هل يغير رودري وندومبيلي وسيبايوس من طريقة لعب أنديتهم؟

تحليل- محمد يوسف

موسم جديد، مع شكل جديد لخط الوسط. ليفربول لم يوقع مع أي لاعب ذي أهمية تُذكر. تشيلسي لم يتمكن من التوقيع مع أي لاعب جديد. مانشستر يونايتد اتخذ خياراً جديداً وتظاهر ببساطة بعدم وجود منطقة وسط الملعب من الأساس.

لكن بالنسبة للأندية الثلاثة الأخرى فيما يُعرف بـ «التوب 6» في الدوري الإنجليزي، يمكن القول إن أهم الصفقات التي قاموا بها كانت في وسط الملعب. بالتأكيد لا زلنا في البدايات؛ لن نتمكن من وضع أي تحليل حقيقي إلا بعد فترة زمنية لتأقلم اللاعبين، بالإضافة إلى وجود عينة كبيرة نسبياً يمكن تحليلها.

لكن مع كل هذا، تظهر بعض العلامات المبكرة على أن رودري وتانجي ندومبيلي وداني سيبايوس يغيرون طريقة لعب مانشستر سيتي وتوتنهام وأرسنال. دعونا نلقي نظرة أقرب على ما يفعله هؤلاء الثلاثة.

رودري

كان لاعب خط الوسط الدفاعي هو أكبر وأبرز احتياج لنادي مانشستر سيتي منذ فترة زمنية لا بأس بها. الأمر الذي لاحظه الجميع داخل أروقة النادي، حيث حاول السيتي وفشل في الحصول على أهم أهداف مدربه بيب جوارديولا في هذا المركز في الصيف الماضي، وهو لاعب نادي تشيلسي جورجينيو.

اضطر السيتي أن يعتمد بشكل كبير على اللياقة والأداء البدني لـ فرناندينيو البالغ من العمر 34 عاماً، للحفاظ على التحكم في خط الوسط، الذي يحتاجه نظام جوارديولا كي يعمل بأفضل حالاته.

ومع ذلك، قرر النادي عدم التوقيع مع أي لاعب بمواصفات أقل في الصيف الماضي، بعد أن فضل جورجينيو البقاء في تشيلسي. أتى هذا الصبر بثماره، حيث امتلك جوارديولا الآن لاعب يتمتع بمهارات مثالية، تناسب ما يضعه بيب في خططه لوسط الملعب.

قد تختلف هذه الخطط عمّا شهدناه في الموسمين السابقين، حينما فاز السيتي ببطولة الدوري، حيث كان فرناندينيو لاعباً أساسياً باستمرار في مركز خط الوسط الدفاعي، دعامة رئيسية لا تُقدر بثمن لفريق جوارديولا.

ما يفعله البرازيلي مثير للاهتمام، فيما يتعلق بأرقامه الدفاعية، فهو بالكاد يضغط على الكرة؛ حيث لم يشارك بشكل تقليدي في لعبة الضغط العالي الذي يقوم به الفريق، حيث يقوم بهذا العمل من يلعبوا في المراكز المتقدمة من الملعب، على الرغم من أن مجهوداته قد ازدادت قليلاً في الآونة الأخيرة.

في الأمتار الأخيرة من الموسم الماضي، ازداد معدل ضغط فيرناندينو على الخصوم بمعدل مرتين أكثر من الاثني عشر شهراً السابقة. من الواضح أن السبب لم يكن في ضعف الضغط الأمامي للفريق الذي فاز بـ 17 من أصل آخر 18 مباراة لهم في البطولة.

لكن ما كان يمثله هذا الرقم هو العودة إلى أسلوب لعب أكثر تركيزاً على خط الوسط، والذي ظهر في مرحلة سابقة من مسيرة جوارديولا التدريبية. في بعض الأحيان، تشعر كأن برشلونة تحت قيادته كان يمارس حصصاً تدريبية أمام الخصوم، مع اللعب بالعديد من لاعبي خط الوسط في فريق واحد، مثل سيرجيو بوسكيتس، تشابي، أندريس إنييستا، تياجو ألكانتارا، وسيسك فابريجاس، مع دخولهم أحياناً في نفس التشكيلة، في نظام تكتيكي كان مهاجمه ليونيل ميسي.

بدأ يتغير هذا الأمر في بايرن ميونيخ، وانتهى في مانشستر سيتي. في الموسم الثاني له مع السيتي، كان النظام المفضل هو فتح ليروي ساني ورحيم ستيرلنج جوانب الملعب قدر الإمكان، في حين كان يتوغل لاعبو الوسط رقم 8 مثل دي بروين وديفيد سيلفا إلى الثلث الأخير من الملعب. وينتقل الظهير الأيسر فابيان ديلف إلى خط الوسط لدعم فرناندينيو، لكن ظل النظام يبدو في أحيانٍ كثيرة وكأنه خمسة مدافعين وخمسة مهاجمين.

لكن تغير هذا الأمر الآن؛ حيث شهد الموسم الماضي انتقال جوارديولا في معظم الأوقات للعب بجناحين عكسيين، مع تمركز ستيرلنج بصورة أقرب للداخل جهة اليسار. وجاء رياض محرز كجزء من هذه الخطة، ليلعب بالقدم اليسرى على الجانب الأيمن. ولكن مع نهاية العام انتهى الأمر بأن يتولى برناردو سيلفا هذا الدور. مع الوضع في الاعتبار أن الدولي البرتغالي لاعب خط وسط أكثر من محرز، لذلك قدم مزيداً من التوازن على هذا النظام.

وهكذا كان على دور فرناندينو في الملعب أن تغير. سابقاً، في المناسبات النادرة التي سمح فيها السيتي لمنافسيه ببناء أي نوع من الهجمات الحقيقية، كان يعود فيرناندينيو إلى الحياة ويوقفها. ولكن السيتي يملك خط وسط حقيقي، يُطلب منه المساهمة باستمرار في كلا جانبي اللعبة من الدفاع والهجوم. وهذا هو السبب في وصول رودري إلى أروقة النادي.

في أول مباراة بالدوري ضد فريق ويستهام، ضغط رودري في 28 مرة على المنافس، أكثر من أي لاعب من لاعبي الفريق الضيف. بينما في المباراة التالية ضد توتنهام انخفض الرقم إلى 15 مرة، وهو انخفاض ملحوظ، لكن لا يزال الرقم لا بأس به، نظراً لأن توتنهام بالكاد تمكنوا من إخراج الكرة من نصف ملعبهم.

لقد بدا أن رودري بديلاً غريباً بعض الشيء لـ فرناندينيو، نظراً لعدم تشابههم، ولا حتى مع جورجينيو. فهو لا يملك ذات القدرة على التحرك ليوقف الهجمات على الفور في حالة حدوث خطأ في الضغط، وأثناء الاستحواذ على الكرة يبدو أقل حزماً. تمريرات رودري أكثر تنظيماً وهدوءًا بكثير مما يقدمه فرناندينيو.

لذا فإن جوارديولا يمتلك لاعباً أقل في تحركاته من فيرناندينيو، لكنه بشكل عام لاعب أكثر تحركاً بدون الكرة، ويقدم تمريرات أقصر. هل هناك أي تشابهات هنا مع لاعبين آخرين؟

يبدو أن جوارديولا سينتقل إلى المزيد من بوسكيتس في برشلونة، وقد وجد أخيراً نظيره الجديد على دائرة منتصف ملعب السيتي.

                                     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى