تحليل “توووفه”: ريال مدريد محتار .. نيمار أم مبابي ..؟

كتب- محمد العولقي

يفاضل ريال مدريد الإسباني بين الظاهرتين الكرويتين البرازيلي الناضج نيمار داسيلفا والفرنسي المراهق كليان مبابي ، بهدف رسم خريطة الموسم القادم ، ودخول المنافسات المختلفة بفريق متجدد قوي وحيوي يكون أيقونته إما نيمار أو مبابي ..

للوهلة الأولى تبدو المفاضلة بين نجمي (البي إس جي) صعبة ومعقدة وشائكة، ليس بسبب تساوي قيمتهما الشرائية أو التسويقية فقط، ولكن لأن الريال لا يستطيع الجمع بين نيمار ومبابي لأسباب ذاتية تتعلق بهوس اللاعبين في مطاردة الجوائز الفردية، وأخرى وموضوعية تكمن في صعوبة ضبط توقيت أذان الفجر مع صياح ديكين متناقضين تماما..

دراسة مدريدية بلا جدوى ..

أعد ريال مدريد لجنة فنية متخصصة لدراسة مقومات اللاعبين معا، وعلى هذه اللجنة تحديد المصير مع نهاية مايو القادم، لكن الأكيد أن اللجنة ستفحص وتمحص وتدقق في الجزئيات الصغيرة للوصول إلى إجابة سؤال الساعة: أيهما يناسب خطط ريال مدريد المستقبلية، نيمار الذي احتفل بعيد ميلاده السادس والعشرين، أم مبابي الذي لازال وردة في ربيع باريس سان جرمان؟

من يعرف قيمة وكفاءة اللاعبين معا سيتأكد أن طريق اللجنة ليس مفروشا بالورود، وان مسألة المفاضلة بين الاثنين مهمة شاقة أصعب من تسلق جبال الهيملايا بدون حبال أو رجال يساندون الموقف..

وضعت اللجنة الريالية نيمار ومبابي في كفتي ميزان المفاضلة، ورسمت نسقا بيانيا يفرز محاسن ومساوئ كل لاعب، لكن المشكلة المربكة للجنة أن الفروقات بين اللاعبين لا تتفاوت كثيرا بحيث تعطي انطباعا أو إيحاءا يفض الاشتباك بين اللاعبين المرغوبين رياليا..

المفاجأة غير السارة التي تؤكدها الأحداث المتسارعة أن اللجنة ليست بحاجة إلى ماراثون هذه الدراسة الشاملة، فكل المؤشرات تضع نيمار تحديدا خيارا وحيدا أمام ريال مدريد..

 

رب ضارة نافعة ..

النقطة الأساسية التي لا تتطلب نقاشا مستفيضا تتعلق بنادي باريس سان جرمان ، فهو دون شك لن يقدم على بيع جوهرتيه معا للريال، مهما دفع فلورنتينو بيريز في نهاية المطاف .. أنا على ثقة أن رئيس نادي باريس سان جرمان القطري ناصر الخليفي سيتنازل في النهاية عن إحدى الجوهرتين ، وسيبقى السؤال المعلق : بأي لاعب سيضحي الخليفي ..؟

لنستقرئ الأحداث الأخيرة التي مر بها باريس سان جرمان ، لقد اضطر الفريق الباريسي لالباس نجمه المراهق السريع كليان مبابي ثوب السوبرمان ، كانت النتيجة إذلال مانشستر يونايتد في معقله في ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا..

هل هذا المستجد يعطي إيحاءا بأن باريس سان جرمان سيضطر للتخلص من نيمار ، ثم الاستفادة من ثمنه الكبير (250 مليون دولار) في تدعيم جبهة مبابي ليكون اللاعب الباريسي الأول بلا منازع ..؟

نعم.. تتراكم المؤشرات الأولية حول رحيل نيمار إلى خارج حدود فرنسا الموسم القادم ، لأنه يرى أن الصغير مبابي ينازعه عروة قميص النجومية ، وفي ظل المردود الهجومي المرتفع للظاهرة الفرنسية سيواجه نيمار صعوبة في الظفر بالكرة الذهبية..

أصيب نيمار أمام بوردو في الدوري الفرنسي فانتاب مسيرو باريس سان جرمان قلقا كبيرا من المصير الذي ينتظر الفريق في دوري أبطال أوروبا ، فهم عندما جردوا برشلونة الاسباني من سيفه البرازيلي بمبلغ خرافي (222 مليون دولار) ، كان الهدف دوري أبطال أوروبا..

رب ضارة نافعة.. هكذا ردد مسيرو باريس سان جرمان وهم يشاهدون المسيرة تتواصل بنجاح جماعي ، ثم كانت السعادة أكبر عندما استطاع المراهق مبابي تحمل مسؤولية غياب نيمار ، فتألق أمام اليونايتد ، ثم حافظ على صدارة هدافي الدوري الفرنسي برصيد 19 هدفا ..

اللعبة بين يدي نيمار

قد لا تبدو دراسة اللجنة الريالية لملف اللاعبين ذا جدوى ، خصوصا وأن المؤشرات تقول: من الصعوبة بمكان أن يتم تخيير ريال مدريد بين نيمار ومبابي، فحتى لو أن لاعبي الريال بالذات يطالبون بجلب مبابي ويفضلونه على نيمار لتشكيل ثنائي حيوي مع البرازيلي الصاعد الواعد المتوعد فينيسيوس جونيور ، فان الاختيار في النهاية لن يكون مطلبا رياليا مهما بالغ بيريز في الدفع الفوري..

حسنا .. تبدو أجواء نيمار مع باريس سان جرمان غائمة كليا ، فاللاعب ما فتئ يردد أنه يحن للدوري الإسباني ، ثم يعود ويفتح الباب أمام احتمال عودته إلى برشلونة ، وبعد فترة أخرى يغازل مانشستر يونايتد، إنها حيرة حقيقية يعيشها الفتى البرازيلي الأكثر موهبة في العالم بعد ليونيل ميسي طبعا..

أول من يعلم باستحالة بقاء نيمار في دوري فرنسي لا يلبي طموحاته بعد أن وصل إلى مرحلة النضج الكروي هو ناصر الخليفي نفسه، ويعلم أيضا أنه لن يبقي الباب مغلقا أمام عرض ريال مدريد بالذات..

من هنا، لم تعد اللجنة التي شكلها ريال مدريد مخيرة بتحديد أيهما يناسب الريال نيمار الاستعراضي أم مبابي الحاسم ..؟ فحتى لو رجحت كفة مبابي ثم أوصت اللجنة بضرورة جلبه بدلا من نيمار ، فلن يظفر الريال بما يريد مزاجه، لأن اللعبة الآن كلها بين يدي نيمار نفسه..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى