(د ب أ)-توووفه
بعد نجاحه في قيادة الفريق بجدارة إلى معادلة أفضل إنجاز سابق للمنتخب الكرواتي لكرة القدم، يمتلك لوكا مودريتش نجم خط وسط ريال مدريد الإسباني الفرصة حاليا لقيادة المنتخب الكرواتي إلى خطوة إضافية إلى الأمام والتفوق على مواطنه الأسطورة دافور سوكر.
وعادل المنتخب الكرواتي أفضل إنجاز سابق له من خلال بلوغ المربع الذهبي في بطولة كأس العالم 2018 المقامة حاليا بروسيا ليحقق مودريتش ما حققه الأسطورة سوكر قبل عقدين كاملين عندما قاد الفريق للمربع الذهبي في مونديال 1998 بفرنسا.
ولكن مودريتش يمتلك الآن الفرصة الذهبية لقيادة الفريق إلى إنجاز أفضل حال حقق الفوز على المنتخب الإنجليزي غدا الأربعاء في الدور قبل النهائي للمونديال الروسي وحجز مكانه في النهائي المقرر يوم الأحد المقبل بالعاصمة الروسية موسكو.
ويرى سوكر، الذي يشغل حاليا منصب رئيس الاتحاد الكرواتي للعبة، أن مودريتش يستحق الفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في المونديال الحالي.
وقال سوكر : “سأمنح لوكا ثلاثة أصوات لو استطعت”.
وكان مودريتش /32 عاما/ ساعد المنتخب الكرواتي في عبور عقبة المنتخب الروسي صاحب الأرض خلال فعاليات دور الثمانية حيث أطاح به خارج البطولة عبر ركلات الترجيح.
وكان مودريتش على وشك إهدار ركلة الترجيح التي سددها بعد انتهاء المباراة بالتعادل ولكن الحظ حالفه حيث ارتطمت الكرة بيد الحارس الروسي إيجور أكينفيف ثم بالقائم وتهادت إلى داخل المرمى.
والآن، يمكن لمودريتش أن يلعب الدور الكبير في مباراة الغد ليقود الفريق إلى النهائي العالمي للمرة الأولى في التاريخ.
ولا يهتم مودريتش نفسه كثيرا بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في المونديال الحالي أو جائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام والتي سيحسم الصراع عليها في أيلول/سبتمبر المقبل لأن أهم شيء لديه هو المنتخب الكرواتي.
وقال مودريتش : “أنجزنا شيئا بالفعل، ولكن هذا الفريق يمكنه تقديم المزيد”.
وترك المنتخب الكرواتي عام 1998 بصمة هائلة عندما فاز بالمركز الثالث في المونديال علما بأن الفريق ضم في هذا الوقت مجموعة من النجوم البارزين مثل سوكر وزفونيمير بوبان وجوران فلاوفيتش وسلافين بيليتش.
ولكن الفريق وقتها افتقد وجود صانع لعب بإمكانيات مودريتش وهو ما ضاعف من الطموحات الكرواتية لتقدم الفريق خطوة أخرى إلى الأمام في المونديال الروسي من خلال بلوغ النهائي وربما الفوز باللقب أيضا.
وعلى استاد “لوجنيكي” في موسكو غدا ، سيستعيد مودريتش بعض ذكريات الماضي عندما يصطدم بالمهاجم الإنجليزي هاري كين مهاجم توتنهام الإنجليزي متصدر قائمة هدافي المونديال الحالي وأحد المنافسين بقوة لمودريتش على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في المونديال الحالي.
وسبق لمودريتش نفسه أن لعب لتوتنهام أربع سنوات من 2008 إلى 2012 قبل الانتقال إلى ريال مدريد الإسباني.
وعانى مودريتش في بداية مسيرته بالدوري الإسباني ولكنه أصبح الآن اللاعب الذي لا يشق له غبار في خط وسط الريال حيث لعب دورا بارزا في فوز الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا في كل من المواسم الثلاثة الماضية على التوالي وكذلك في كل الألقاب التي أحرزها خلال الأعوام القليلة الماضية.
ولكن المنتخب الكرواتي لا يزال في مرحلة البحث عن لقب بالبطولات الكبيرة. ويبدو المونديال الحالي هو الفرصة الأخيرة لهذا الجيل الذهبي للكرة الكرواتية والذي يضم إلى جانب مودريتش عددا من اللاعبين المميزين مثل حارس المرمى دانيال سوباسيتش /33 عاما/ حارس موناكو الفرنسي وماريو ماندزوكيتش /32 عاما/ مهاجم يوفنتوس الإيطالي وإيفان راكيتيتش /30 عاما/ لاعب وسط برشلونة الإسباني.
وإذا أراد المنتخب الإنجليزي الفوز في مباراة الغد ، سيكون عليه احتواء مودريتش الذي يلعب دورا في معظم هجمات المنتخب الكرواتي ويتحكم في إيقاع لعب الفريق كما سجل هدفين في البطولة حتى الآن من بينهما أحد أهداف الفوز الكبير 3 / صفر على المنتخب الأرجنتيني في الدور الأول (دور المجموعات) بالبطولة.
كما تغلب مودريتش سريعا على صدمة إهدار ضربة الجزاء التي احتسبت لفريقه قبل دقائق قليلة من نهاية الوقت الإضافي في المباراة أمام الدنمارك بدور الستة عشر وتقدم بشجاعة بعدها بدقائق ليشارك في تسديد ركلات الترجيح.
وشارك مودريتش في 485 من 510 دقائق لعبها المنتخب الكرواتي في المونديال الروسي ولكن المدرب زلاتكو داليش المدير الفني للمنتخب الكرواتي قال : “كل اللاعبين قضوا موسما طويلا” وأشار : “ما زالت لدينا طاقة متبقية لمواجهة المنتخب الإنجليزي… لا نريد التوقف”.