ريال مدريد .. الوجع في الرأس .. فهل سيأتي بوجبا بالعافية ..؟

تقرير- محمد العولقي

* لا يريد ريال مدريد إداريا وفنيا استيعاب حقيقة أن الوجع الملكي في الرأس، فمن أين ستأتي العافية يا بيريز ويا زيدان؟

منذ أن رحل حلال المشاكل داخل الملعب كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد في موقف دبر بليل، وريال مدريد يتخبط، ما إن يغادر حيص لوبيتيجي حتى يقع في بيص سولاري.

مشاكل ريال مدريد واضحة للأعمى الذي نظر إلى أدب المتنبي، لكن يبدو أن فلورنتينو بيريز يرى بحرها ولا يرى زبدها.

ورث سولاري تركة ريالية محملة بالكثير من المشاكل الفنية والنفسية، حاول ترويضها بحكم انتمائه لغرفة الملابس التي تدير العرض في ريال مدريد منذ أيام ديستيفانو، غير أن المشاكل كانت أكبر من قدراته المحدودة جدا فنيا.

زيدان في ولايته الثانية المحفوفة بالمخاطر ورث نفس تلك التركة المتنافرة في كل شيء، مع الفارق أنه استلم حافلة مدريدية مفخخة بالكثير من الإحباطات والتجاوزات والمشاكل الفنية والتكتيكية والنفسية المتراكمة.

اعتمد زيدان في علاجه على مبدأ امتصاص الصدمة، ثم تفكيك حقل الألغام مع بداية الموسم الجديد .. فهل نجح في ذلك ..؟

حسابات خاطئة..

زيدان وسيبايوس

شرع زيدان في عطلة نهاية الموسم على قراءة خريطة العلل بعقل مفتوح على الهواء والشمس..

كانت قضية زيدان الأساسية التي انشغل بها دون الالتفات للاحتياجات الأخرى هي: كيفية التخلص من العقارب وتنقية غرفة الملابس من المعارك النفسية الكثيرة.

وضع زيدان دائرتين حمراوين على اللاعبين جاريث بيل والكولمبي المعار إلى بايرن ميونخ خاميس رودريجيز.

كما لو أن مشاكل إخفاقات ريال مدريد طوال الموسم الكارثي من صنع بيل وخاميس، ولقد أخطأ زيدان حسابيا عندما رسم خريطة طريق لم يتم ترسيمها إلا في أضيق الحدود.

أولا: لم يكن خاميس ضمن القافلة التي بهدلت بالريال الموسم المنقضي.

ثانيا: بالغ زيدان كثيرا في اختزال أزمة الريال في بيل تحديدا، فحتى لو كان الويلزي قد أخفق في تعويض رونالدو بسبب إصاباته المتكررة، إلا أنه في الأخير جزء من منظومة فنية وإدارية معطوبة بحاجة إلى ترميم في كل المراكز.

ظل بيل هو الشغل الشاغل لزيدان، في حين وضع بيريز رجلا فوق الأخرى وهو يشاهد المسرحية دون أن يصنع جدارا عازلا بين اللاعب والمدرب من جهة واللاعبين من جهة أخرى.

زيدان وبيل .. حرب الاستنزاف ..

لم يستطع ريال مدريد عزل بيل بكل خلافاته مع زيدان، فكان أن طغت الحرب الطاحنة بين الطرفين على استعدادات الفريق، بدليل أن زيدان لم يجن فائدة واحدة من المباريات الودية التي عرت زيدان من كل أوراق التوت، على العكس قدمت تلك الوديات فريقا بدائيا لا يعرف كيف يدافع، ولا كيف يهاجم.

كانت القشة التي قصمت ظهر البعير الملكي أن بيل بكل حمولته وبرودته انضم لمعسكر الفريق، وهو يعلم أن علاقته بزيدان في أسوأ حالاتها، وهو ما جعله يتفرغ تماما للتلاعب بأعصاب زيدان ذ، لاحقا نجح الويلزي في تصدير الشك إلى عقل زيدان الذي بدأ يشعر أنه دون وعي يستنزف الكثير من سمعته السابقة كمدرب بفعل فاعل.

أمر كهذا عصف بالحالة النفسية للاعبين، وأثر كثيرا على الحالة المعنوية للفريق، خصوصا وأن الخلافات بين اللاعب والمدرب انتقلت عدواها من غرفة الملابس إلى الصحف والمؤتمرات الصحفية، فكان أن عشنا مسلسلا مملا من الكيد والكيد المضاد.

أسأل هنا: أين دور الإداري في احتواء هذه الأزمة المربكة للفريق ..؟

الواضح أن بيريز كان سعيدا في الخفاء طبعا ل،م يتدخل لوقف الملاسنات العلنية بين اللاعب والمدرب، ربما لأنه وجدها فرصة للتشفي في زيدان الذي استحوذ على كل الأمور الفنية، ولم يسمح لبيريز بفرض ما يراه مناسبا كما جرت العادة مع كل المدربين السابقين، باستثناء البرتغالي جوزيه مورينيو.

نعم تحول بيل داخل غرفة الملابس إلى قنابل عنقودية تتساقط على رؤوس اللاعبين، وانشغل الكل بمسار الويلزي الجديد، وقطف كل لاعب ريالي وردة وراح يخمن: بيل يرحل إلى الصين ، بيل لن يرحل عن الريال ، وهكذا دواليك.

أصبح جاريث بيل مثل مسمار جحا يصعب على زيدان نزعه أو انتزاعه، لاسيما وأن الظروف تخدم بيل دائما، ففي الوقت الذي يسد زيدان الأبواب في وجه العاصفة الويلزية، نجد الظروف تمهد لبقاء بيل وربما رحيل زيدان حال أن ساءت النتائج رسميا.

يقود بيل حربه ضد زيدان بصبر، فهو يراهن على أن زيدان سيرحل عن الفريق في شهر ديسمبر القادم على أبعد تقدير ، لماذا ..؟

لأن بيل يشعر أن أوجاع الريال أكبر من المضادات الحيوية لزيدان، ويرى أن الفريق في غيابه سيخوض مسارا كارثيا في النتائج، وأسهل شيء في الريال دائما هو التخلص من المدرب والعودة مجددا إلى غرفة الملابس لمعرفة من يديرها من اللاعبين.

المؤشرات التي صاحبت رحلة ريال مدريد الإعدادية تقول: الفريق خاض معسكرا داخل جلباب جاريث بيل، ولم يغادره حتى الآن، ولعل حالة التوهان البادية على وجوه اللاعبين دليل أكيد على أن زيدان صب كل تركيزه على بيل، وتناسى أن الريال مثل قطعة الأسفنج مليء بالعيوب الخطيرة في مختلف الخطوط.

الواقع أن ثقة المدرب الفرنسي بالمهاجم الويلزي ليست وليدة اليوم ، بل إن الحرب بين الطرفين نشبت مع آخر موسم لزيدان مع الريال.

لعب بيل تحت قيادة زيدان دور اللاعب الثانوي، إذ ظل زيدان يفضل الزج إما بلوكاس فاسكيز أو ماركو أسنسيو، وكان على بيل الاحتراق على مقاعد البدلاء، ومع ذلك عندما احتاجه زيدان في نهائي دوري الأبطال أمام ليفربول في الشوط الثاني تألق كثيرا وسجل هدفي الانتصار، إلى جانب هدف أونطة من بنزيمه، وكان هدف بيل الثاني من أجمل ما يمكن مشاهدته خلال الربع الأول من الألفية الثالثة.

ورغم ذلك ظل زيدان على قناعته بأن الريال لا يحتاج إلى بيل، مفضلا بيعه والتخلص منه، مع تجديد عقد كريستيانو رونالدو.

هذا المخطط أزعج فلورنتينو بيريز تماما، وهو ما دفعه للتدخل الفوري، ففعل عكس قناعات زيدان، باع رونالدو وأبقى على بيل كعلامة تجارية قبل أن يكون علامة كروية، وهو تصرف أغضب زيدان ودفعه للاستقالة بدافع رد الفعل.

حاليا عادت ريمة لعادتها القديم ، زيدان يريد تصفية بيل بأي ثمن قبل بداية الموسم، وبيريز يوافقه لكن على أن يغادر وقد در على الريال مالا كثيرا.

هذه المفارقة جعلت من بيل لاعبا جدليا أقرب إلى أحجية أهل بيزنطة عن البيضة والدجاجة، فما إن تنفس زيدان الصعداء باقتراب بيل من الانتقال مجانا إلى الصين، حتى استشاط بيريز غضبا ملغيا فكرة التخلي عن النفاثة الويلزية المعطوبة مجانا.

وهكذا سيبقى بيل صداعا مزمنا في رأس زيدان إلى أن يجد له مخرجا نهائيا، يحافظ فيه بيريز على ماء وجهه اقتصاديا، ويستعيد زيدان مزاجه وتوازنه النفسي.

غير أن مشكلة بيل تتعقد يوما بعد آخر ، ففي ظل الإصابات التي ضربت أعمدة زيدان الأساسية يفرض الواقع نفسه بضرورة الاعتماد مجددا على الويلزي ولو على مضض.

صدام بيريز وزيدان ..

زيدان وبيريز

إذا كان الخلاف بين فلورنتينو بيريز وزين الدين زيدان بخصوص بيل خلافا ماديا، فإن الخلاف بين الطرفين على نيمار جونيور مهاجم البي إس جي كان خلافا تكتيكيا حادا وكبيرا، وهنا تكمن التفاصيل.

بيريز يبحث منذ رحيل رونالدو عن لاعب دعائي تجاري استثماري كبير يروج لسياسة بيريز الاقتصادية، وهو يرى أن الوحيد القادر على جذب الأموال للنادي حاليا هو نيمار دون غيره.

لطالما كان بيريز مهووسا منذ زمن بعيد بالتعاقد مع نيمار، وهو فقط كان ينتظر إشارة من باريس سان جرمان لينقض على نيمار بأي ثمن، وعندما لاحت الفرصة وبدأ ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان يعطي الضوء الأخضر لبيريز عارضه زيدان ومنعه من مزاحمة برشلونة في مزاد البرازيلي، الذي يميل لفكرة العودة مجددا إلى فريقه السابق، بدعم لوجستي غير مسبوق من المتحكم بسياسة النادي الكتالوني ليونيل ميسي طبعا.

من جانبه لا يرى زيدان أي ضرورة فنية أو تكتيكية من استقدام نيمار رغم ما يكتنزه من مواهب، فالفرنسي هو الآخر مهووس حد التخمة بالبلجيكي آدين هازارد، وهو عندما جلبه من تشلسي الإنجليزي كان يرى فيه النواة التي سيبني عليها فريق ريال مدريد الجديد.

لم تتزحزح قناعات زيدان عن هازارد بعد مردوده الفقير في الوديات قيد أنملة:
“أرى في هازارد نسخة استثنائية من اللاعب الذكي الذي يصلح لكل التموضعات، في تصوري لا يقل هازارد عن ميسي، هو قادر على التحكم بالنسق وإيجاد الحلول في المباريات المعقدة، فقط هو الآن في مرحلة اندماج مع تكتيكنا وثقافتنا، وسيكون بأفضل حال مع بداية الموسم، أنا واثق تماما من هازارد، وبالتالى لسنا بحاجة إلى نيمار في هذه المرحلة”.

زيدان يتحدث كثيرا عن ثورة التجديد التي يقودها كي ينافس على كل الجبهات هذا الموسم ، لكن أي تجديد فحتى تعاقدات الريال القليلة لم تكن على الورق بحجم تحديات الفريق الملكي، أو بنفس قيمة تعاقدات غريمه برشلونة.

المنظومة الدفاعية هشة

كتاب ريال مدريد الموسم الماضي يئن من وطأة الكثير من النواقص في مختلف الخطوط، نواقص ما كان لها أن تأخذ منحنى درامي في وديات الريال لولا المنسوب الكارثي للنتائج العاصفة.

بعد هزيمة الريال وديا من جاره أتلتيكو مدريد بسبعة أهداف عدا ونقدا، سيدخل الريال منافسات الموسم الجديد بأسوأ سيناريو ممكن.

كشفت المباريات الودية أن المشكلة ليست في بقاء بيل من عدمه، ولا في محاولة التخلص من خاميس بأي ثمن ، ولا حتى في لاعبين من وزن سيبايوس وفاسكيز وفاييخو و لورنتي وهيرنانديز، لكنها مشكلة فريق بحاجة إلى إعادة تقويم المنظومة الدفاعية..

فليس من المعقول أن يصبح دفاع الريال مطمعا لأي مهاجم مهما صغر شأنه، وليس من المقبول أن يتحول لاعبو الدفاع إلى رجال مرور ينظمون حركة الوصول إلى مرمى المتألق الوحيد في الوديات الحارس الكوستاريكي كيليور نافاس من أقصر الطرق.

حافظ زيدان على هيكل الدفاع الذي تآكل نفسيا، لم يتنبه إلى أن ثنائية سيرجيو راموس ورافائيل فاران تلاشت، ولم يتفطن إلى أن ناتشو لم يعد اللاعب الجوكر الذي يصلح ما يفسده الثنائي الأساسي.

لم يكن التعاقد مع البرازيلي الشاب ميليتاو من بورتو البرتغالي حلا جذريا بقدر ما كان إسعافا أوليا يفيد في حالات الطوارئ فقط، أي مع أي غياب محتمل للثلاثي راموس وفاران وناتشو.

وحتى عندما استقدم الريال ظهير ليون الفرنسي الأيسر ميندي، فإنه في كل الأحوال ليس إضافة كبيرة تهدد مركز الأساسي مارسيلو الظهير الذي تحول إلى نقطة ضعف في الجهة اليسرى.

المباريات الودية ونتائجها المروعة عرت دفاع ريال مدريد، وبرهنت على أن منظومة الدفاع كانت في أمس الحاجة لمدافع متمرس مثل فان ديك مدافع ليفربول أو حتى دي لخت مدافع أياكس المنتقل حديثا إلى يوفنتوس الإيطالي، كما عززت قناعات المحللين الذين يميلون للتخلص من مارسيلو وجلب ظهير أيسر أكثر فاعلية من الناحية الدفاعية.

أما عن الفرنسي ميندي، فهو ظهير شاب يكون جيدا من الناحية الهجومية ، غير أنه على مستوى الدفاع لا يتفوق كثيرا على مارسيلو.

كانت إحدى أهم الحقائق التي كشفتها وديات الريال وهزائمه المتلاحقة من بايرن ميونخ وأتلتيكو مدريد وتوتنهام أن الريال يلعب دون عمق دفاعي في وسط الملعب، وهو بحاجة عاجلة لاستقدام لاعب وسط دفاعي يعيد التوازن لوسط الميدان ويحمي قلبي الدفاع من الانكشاف بهذه السذاجة التكتيكية التي شاهدناها.

بوجبا .. هل يرأب الصدع ..؟

بوجبا

لطالما كان خط وسط ميدان ريال مدريد المتحكم في البطولات التي حصدها النادي الملكي طوال تاريخه ، هذا الخط عانى الموسم الماضي من التصدع الداخلي، لأسباب كثير بعضها يتعلق بغياب التجانس الهارموني بين اللاعبين، وبعضها الآخر يتعلق بتشبع عناصر الوسط بعد تحقيق ثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا.

جدد زيدان ثقته المفرطة في لوكا مودريتش وتوني كروس وكاساميرو، ثم راهن على أن الثلاثة سيشكلون العمود الفقري للفريق الموسم الجديد.

رحلة الريال الأخيرة أذابت الكثير من تفاؤل زيدان، فقد اكتشف من خلال الوديات غياب الكيمياء بين الثلاثي لاعتبارات مختلفة.

مودريتش يدخل عامه الرابع والثلاثين ولم يعد يمتلك نفس طراوة ماضيه الجميل، أما كروس فهو لاعب وسط تقليدي لا يبتكر ولا يضيف ثقلا على مستوى المحور، لا جدوى منه دفاعيا، ولا يرجى منه هجوميا.

ربما كان البرازيلي كاساميرو هو أهم قطعة شطرنج على رقعة زيدان، بحكم أنه لاعب ارتكاز دفاعي يعرف كيف يجهض هجمات الخصوم، كما يجيد الواجبات الهجومية بكفاءة عند الحاجة، ولأن اليد الواحدة لا تصفق فقد ظهر الإعياء كثيرا على كاساميرو، مما ساهم في خفض طاقته الذهنية بصورة لافتة تحتاج إلى وسيلة مساعدة فورية.

زيدان يعتقد أن مواطنه الفرنسي بول بوجبا قادر على تفعيل خط الوسط وتخليصه من عقمه التكتيكي.

إلى حد كبير يتفق الكثير من الفنيين على أن بوجبا صانع ألعاب مانشستر يونايتد الإنجليزي هو قطعة الغيار التي يحتاجها خط وسط ريال مدريد، لكن الإشكالية مرة أخرى تظهر في القناعات المتناقضة بين زيدان وبيريز.

الأول يصر إصرارا على جذب بوجبا إلى مدريد، حتى لو كلفت الصفقة 150 مليون دولار ، ففي تصوره أن تواجد بوجبا سيكون حماية للنجم هازارد الذي لا يطلع بأي واجبات دفاعية، كما أنه سيشكل مع كاساميرو ستارا حديديا يقي الدفاع شر المنافسين.

والثاني يتعامل مع الأمر ببرود معتاد كما هي عادة بيريز عندما لا يقتنع بالأمر ، لهذا بدأ بيريز أكثر تحمسا للتعاقد مع صانع ألعاب توتنهام الإنجليزي اللاعب الدنماركي أريكسون.

ويدعم بيريز موقفه المناهض لجلب بوجبا بثمن أريكسون المتاح، على عكس القيمة الشرائية المرتفعة لصانع ألعاب مانشستر يونايتد.

المؤكد جدا أن بيريز سيضطر مع النتائج السلبية لفتح خزانة ناديه لجلب هدف زيدان الأساسي وهو بول بوجبا، هذا التأكيد تغذيه حالة الإحباط التي تسيطر على لاعبي الريال بعد كارثة السباعية، التي لا تقل كثيرا عن فاجعة التسعة التي تلقاها الريال وديا قبل 39 عاما على يد بايرن ميونخ الألماني.

يعتقد زيدان أن بوجبا هو الحل السحري لمشاكل ريال مدريد الدفاعية، لكن الفرنسي يكون فاعلا أكثر عندما يلعب كقائد وسط حر ، يتمرد في الغالب على كل الدواعي التكتيكية.

هناك مشكلة أخرى تحتاج إلى دراسة وتتعلق بمزاج بول بوجبا الحاد جدا ، ثم شخصيته القيادية التي قد تطغى على شخصية راموس قائد عرض غرفة الملابس، ولا أحد يدري كيف سيتمكن زيدان من ترويض بوجبا بحيث يكون داعما لمحور الدفاع بالدرجة الأولى، وهو عمل تكتيكي لا يحبذه بوجبا الذي يهيمن على اللعب ويتحكم في نسقه، وهنا سيدخل في تصادم مع هازارد، خصوصا وأن بوجبا مثل هازارد يجد نفسه على الجهة اليسرى.

مبابي .. حلم مؤجل ..

مبامي

يؤمن بيريز تماما أن فريقه يحتاج إلى مهاجم سوبر بدلا عن المنحوس كريم بنزيمه ، لكن بيريز يبحث عن فلتة كروية قابلة للطرق والسحب ، أعني أن بيريز تاجر شاطر فهو يريد مهاجما ذا قيمة تجارية وتسويقية عالية، وذا قيمة فنية بنفس الجودة.

هنا يبقى حلم بيريز التعاقد مع الصاروخ الفرنسي كليان مبابي مهاجم باريس سان جرمان ، وفي سبيل هذا الهدف جلب بيريز مهاجما متوسط الشهرة وهو الصربي يوفتش، بحيث يكون بديلا للمهاجم الأساسي كريم بنزيمه.

التعاقد مع مهاجم من النوع المتوسط تجاريا ربما إشارة إلى نوايا بيريز الواثق تماما أن مبابي سيكون الصيف القادم في متناول ريال مدريد ، لذا فضل بيريز التعاقد مع يوفتش بسعره الرخيص حتى يتهيأ الفريق لاستقبال الجوهرة الفرنسية كليان مبابي.

وسواء كان تفكير بيريز تجاه انتظار مبابي صائبا من عدمه ، يبقى السؤال الصعب: كيف يتخلص الريال من مشاكله الهجومية هذا الموسم؟ وهل يمكن أن يكون بنزيمه هو حلال العقد بعد مشوار طويل من حرق أعصاب المدريديين؟

بلا شك سيبقى يوفتش في حالة تربص لخطف مركز رأس الحربة من كريم، وفي انتظار أي طارئ يغيب الديك الفرنسي الذي لا يصيح كثيرا أمام المرمى.

على كل حال يرحل الريال صوب منافسات الموسم الجديد مثخنا بالكثير من الإصابات الغريبة التي ضربت الفريق على غرار أسنسيو الذي انتهى موسمه تقريبا قبل أن يبدأ، ما يعني أن الريال سيضطر وربما يرغم على إبقاء جاريث بيل أو خاميس رودريجيز لسد الحاجة، بالإضافة إلى إصابات مختلفة تعرض لها فاسكيز و مندي والحارس كورتوا ويوفتش.

من الواضح أن المصائب لا تأتي على رأس الريال فرادى ، بل إنها تشكل مسارا جديدا لم يكن يخطر ببال زيدان ولا حتى بيريز.

في تصوري أن الأندية الكبيرة ذات الرصيد التاريخي و الإرث الكروي قادرة على كبح جماح المنغصات والمشاكل وخلق الحلول من العدم ، وريال مدريد بالتأكيد يمتلك الوسيلة التي ستعيد لغرفة الملابس ثقتها في مجموعة تنتظر ميلادا جديد من رحم المعاناة ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى