جونيور فيربو.. هل برشلونة بحاجة إلى ظهير أيسر جديد؟

تحليل- أحمد مختار

أعلن برشلونة رسميا تعاقده مع جونيور فيربو، الظهير الأيسر الذي عرفه الجمهور مع ريال بيتيس سابقا، في صفقة طلبها إرنستو فالفيردي بالاسم، لدرجة وجود خلافات قوية بين المدير الفني والمدير الرياضي السابق بيب سيجورا على بعض التعاقدات، من بينها فيربو لاعب منتخب إسبانيا تحت 21 عاما.

بحكم متابعة ريال بيتيس مع كيكي سيتيين في آخر موسمين، يمكن القول بأن جونيور فيربو “خامة” مبشرة للغاية، لاعب هجومي بامتياز، لمسته على الكرة مميزة، يجيد صناعة الأهداف وتسجيلها، وتغطيته الدفاعية جيدة، ولديه مقومات ليكون “مشروع” ظهير أيسر لنادي كبير.

ما مميزاته وما عيوبه؟

فيربو لعب كظهير أيسر مع منتخب إسبانيا للشباب، وجناح مدافع مع بيتيس في رسم 3-4-2-1 لسيتيين، بمعنى أنه يتواجد على الخط الجانبي، لكنه أيضا يميل للداخل في بعض الأحيان، من أجل الزيادة العددية وتسجيل الأهداف، وعمل “لينك” مع لاعب الوسط القريب منه.

له عدة إيجابيات أهمها:-

– يساهم بوضوح في الثلث الهجومي الأخير، على مستوى صناعة الفرص، التمريرات، الأسيست، وحتى التسجيل بنفسه.

– طوله وخفته ومهارته عوامل تعطيه ميزة التفوق في موقف 1 ضد 1 على مدافع الخصم.

– ينطلق خلف الدفاعات فيما يعرف بالـ 3rd man run أي اللاعب الذي يستقبل الكرة الثالثة بعد تمريرة الـ 1-2 بين الوسط والمهاجم.

– الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط “وهذه بالنسبة لي أهم مزاياه” لأنه يستطيع اللعب مع فريق هجومي يبني من الخلف، يواجه موجات ضغط المنافس بالقرب من مرماه.

– دفاعيا يعتبر جيدا على مستوى العرقلة والافتكاك، لكن يحتاج إلى تحسن في هذا الجانب مقارنة بقدراته الهجومية المميزة.

له عيوب أيضا أهمهما:

– إصاباته الكثيرة خلال آخر موسمين. 4 إصابات في آخر عامين، وترين، 1 رباط، 1 عضلي.

– من الصعب وصفه بالظهير السريع في الركض مقارنة بجوردي ألبا على سبيل المثال، لكنه يعوض ذلك بطوله وطول قدمه.

– اندفاعه الهجومي بعض الشيء أثناء استحواذ فريقه.

تقييمه في مواقع الإحصاءات: 7.5 من 10.. خامس أفضل لاعبي بيتيس الموسم الماضي.

فالفيردي – مدرب برشلونة

سواء لعب برشلونة برسم 4-3-3 أو 4-4-2، جريزمان على اليسار، ديمبلي في على اليمين، ميسي في العمق كنصف مهاجم ونصف لاعب وسط إضافي أمام أرثور، دي يونج، بوسكيتس أو فيدال، مع فتح الأطراف بثنائي سريع قادر على القيام بدور الجناح المدافع. أو حتى بتواجد ميسي يميناً، جريزمان يساراً، وسواريز في العمق، فإن الحاجة إلى الاستثمار في الأظهرة باتت ضرورية للغاية.

سيميدو سيحصل على فرصته الأخيرة هذا الموسم من أجل مستوى أفضل وقدرة أكبر على مساعدة فريقه، كذلك يمكن لجونيور فيربو إراحة جوردي ألبا في بعض المباريات، أو حتى اللعب معاً في تشكيلة واحدة خلال خطة 4-4-2 التي يفضلها فالفيردي في مباريات خارج الأرض.

لكن ماذا عن السؤال الأهم، هل هو تدعيم مستقبلي أم للحاضر؟

ألبا

الحقيقة أن جوردي ألبا موجود وهو الأقرب للبدء، لكن دعونا نقول أيضا إن فالفيردي طلب فيربو بالاسم -مصادر مؤكدة- بالتالي يمكن تبادل الأدوار بين الثنائي على مدار الموسم، أو حتى وضع أحدهما كجناح والآخر كظهير في بعض المباريات.

لكن الأهم بالنسبة لي أن جونيور فيربو يجب أن يحل مكان ألبا، عاجلا لا آجلا، لأن جزء رئيسي من مشاكل برشلونة الحالي، ليس فقط في مدربه المتحفظ، أو الجبان كما يطلق عليه الكثيرون، ولكن أيضا لضعف شخصية عدد كبير من لاعبيه أثناء المباريات السريعة، خصوصا تحت الضغط.

على سبيل المثال، ريال مدريد “ثلاثية دوري الأبطال” قدم أشواطا أسوأ من برشلونة ضد ليفربول، وضد روما، بوضوح مباريات نابولي في السان باولو، بايرن في عامين، أتليتكو مدريد في الكالديرون، فولسبورج بألمانيا، لكن وقتها كان الريال يستطيع العودة، ليس فقط برأسية راموس أو رونالدو أو استغلال الضربات الثابتة، ولكنه يملك مجموعة لاعبين في نصف ملعبه لا يهابون الضغط.

قل ما شئت عن مشاكل مارسيلو الدفاعية، تهور راموس، اندفاع كارفخال غير المبرر، كل هؤلاء لديهم “ديفوهات” واضحة من دون الكرة وأثناء التحولات، لكن مارسيلو على سبيل المثال لا يخاف تحت الضغط، يحصل على الكرة ويراوغ ويمرر، مودريتش يعود خطوات ويحمل المباراة على عاتقه كما فعل ضد أتليتكو في إياب نصف نهائي 2017، وهذا ما يفتقده برشلونة فعليا في روما وأنفيلد، عدم وجود مجموعة “جريئة” في نصف ملعبه تستطيع تحمل الضغط.

في إسبانيا هناك مقولة شهيرة: “كل ما تريده كرة واحدة وخصيتين من أجل لعب كرة القدم”، بمعنى أن تكون جريئا لا تهاب. لذلك أرى أن تدعيمات برشلونة هذا الصيف محورية، لأن دي يونج سيضيف عنصر الجرأة إلى الوسط -حتى إذا قام بالأخطاء مرة واثنتين وثلاث”.

وجونيور فيربو لن يريح ألبا فقط كبديل، ولكنه قادر على خطف الخانة الأساسية منه بالتدريج، لأنه على الأقل أكثر قدرة منه على الهروب من الضغط في نصف ملعبه، وهذا محور نجاح/ فشل اللاعب بالنسبة لي، لا أن ينافس ألبا فحسب، بل أن يحل مشكلة الأظهرة في البارسا على مستوى البناء من الخلف، امتصاص الضغط، وجعل لاعبي الهجوم يتفرغون للصناعة والتسجيل، بدلا من عودتهم عشرات الأمتار للخروج بالهجمة من مناطقهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى