القهوجي 2020..موسم محوري لخاميس رودريجيز 

تقرير- محمد عصام

شهرا يوليو وأغسطس يحملان دائماً الأخبار المثيرة في عالم كرة القدم، وهذه السوق الصيفية تحديداً تحظى بالمزيد من التقلبات نظراً لوجود قائمة طويلة من اللاعبين أصحاب الجودة والتجربة متاحة في سوق الانتقالات دون وجهة واضحة أمثال ديبالا، إيكاردي، كوتينيو، وبالطبع خاميس رودريجيز الذي يقف عند مفترق طريق في مسيرته نستعرضه في السطور القادمة.

بداية بزوغ نجم “القهوجي” كانت في مونديال البرازيل 2014، حين حصد لقب هداف البطولة بعمر الاثنين وعشرين عاماً، ومعه أسر قلوب العديد من مشجعي كرة القدم، ومن بينهم “فلورنتينو بيريز” الذي لم يتردد في إنفاق 63 مليون باوند مقابل خدماته.

قضى “خاميس” موسماً أولاً بألوان الميرينجي وضع فيه كامل قدراته على المستطيل الأخضر تحت قيادة “كارلو أنشيلوتي”، رغم خروج ريال مدريد خالي الوفاض في نهايته.

ولنفهم كيف انقلبت الأمور، علينا العودة إلى تاريخ 4 يناير 2016، وهو اليوم الذي تعاقد فيه ريال مدريد مع “زين الدين زيدان” مدرباً للفريق خلفاً للمُقَال “رافا بينيتز”، ومنذ ذلك اليوم تغير ترتيب “خاميس” على سلم أولويات الفريق.

في الشهور المتبقية من الموسم، لعب “رودريجيز” دقائق محدودة أغلبها كبديل، وحين لعب أساسياً كان الورقة الأولى التي يسحبها “زيزو ” عادة، مما خلق توتراً ملحوظاً، ونية لمغادرة أسوار الميرينجي في نهاية الموسم الكروي.

ربما كانت الروح التي غمرت الفريق بعد العودة من موسم بدا كارثياً في أوله بلقب أبطال أوروبا في آخره، وربما كانت محادثة جرت بين “زيزو” ولاعبه، ولكن قرر “خاميس” البقاء عكس التوقعات، ولن أستبعد أن يخرج “القهوجي” يوماً ما ليتحدث عن كونه أكثر قرار ندم عليه في مسيرته.

لم يظل الوضع على ما هو عليه، بل ساءت وتعقدت الأمور بانتداب الشاب “ماركو أسينسيو” الذي حجز دقائق له مع الفريق، وحصل على ثقة “زيزو” سريعاً، لتصبح سلوكيات “خاميس” أكثر حدة حتى الانفجار الحتمي حين تم استبداله في أحد اللقاءات، ليخرج بسيل من اللعنات والسباب جعل خروجه مسألة وقت معلوم.

اختار “خاميس” تمثيل العملاق البافاري، في صفقة تحمل صفة الإعارة لعامين مع أحقية الشراء، ويعود إلى أكبر المؤمنين بموهبته “كارلو أنشيلوتي” لمدة نصف موسم، ويقضي النصف الآخر مع المخضرم “يوب هاينكس”، قدّم على مدار النصفين أداء يبشر بأنه وجد ضالته، وأن بايرن ميونيخ بلا شك سيقوم بتفعيل بند شرائه.

ولكن في السنة الثانية، عادت الخلافات على هيئة مدرب آخر هو “نيكو كوفاتش”، بالإضافة إلى الإصابات وتذبذب المستوى انتهت بتقديم “خاميس” طلباً لرئيس النادي “كارل هاينز رومينيجيه” بعدم تفعيل بند الشراء.

عاد “خاميس” مرة أخرى إلى مدريد ليجد “زين الدين زيدان” مجدداً على عجلة القيادة بسلطة أكبر، وصلاحيات أوسع، فيما يعني أن عليه إبقاء حقائبه مجهزة لانتقال آخر، ومنذ تلك اللحظة، أبدى ناديان الاهتمام الأكبر بخدماته هما نابولي الإيطالي، والقطب الآخر للمدينة أتلتيكو مدريد.

اقترب “الهنود الحمر” من الظفر بخدمات “رودريجيز” مقابل 50 مليون يورو، أتى ذلك بالتوازِي مع سقوط ريال مدريد بسباعية مقلقة ودياً ضد أتلتيكو، وإصابة طويلة لماركو أسينسيو، ليوقف “بيريز” أوراق الصفقة، وضد رغبة “زيدان”.

هذا الخلاف بين “بيريز” و”زيدان” قد يصب في مصلحة نابولي، ومدربه “أنشيلوتي” الطامح في إعادة لم شمل ثالث، وبعد انسحاب أتلتيكو، وإغلاق السوق الإنجليزية، مع بقاء عام واحد في عقد خاميس، تبدو الأمور مجهزة تماماً للتعجيل برحيله نحو إيطاليا، وبسعر أقل من قيمته الحقيقية.

رغم تكهنات الصحف الإسبانية ببقائه، ورغبة 74% من جماهير البلانكوس التي صوتت على استمراره، فلا يمكن اعتبار ذلك خياراً متاحاً من الأساس؛ لأنه ليس هناك أسوأ من أن يبقى لاعب في فريق ضد رغبة المدرب الذي يرفض التعليق حتى على الأمر؛ لذلك فإن خاميس يسير وفق نسق ثابت نحو الخروج من ريال مدريد قبل نهاية سوق الانتقالات.

المنظور الأخير لهذه القضية يأتي من كون الكولومبي سيبدأ مع منتخبه مشوار تصفيات كأس العالم 2022 هذا العام، والأهم أنه في نهاية الموسم تستضيف بلاده بطولة كوبا أمريكا 2020، وهي فرصة قد تكون الأخيرة لجيل كولومبيا الذهبي الحالي لتدوين اسمه على لقب ملموس.

لذلك فإن آخر ما يريده مدربه كارلوس “كيروش” وجماهير وطنه هو أن يصل قائدهم صاحب الثمانية وعشرين عاماً إلى هذا المحفل في حالة متدنية فنياً وبدنياً، مما يحتم على “خاميس” البحث عن فريق يمنحه الدقائق التي يستحقها، والأهم، أن يجد مكاناً يرحب بوجوده.

تقرير مترجم عن:

www.babagol.net

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى