من دون لابورت.. 3 خيارات غير تقليدية أمام جوارديولا

تحليل- أحمد مختار

في إنجلترا، كرة القدم ليست عبارة عن استحواذ أو حتى هجمات مرتدة عند الحاجة، و لكن في أغلب الأحيان كل الفرق تقوم بعمل هجمات مرتدة ضد بعضها البعض في كل وقت، إلى ما لا نهاية.

إنها ثقافة المرتدات حيث لا تميل الفرق إلى استعمال سلسلة التمريرات للحيال دون ذلك. كرة طولية سريعة، تمر من رأس أحدهم إلى لاعب زميل، الذي يمررها بطريقته إلى اللاعب الثالث الحر على الطرف، وفي أغلب المناسبات هناك لاعب آخر ينطلق في العمق لاستلام الكرة في النهاية.

ما تعلمه بيب جوارديولا في إنجلترا خاص بالوقت، حيث أن كل تجربة تحتاج للصبر، لكن الأهم صنع القرارات الصحيحة في الوقت المناسب. صحيح أن إدارة مان سيتي صرفت أموالا طائلة، لكنها كانت ضرورية، لا علاقة لها بالرفاهية أبدا.

متوسط أعمار كبير، نجوم فوق الثلاثين، بطء وقلة حيوية، لذلك أعادوا بناء الفريق مرة أخرى، مع مجموعة من الشبان، ومدرب قدير في استخراج أفضل ما لدي لاعبيه. هكذا هي دورة نجاح مانشستر سيتي مع جوارديولا، من مجرد فريق مميز إلى آخر مرعب وشرس ولا يهاب أحد، بل يهابه الجميع بلا استثناء، داخل إنجلترا وخارجها.

مان سيتي الحالي يذكر الجمهور بـ برشلونة بيب 2012 ، في كثرة الحلول، الإيجابية، التغييرات العديدة، والمرونة الخططية الغريبة. بالتأكيد جوارديولا زادت خبراته بشكل مضاعف، وحتى نقاط ضعفه أصبحت أقل من 2012، لكن أيضا دعونا لا ننسى أن السيتي الحالي لا يضم ميسي، رجل الارتجال الأول في عالم الكرة.

في 2012 كانت البدايات توحى بثلاثية سهلة ومنطقية، لكن الفريق خرج ببطولة الكأس فقط، لماذا؟ مرض أبيدال اللعين، إصابات بويول غير المتوقعة، وفقدان الدافع لبعض الأسماء مثل داني ألفيش وبيكيه، وسيسك فابريجاس.

في 2019-2020، هناك مرونة خططية، بدائل ناجحة، تشكيلة شابة وهجومية، تطور دفاعي، وانتصارات مستمرة، لكن مع غيابات لا تتوقف، وإصابات لعينة هذه المرة، بتعرض ليروي ساني لقطع في الرباط الصليبي للركبة، انتكاسة بنجامين ميندي، رحيل كومباني وعدم تعويضه، وأخيراً ويبدو أنه ليس آخراً، سقوط إيمريك لابورت على الأرض وإصابته في الركبة، مما يعني غيابه لفترة غير قصيرة عن الملاعب.

قال جوارديولا في تصريحات صحفية قبل تعرض لاعبه للإصابة بيوم واحد”: “بالنسبة لي كان من الخطأ عدم استدعائه لتشكيلة منتخب فرنسا، إنه واحد من أفضل اللاعبين اليسارين في العالم في الوقت الحالي. هو أفضل مدافع يساري الآن”.

الحقيقة أن مديح المدرب للاعبيه ليس وليد الصدفة، لأن إيمريك تطور بشكل لافت منذ قدومه إلى إنجلترا، سواء على مستوى التغطية العكسية أو افتكاك الكرات، بالإضافة إلى تميزه في ألعاب الهواء والبناء من الخلف، دون نسيان العرقلة والشد والجذب والرقابة الفردية الصارمة. باختصار هو نموذج حقيقي لقلب الدفاع الحديث في التكتيك الجديد.

مانشستر سيتي لن يسقطه إلا مانشستر سيتي، بمعنى أن جوع الفريق لتحقيق خماسية وربما سداسية سيجعله ينافس بقوة على الجهات كافة، مما يعني بعض الإرهاق والتشتت وقلة التركيز، جنباً لجنب مع فيروس الإصابات ولعنة ضربات الركبة التي تندرج أغلبها تحت مسمى سوء الطالع وقلة التوفيق، ولنا عبرة بساني ولابورت على سبيل المثال.

ثنائية أي دفاع، مدافع يقوم بالأعمال القذرة “افتكاك، عرقلة، رجل لرجل، واحد لواحد” والآخر يقوم بالتغطية خلفه وخلف زملائه. ميزة الفرنسي ذو الجذور الباسكية أنه يجيد الدورين، يستطيع التغطية العكسية عندما يلعب بجواره أوتاميندي، ويجيد أيضاً الصعود إلى الأمام للمقابلة والافتكاك حينما يتواجد بالقرب من ستونز “الليبرو وقتها”.

غياب لابورت ورحيل كومباني دون تعويضه يعني تغيير محوري في إستراتيجيات جوارديولا الدفاعية، خصوصاً مع انخفاض مستوى أوتاميندي وعدم ثبات ستونز، لذلك قد يستعين الفيلسوف بارتكازه البرازيلي فرناندينيو في منطقة الخط الخلفي، نظراً لبراعته في ألعاب الهواء وخشونته المشروعة في الصراعات الثنائية.

وجود فرناندينيو بجوار أوتاميندي، البرازيلي للتغطية والأرجنتيني للرقابة الفردية، مع وضع والكر وزينشينكو على الأطراف في مناطق الأظهرة يميناً ويساراً.

يمكن أيضاً الاستعانة بالظهير الأيمن والكر في قلب الدفاع أو الإسباني الشاب إريك جارسيا، حيث يقوم أحدهما بدور المدافع المتحرك، مع حصول ستونز على دور “الستوبر” الأقرب إلى التغطية، ليتواجد كانسيلو كظهير أيمن، وفي الجهة اليسرى أنجلينو أو زينشينكو.

الخيار الثالث والذي أنتظره ربما، أن يتحول الفريق في بعض المباريات إلى ثلاثي الخلف، بمعنى تواجد ستونز كـ ليبرو، أمامه إريك جارسيا على اليسار ووالكر/أوتاميندي على اليمين، وفي الأطراف كانسيلو وزينشينكو/ محرز كأجنحة على الخط الجانبي، وفي الوسط ثلاثية دي بروين، سيلفا، رودري، بينما بالهجوم يتواجد أجويرو وستيرلينج أو جيسوس.

كل هذه الخطط تبدو مجرد أفكار، في انتظار ماذا يخبيء لنا في جعبته ملك الأفكار، بيب جوارديولا، بعد نهاية فترة التوقف الدولية الحالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى