لا يهزم برشلونة إلا برشلونة

كتب- أحمد نبيل

هناك في إسبانيا، إقليم كاتالونيا، المدينة المنظمة الجميلة هندسياً، أبرز ما تُعرف به هو ترتيب بيوتها وشوارعها، والإبداع الهندسي والمعماري الذي ينظم المدينة.

لا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لفريق برشلونة العريق، الذي يتمتع بأسلوبه الفريد في لعب كرة القدم والنهج الكروي الذي لن تراه في اي ناد آخر.

الوقوف في شكل مثلثات، التمريرات القصيرة من لمسة واحدة، بناء اللعب من الخلف، مرّر وتحرك، الضغط على حامل الكرة، الاستحواذ.. نهج كرة قدم فريد من نوعه حقق العديد من النجاحات، فماذا حدث؟

يمكنك معرفة ما إذا كان فريق برشلونة على ما يرام أو لا، من متابعة تحركات ولمسات لاعب واحد فقط في الملعب، إذا وجدت مستواه جيدا، فاطمئن على فريق برشلونة، إذا كنت مشجعا برشلونيا، أما إذا وجدته تائها ولا يقدم مردودا جيدا، فاطمئن، إذا كنت مشجع ضد برشلونة، فمن هو؟

دينمو ومحرك خط الوسط، جندي برشلونة المجهول، محور الأرض كما “كان” يسميه عشاق ومشجعو البلوغرانا قبل وصول فالفيردي، قائد خط الوسط، سيرجيو بوسكيتس.

سيرجيو بوسكيتس هو اللاعب الوحيد الذي يمثل أسلوب لعب برشلونة في الفريق حاليا، التلميذ المجيد لبيب جوارديولا، اللاعب الذي عايش أساطير في خط وسط كرة القدم، تعلم منهم وأخذ الكثير، هو اللاعب الذي لا يزال يطبق نهج برشلونة بيب جوارديولا، حتى بعد رحيله، هو اللاعب الذي لن ينجح في اأ فريق آخر غير برشلونة، وكذلك لن ينجح في أي أسلوب لعب غير أسلوب لعب برشلونة التقليدي، حتى لو كان داخل برشلونة، الأسلوب الذي لم نعد نراه في الفريق، وببساطة هذا هو سبب تردي مستواه في الفترة الأخيرة تحت قيادة ارنستو فالفيردي، وانهلال سخط الجمهور الكاتالوني عليه.

نعم، فقدان النهج الكروي والأسلوب المتبع لفريق برشلونة، هو سبب سوء سيرجيو بوسكيتس الحالي، بالتأكيد لن نغفل عامل السن، الذي يؤثر على أي لاعب من ما كان، ولكن من الناحية الواقعية، فدور سيرجيو بوسكيتس في السنوات الماضية لم يعتمد على الركض أو القوة البدنية، وبذلك يمكننا أن ننفي أن عامل السن هو سبب هبوط مستواه، فما السبب؟

السبب هو فقدان طريقة اللعب في برشلونة بقيادة المدرب فالفيردي، ليس “تغيير” طريقة اللعب، بل “فقدان” الأسلوب، فبرشلونة حاليا لا يملك أسلوب، يدخل المباراة بدون أي خطة لعب واضحة، لا يوجد أسلوب متبع أو خطة او تكتيك أو تعليمات للاعبين.

اللاعبون يدخلون أرضية الملعب بمنهج “العنتريات”، والاعتماد على ليونيل ميسي في تحقيق الفوز، إما من هدف من ضربة حرة، أو تمريرة حريرية تضع سواريز منفرداً أمام المرمى ليسجل.

لا يوجد تمركز صحيح أو تعلميات للاعبين، كل لاعب يفعل ما يريد كما يريد داخل الملعب، جوردي ألبا يتقدم ليترك مساحات خلفه في الدفاع فيعود الخصم بهجمة مرتدة ويسجل هدف، ثم نرى نفس الخطأ مرة ثانية وثالثة في نفس المباراة والمباراة التي تليها والتي تليها.

سيميدو يبدو كالتائه على الجهة اليمنى، لا يعلم متى يتقدم ومتى يدافع ومتى يهاجم ولمن يمرر..

كوتينهو أتى ورحل، بدون أن نستوعب سبب فشله في برشلونة، اللاعب الذي كان تائهاً في الملعب مع برشلونة، بعد أن كان النجم الأول مع ليفربول.

جميعنا رأينا دي يونج يلعب على الأطراف في المباريات القليلة التي شارك فيها حتى الآن، ورأينا استغراب العديد من اللاعبين والمدربين العالميين على هذا الأمر.

حالة الفوضى والهمجية في اللعب لا تناسب فريق برشلونة وتجعله يخرج من المباراة من أول خمس دقائق، وبعد ذلك يصعب عليهم العودة للمباراة، وبهذا يخسر برشلونة المباراة قبل أن تبدأ، فالأمر بسيط..

لو لعب برشلونة بالطريقة التي يعرفها، من الممكن تحقيق الثلاثية في كل موسم، لأن الأسماء الموجودة حاليا في الفريق جيدة جدا والفريق شبه متكامل، ولكننا نشهد عصر الفوضى والعنتريات في برشلونة بقيادة فالفيردي، وبهذا نصل للحقيقة، أنه لا يهزم برشلونة إلا برشلونة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى