محمد صلاح ..فرصة العمر ..!

كتب- محمد العولقي

عند الامتحان يكرم المرء أو يهان، ويوم السبت القادم سيكون لاعبنا العربي الكبير محمد صلاح أمام أهم وأصعب امتحان في مسيرته الكروية رفقة فريقه الإنجليزي ليفربول ..

يخوض صلاح نهائي دوري أبطال أوروبا في المترو بوليتانو أمام الغريم توتنهام، وهو يعي تماما أن الأقدار لعبت دورا كبيرا في وضع قدمه على أعتاب الظفر بالكرة الذهبية، كأفضل لاعب في العالم لهذا العام، ولكي يتحقق المراد من رب العباد يتوجب على السهم المصري اغتنام رياح هذه الفرصة التاريخية، فهي من وجهة نظري فرصة العمر التي قد لا تأتي ثانية ..

إلى وقت قريب جدا كان البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد كتيبة البلوجرانا مرشحا فوق العادة للاستحواذ على الكرة الذهبية السادسة، لكن الهزع الأخير من الموسم جعل أحلام ميسي تحاكي الكوابيس والنجوم في عز الظهر، فقد خرج برشلونة من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بطريقة مذلة، ثم دق فريق فالنسيا المسمار الأخير في نعش أحلام ميسي، فبات الباب مشرعا أمام هداف البريمرليج محمد صلاح لتحقيق معجزة الفوز بالكرة الذهبية ..

صحيح أن محمد صلاح عانى الكثير من الانقباض في المباريات الكبيرة، حين ترك مهمة التألق والخروج من عنق زجاجة المباريات الكبيرة لزميله في الهجوم سيدو ماني، لكن في وسع محمد صلاح التكفير عن سيئاته في المباريات الكبيرة أمام توتنهام في النهائي الأوربي الكبير سهرة هذا السبت ..

نعم يمكن للفرعون المصري أن يفك شيفرة اللغة الهيروغليفية أمام توتنهام وينصب نفسه هرما جديدا للكرة الأوروبية، ولكي يستحوذ على النصيب الأوفر من التتويج بالكرة الذهبية، عليه أن يكون حاسما في مباراة تتطلب شخصية بطل، ورد فعل قويا يثبت بموجبه أنه صاحب الكعب العالي في فريقه، إذا ما أراد أن يكون الرجل الأول الذي يعبد الطريق أمام ليفربول للفوز بلقبه الأوروبي السادس ..

يمكن لمحمد صلاح أيضا أن يلقي حمولة نهائي العام الماضي أمام ريال مدريد وراء ظهره، يمكنه أيضا تحصين نفسه من مخاوف إصابته في ذلك اليوم الأسود، فقد كانت قضاء وقدرا، ومن البديهي أن يكون تركيز صلاح الذهني في القمة، حتى يتسنى له القيام بدور البطولة، وفقا وما ينسجم مع منظومة لعب ليفربول الجماعية ..

وطالما أن محمد صلاح عاشر الإنجليز لموسمين، فمن المنطقي أن يكون قد اكتسب بعض البرودة الإنجليزية، ففي مباراة العمر يحتاج صلاح إلى التحكم في أعصابه، والابتعاد عن شر الانفعال مع فاصل من الغناء ..

البطولة التي يجب على صلاح القيام بها في المترو بوليتانو لا تعني أن يتحول إلى سوبر مان أو الرجل الأخضر الخارق، ولا تعني أن يميل للفردية والأنانية، ولكنها تعني أن يكون كريما مع زملائه في توزيع هدايا العيد، نموذجا في الإيثار وفن القيادة ، كما أنها تعني أن يحافظ صلاح على البناء الفني الجماعي للفريق، بحيث لا يشغل باله بالحالة الممتازة التي يمر بها رفيقه في الهجوم السنغالي سيدو ماني، المهاجم الذي يشاطر صلاح لقب هداف البريمير ليج برصيد 22 هدفا، التعاون الإيجابي هو السبيل الوحيد الذي سيحرر صلاح من الوسواس الخناس ..

يعلم محمد صلاح أن أمر التتويج بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم حدث تاريخي كبير، سيعيد للأذهان حكاية كعب الجزائري الفذ رابح ماجر، وهو الكعب الذي أصبح ماركة مسجلة باسم ماجر في البطولات الأوروبية، ولا بأس أن يستلهم صلاح من ملحمة ماجر قبل 32 عاما، عندما كان ماجر خارقا في النهائي الذي منح بورتو البرتغالي اللقب على حساب بايرن ميونيخ الألماني، في مباراة شهدت غليان رابح ماجر الذي سجل هدفا سينمائيا بكعبه في شباك العملاق البلجيكي جان ماري بفاف حارس بايرن ميونيخ، قبل أن يهدي زميله البرازيلي جواري تمريرة ذهبية جاء منها هدف الفوز والتتويج ..

ومن سوء حظ الجزائري رابح ماجر أن الكرة الذهبية في ذلك الوقت كانت تمنح فقط للاعبين الأوروبيين دون غيرهم، لولا ذلك لكانت الكرة الذهبية من نصيب رابح ماجر على بساط الجدارة والاستحقاق…

في تصوري أن محمد صلاح قادر على فرض إيقاعه في النهائي، وقادر على أن يكون عند حسن ظن جماهير ليفربول والعالم العربي شريطة أن يتحلى بالهدوء والثقة ورباطة الجأش ويستخرج من صندوق مهاراته باقة من الحيل الكروية التي تسحر الألباب وتسلب العقول، ولأنها فرصة العمر يا صلاح عليك أن تظهر أمام توتنهام بنيو لوك جديد ينسي النقاد حكاية أنك مجرد هامش في المباريات الكبيرة، فهل يفعلها صلاح بعد أن خلت أمامه الساحة من ميسي ورونالدو؟ أم يترك مهمة الملهم الأول لزميليه السنغالي سيدو ماني والهولندي المدافع الصلب فان ديك. .؟ الإجابة الشافية عند صلاح نفسه، وغدا لناظره قريب يا فخر العرب دون منازع ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى