت قيادة المدرب الوطني حسن رستم، في خطف لقب كأس جلالة السلطان المعظم لهذا الموسم، والذي جاء أيضا على حساب الإمبراطور السيباوي.
عقب خسارة السيب لنهائيي السوبر والكأس، بدأ معظم النقاد وغالبية الجماهير، يصبون جام غضبهم على لاعبي السيب، ويتهمونهم بأنهم تشبعوا ولم يعد لديهم الشغف لتحقيق الألقاب، الأمر الذي أراه عاريا تماما عن الصحة، لاعبو السيب هم الأفضل في سلطنة عمان، وهم الجيل الذهبي للنادي الذي حقق الألقاب المتتالية، على مستويي الكأس والدوري، والأهم إنجاز كأس الاتحاد الآسيوي، اللقب الأول لسلطنة عمان، كما أنهم القوام الرئيسي للمنتخب الأول، إلى جانب لاعبي النهضة، والذي قدم مستوى رائعا في تصفيات مونديال 2022، وتأهل لمنافسات كأس آسيا، ووصل إلى نهائي كأس الخليج في مناسبتين متتاليتين ( خليجي 25، وخليجي 26)، ومع مقارنة اللاعب العماني بغيره من لاعبي الدوريات المحترفة، سندرك أن لا مجال للمفارنة، وأن ما يقدمه لاعبونا يعتمد كليا على المقومات الفردية، رغم أن لاعبينا يمتازون بالموهبة الفطرية.
اللياقة البدنية عامل مهم جدا، وهؤلاء اللاعبون استنزفوا بدنيا بشكل كبير نتيجة توالي المباربات سواء على مستوى النادي المشارك في أكثر من بطولة محليا وقاريا، أو على مستوى المنتخب الأول في جميع استحقاقاته، إذن كيف يمكن أن نصفهم بالتشبع وانعدام الرغبة في تحقيق الألقاب، وهم بالفعل يصلون إلى الأمتار الأخيرة في كل استحقاق، ويخسرون اللقب بجزئيات دقيقة؟، وهذا حال كرة القدم، وكيف يتم إغفال قيمة المنافسين، فظفار مهما كان وضعه هو الزعيم الذي لا يفرط في نهائي يصله إلا نادرا، لأنه متخم أيضا بالنجوم الذين يمتلكون مهارات وفنون كرة القدم، وأيضا الشباب الذي يقدم تحت قيادة الكابتن حسن رستم أداء عاليا بفضل ما يضمه من نجوم وخبرات.
إن خسارة السيب لنهائيين متتاليين ليست بالأمر الكارثي، وانا هنا لا أنتصر للاعبي السيب فقط، بل للاعب العماني، حيث سبق وتحدثت أيضا بذات اللغة عن لاعبي النهضة بعدما خسر الفريق لقب الدوري لصالح السيب، ونهائي الكأس لصالح ظفار، ونهائي الغرب بكأس الاتحاد الآسيوي، نتيجة توالي المباريات على مستوى جميع البطولات رفقة النادي والمنتخب، لأن الوصول إلى نهائي البطولة يعد بحد ذاته إنجازا، ولا يمكن بأية حال من الأحوال التقليل من قيمة اللاعبين بهذه القسوة، كما أن مدرب السيب يتحمل جزءا كبيرا من خسارة اللقبين، والأهم أننا لسنا أبدا في معرض فقدان اللاعبين ثقتهم في أنفسهم، سواء بالنسبة لجماهير السيب التي مازال أمام فريقها فرصة لقب دوري عمانتل الذي يحتل السيب صدارته ولا يزال المرشح الأول للظفر به، أو لجماهير عمان حيث تنتظر المنتخب مرحلة صعبة في تصفيات كأس العالم ومباريات لا بديل فيها عن الفوز، فنحن بحاجة ماسة إلى جهود هؤلاء اللاعبين لأن الآمال معقودة بأقدامهم، وهم يستحقون الثقة.