
كتب: محمد العولقي
في تصوري أن المكان الطبيعي لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم المخلوع جوزيف سيب بلاتر هو معتقل (غوانتنامو) الرهيب ، فالرئيس المخلوع الذي أفسد ود اللعبة وقضيتها وجعل منها تجارة وشطارة، لازال يخرج لسانه بين الفينة والأخرى ويلقي الكلام على عواهنه، ليكشف عن الوجه القبيح لفساده العبثي.
مؤخرا أراد بلاتر أن يثبت لعشاق لعبة كرة القدم أن الذين اختشوا ماتوا، فصدر لنا عبر صحيفة سبورت كلاما ينضح بما فيه من فساد وعبث ورشا يندى لها الجبين.
كشف بلاتر الذي فقد ماء الوجه عن حديث دار بينه وبين رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز، وكيف أن بيريز حول الكرة الذهبية عام 2013 من ليونيل ميسي إلى كريستيانو رونالدو بقدرة (غادر) وليس قادر، وهو العام الوحيد الذي شهد فتح باب التصويت مرة أخرى بعد إغلاقه، في عملية أثارت وقتها الكثير من الشكوك حول مصداقية الكرة الذهبية.
يقول بلاتر: “كانت النتيجة وقتها لصالح ميسي، ثم فجأة تغير العداد فمنحت الجائزة لرونالدو، رغم أن هذا الأخير خرج من مولد ذلك العام خالي الوفاض.
يتمادى بلاتر في غيه قائلا: “عندما فضلت ميسي على رونالدو في اجتماع الطلبة، اتصل بي بيريز وهو غاضب، وطلب مني الاعتذار عن التصريح لأنني عضو فخري في ريال مدريد، قلت له يومها: “إنها مسألة أذواق فقط، لكنه (يقصد بيريز) هدد بأن الأمر لن يمر مرور الكرام”.
لا يخفى على أحد بعد ذلك أن مسيلمة الكذاب المدعو بلاتر اعتذر لرونالدو ولريال مدريد، وكان ثمن الاعتذار إهداء الكرة الذهبية للبرتغالي كريستيانو رونالدو دون وجه حق، رغم أنه في ذلك الموسم جمع كل أصفار العالم في سلة الخيبة رفقة فريقه ريال مدريد .
إذا كان بلاتر قد قال جزءًا من الحقيقة على ذمة صحيفة سبورت الموالية لبرشلونة، فإنه لم يقل الحقيقة كلها، لم يقل لنا إنه يومها كان ثملا وقد احتسى كل بحور الجعة دون أن يخفض له طرف أمام طلبة كانوا شاهدين على تمثيلية هذا الفاسد الذي يلعب بالأخلاق الرياضية دون وازع من ضمير.
حتى لو كانت قوى بلاتر العقلية سليمة أثناء تسجيل هذا الاعتراف المخل بالشرف والأمانة، وحتى لو قدرنا أن الزهايمر لم يصل بعد إلى ذاكرة هذا الآفاق، فإنه في الواقع لم يعلن التوبة، ولم يطلب الصفح ممن تضرروا من مجاملات بلاتر وفساده التجاري.
كان الأولى بهذا المخلوع العجوز أن يطلب المغفرة من الفرنسي فرانك ريبيري نجم بايرن ميونخ الألماني، فهو الوحيد في ذلك العام الذي كان يستحق الجائزة الذهبية على بساط الجدارة والاستحقاق، بفضل فوزه بخمسة ألقاب مع البايرن، من بينها اللقب الأهم دوري أبطال أوروبا، في حين لم يكن لقب لاليجا كافيا ليتبوأ ميسي سدة الحكم في ذلك العام.
نعم نقولها بالفم المليان: إن الذي تضرر من شيطنة بلاتر للجائزة كان ريبيري وليس ليونيل ميسي كما يقول بلاتر
لا أدري هل كان بلاتر ثملا أيضا أثناء إجراء الحوار الفضيحة؟ أغلب الظن أن هذا المخرف الذي يلعب بالبيضة والحجر ويحتسي كل أنواع الخمور، عمى عين الحقيقة بحجة تكحيلها.
لم يعث بلاتر فسادا في أروقة الفيفا طوال عقدين من الزمن فقط، لكنه أيضا اشترى ذمم لاعبين كبار كانوا ضحية لعقلية بلاتر التدميرية التآمرية، لم يكن الفرنسي ميشيل بلاتيني أولهم، لكنه كان أشهرهم على الإطلاق.
نفسي ومنى عيني أرى هذا الكاذب الفاسد داخل جدران السجن بدلا من تقديم الصغار كباشا لمحرقة الفساد، فحتى لو تشبه بلاتر بالبيت الشعري لزهير بن أبي سلمى، فإنه ولاشك لم يسأم من تكاليف الحياة، ولم يمل من استنشاق هواء الفساد وقد بلغ ثمانين حولا أو يزيد، ولله في خلقه شؤون ..!