(د ب أ)-توووفه
فيما يتواصل العمل من قبل اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر بجميع الملاعب لتكون جاهزة لاستضافة المونديال، يتأهب ملعب “الريان” لخوض تجربة مونديالية مبكرة ضمن خطوات الاستعداد لبطولة 2022.
وأصبح ملعب الريان بمنطقة “أم الأفاعي” الشهيرة جاهزا للافتتاح والتدشين الرسمي خلال بطولة كأس العالم للأندية التي تستضيفها قطر لأول مرة في تاريخها خلال كانون أول/ديسمبر المقبل.
وتمثل هذه البطولة، التي تقام بمشاركة سبعة أندية من القارات الست، بروفة جادة ومهمة لتجربة بعض الملاعب والمنشآت التي ستستضيف مباريات كأس العالم 2022 ومنها أيضا استاد البيت بمنطقة الخور شمال شمال.
موقع الملعب
ويقع استاد “الريان” على بعد حوالي 20 كيلومترا غرب العاصمة القطرية الدوحة حيث يحيط الاستاد مول قطر الذي تم افتتاحه مؤخرا وأيضا مجمع الرفاع للاحتفالات، حيث يبرز هذا الصرح الرياضي ضمن أعمال خطة تطوير منطقة الريان.
وتترقب جماهير الريان الافتتاح الرسمي للملعب لتقام مباريات الفريق عليه بعدما اضطر الفريق الملقب بـ”الرهيب” للعب علي ملعب جاسم بن حمد بنادي السد طيلة السنوات الماضية منذ هدم الملعب القديم “استاد أحمد بن علي” لبناء الاستاد الجديد.
وانتقل الريان بالفعل للتدريب على الملاعب الفرعية للاستاد الجديد في “أم الأفاعي” ويتبقى فقط اللعب علي الملعب الرئيسي ليكون حدثا استثنائيا بالنسبة لجمهور الريان وإدارته ومسؤوليه وأيضا لاعبيه وهو ما يؤكده عبد الرحمن الكربي لاعب وسط الفريق الذي قال إن كل لاعبي الريان بلا استثناء يترقبون لحظة النزول إلى الملعب المونديالي الجديد والذي سيكون تحفة معمارية تليق بدولة قطر وأيضا بنادي الريان (النادي صاحب الشعبية الأكبر في قطر) وجماهيره وكل محبيه.
وسيكون استاد الريان أحد الملاعب التي تستضيف مباريات حتى دور الثمانية بمونديال 2022.
طاقة الاستيعاب
ونال الملعب جائزة أفضل تصميم لاستاد في العالم قبل ثلاث سنوات من الآن خلال كونجرس الاستادات العالمي 2016.
واستوحي التصميم الحديث للاستاد من العمارة القطرية التراثية لمنطقة الريان كما تبلغ سعة الاستاد 40 ألف متفرج خلال البطولة.
ومثلما هو الحال في عدد من استادات البطولة، والتي تركز فيها اللجنة العليا للمشاريع والإرث على مسألة الإرث، سيتم تخفيض الطاقة الاستيعابية لاستاد الريان إلى 20 ألف متفرج خلال مرحلة ما بعد البطولة من خلال تفكيك المدرجات العلوية وإهداء مقاعدها لبعض الدول النامية الصديقة لمساعدتها في التطوير وزيادة الاهتمام بكرة القدم.
ويرى راشد آل خليفة نائب رئيس الريان السابق أن استضافة بلاده لكأس العالم تحظى بأهمية كبيرة في ظل ما ستتركه البطولة من انطباعات لدى العالم بشأن ما تقوم به قطر من دور رائع في عالم الرياضة.
الأصالة والتجذر
وأوضح آل خليفة على اعتزاز جماهير الريان بأن تكون جزءا لا يتجزأ من الحدث المونديالي الكبير في 2022.
ويتوافق الاستاد الجديد مع أحدث متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لضمان توفير تجربة مذهلة لجميع الجماهير والزوار لهذا الحدث العالمي.
وتعرف مدينة الريان بتمسكها الواضح بالتاريخ وحب أهلها للثقافة الأصيلة كون مجتمع الريان معروف عنه الترابط والتماسك.
ولهذا فإن جماهير “الرهيب” تتوق للحظة افتتاح الملعب للترحيب بعشاق كرة القدم القادمين من كل حدب وصوب لتعريفهم بالتقاليد القطرية الأصيلة.
وفيما تتقدم مراحل البناء في الملعب الجديد الذي تتزين واجهته الخارجية المتموجة برموز تمثل الثقافة القطرية بكل روعة، تعكس المرافق المحيطة بالاستاد طبيعة قطر حيث تأخذ شكل الكثبان الرملية في دلالة على الطابع الصحراوي الجميل الممتد غربي البلاد.
وقال جابر الصعاق المعروف بـ”أبو متعب”، وهو كبير مشجعي الريان، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إنه مثله كل جماهير الريان ينتظر عودة الريان إلى “بيته” وملعبه الجديد بعد غياب ويثق بأن تعود البطولات للفريق والتي كانت دائما مرتبطة بالفريق على ملعبه ووسط جماهيره.
تطوير الحياة الرياضية
وقال أبو متعب: “شاهدنا تطور أعمال البناء في الملعب ونشعر بالفخر الشديد فعلا بهذه المنشأة الرائعة والتي أثق بأنها ستفيد النادي كثيرا وتضيف لتاريخه الحافل، ونأمل أن يكون هذا الاستاد في المستقبل فأل خير على الريان ومنتخب قطر”.
وتضم المنطقة المحيطة باستاد الريان الجديد عددا من المرافق والخدمات التي ستعود بالنفع على جميع سكان المدينة ومن بينها مسجد ومضمار رياضي وملعب للكريكت وملاعب كرة تنس وملعب لرياضة الهوكي وملاعب تدريب كرة قدم ومركز ألعاب مائية وحديقة مخصصة لممارسة رياضة التزحلق ومضمار مخصص للدراجات.
ويقام في المنطقة المحيطة بالملعب، أيضا فرع جديد لمستشفى أسبيتار أول مستشفى متخصص في الطب الرياضي بالمنطقة.
ويعلق الصعاق على ذلك قائلا: “بلا شك، ملعب الريان سيكون هو البيت الأول للجماهير الريانية، لن يكون مجرد استاد لكرة القدم وإنما تتواجد المتاجر والمطاعم والكثير من الأمور الترفيهية كما هو مخطط من جانب اللجنة العليا للمشاريع والارث. سيعود هذا بالفائدة على النادي ماديا ويزيد من عائداته ، وهذا يساعد في استمرار النادي بالمسيرة الناجحة والعودة للقمة والبطولات”.
واعتبر أن مونديال 2022 يمثل إرثا كبيرا للكرة القطرية وأن الاستعدادات للبطولة ساهمت في تطور واضح مفيد للمجتمع القطري بشكل عام والرياضي بشكل خاص.
ويرى حسن العتيبي لاعب الريان وأحد نجومه السابقين أن استاد الريان الجديد سيسهم في تعزيز قدرة بلاده على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، كما سيشكل إضافة مهمة للمنشآت والبنية الأساسية الرياضية في قطر.
وقال العتيبي إن الملعب الجديد، إلى جانب استضافته لعدد من مباريات كأس العالم، سيؤدي أيضا في المستقبل دورا محوريا في تطوير الحياة الرياضية بمدينة الريان، بما سيوفره من منشآت وملاعب رياضية تشجع على ممارسة الرياضة وأسلوب العيش الصحي وتمكن المدينة من استضافة المنافسات الرياضية المحلية والدولية.
وأضاف، في تصريحاته لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “كان من المهم لجمهور الريان أن يكون له كيان خاص بعدما تعب منذ عام 2015 من التنقل للعب خارج ملعب الريان فيما يحتاج كل لاعب دائما أن يكون له بيت خاص يتغنى به ويسطر فيه تاريخه وأمجاده أيضا… وبوجود ملعب يكون حاضنا لنا كريانيين، سيشعرنا هذا كثيرا بالفخر وأعتقد انه سيلهب حماس اللاعبين بقوة للعودة إلى الأمجاد والبطولات”.
وأشار: “كأس العالم 2022 لكل مواطن قطري وليس الريانيين فقط. وإن شاء الله، سنسطر تاريخا جديدا لنا ولبلدنا علي هذا الملعب الرائع والوعد 2022 “.