غلطة البلطان ..!

كتب: محمد العولقي

مباريات الهلال والنصر أمام الفرق التي ليس لها قاعدة جماهيرية كبيرة في المملكة العربية السعودية، أشبه ببرميل بارود قابل للانفجار في أية لحظة
لا تتقبل جماهير الهلال والنصر نزيف النقاط أمام فرق (نص نص) لا ترتقي إلى زعامتهما جماهيريا وشعبيا..

لهذا دائما تخرج الحبة من أفواه محبي وعشاق الناديين العريقين في حجم القبة، خصوصا عندما يأخذ الحدث طابع بيضة الديك ، أقصد عندنا يقعان في مطب تعثر لا يخطر على بال مشجع مهووس يتأبط عصا رد الفعل تجاه أي سلوك ينتقص من مشاعر الهلاليين أو النصراويين على حد سواء.

ولعل رئيس نادي الشباب خالد البلطان، شعر في لحظة نشوة التعادل مع النصر بمركب نقص، على أساس أن الشباب ما عنده جمهور إلا من هلاليين عذال فلفلوا بعد التعادل السلبي مع النصر لغرض في نفس فريقهم الكبير ، لهذا السبب أقحم البلطان نفسه في معركة حقيقية مع جمهور النصر الغاضب من التعادل، دون أن يضع في اعتباره أن الإشارات غير المفهومة أقرب إلى اللعب بالنار، طالما وهي في نظر الجمهور الغاضب تحبل بملايين الأبعاد..

صحيح أن الفنانة فيروز قالت: الحبايب اثنين اثنين، لكن هذا الوصف مع جماهير النصر لا يعني أن يلجأ البلطان لحركة (ممسرحة) ولو تختفت تحت عباءة إشارة غير واضحة من يد رئيس ناد ليس له جمهور من الأساس، مع كامل احترامي وتقديري لفريق الشباب الذي يسجل له التاريخ أنه يناطح كبار القوم رأسا برأس، رغم أن إمكانياته المادية والبشرية والجماهيرية تساوي صفرا على الشمال، عندما يتعلق الأمر بالمقارنة بينه وبين النصر أو الهلال أو حتى الاتحاد والأهلي.

أعرف أن خالد البلطان رجل حكيم ووقور، وقد كان دائما هو المتحكم في مشاعره عندما يحقق نتيجة إيجابية أمام قطبي الكرة السعودية، لكنه هذه المرة خرج عن المألوف وأدخل نفسه في متاهة من ردود أفعال نصراوية لا تبقي ولا تذر
مهما حاول البلطان تبرير إشارته لجماهير النصر، ومهما وكل من محامين من عذال النصر، ستبقى إشارته في نظر جمهور النصر استفزازا صريحا لمشاعرهم وانتهاكا صارخا لحقوق بعد النظر.

ولأن غلطة الشاطر خالد البلطان بعشر فقد صار عليه أن يتحمل لسعات النحل الأصفر ، كما بات عليه أن يتحكم مستقبلا في أعصابه، حتى لا يتحول إلى مادة تثير الجدل و الاستفزاز والتعليقات الكاريكاتورية.

ورغم أن إشارة البلطان فيها من الهمز والغمز واللمز ما يكفي لاعتبارها حركة مستفزة تجاه جمهور يسكن العلقم في حلقه مع التعادل الصفري ، إلا أنني في الواقع أدين وأشجب وأستنكر رد فعل جمهور النصر الذي قذف البلطان بقوارير المياه ، وليت الأمر توقف عند القذف بقنينات المياه ، لقد وصل الأمر إلى حافة قلة الذوق، ولا أقول قلة الأدب، حتى لا نزيد النيران النصراوية اشتعالا ..

أبصم لكم بالعشرة أن جماهير النصر بصفة عامة مثالية تقف دائما خلف فريقها كاللاعب رقم واحد في الضراء قبل السراء ، كما أنها جماهير تنتصر دائما للأخلاق وقواعد الذوق الرفيع ، ولا يعني أن الفئة التي عبرت عن انفعالها المبالغ فيه من حركة البلطان تمثل تراث النصر وجماهيريته ومدرسته الخالدة في فنون التشجيع المثالي ، فمثل هذا التوصيف ظلم وجور بحق جماهير نصراوية لا يعتدل مزاجنا إلا برؤيتها وهي تقدم الدروس والعبر في مختلف ملاعب المملكة العربية السعودية ..

أحب مشاهدة جمهور النصر المثالي وهو يكتم غيظه في الملمات ، ويطلق العنان لأفراحه في المسرات دون أن يسيء إلى المنافس ، من هنا أتمنى أن تكون حادثة بعض جماهير النصر المتعصبة مع البلطان مجرد حادث عرضي ينطق عن الهوى لاغير ..

ولكي تنقشع سحابة الصيف بين البلطان وبعض جماهير النصر ، أدعو أولا إلى محاسبة أي مستفز مهما كبر أو صغر شأنه انتصارا لقواعد اللعب النظيف ، وقبل أن يضع كل متعصب أعصابه في الثلاجة أطلب ثانيا من محبي الكرة المثالية تحرير خطابات فورية لبرنامج الزميل المتألق وليد الفراج، يطالبونه فيها بإذاعة أغنية (الصلح خير) لناديه مصطفى ، فربما يعود هرمون الأدرينالين إلى مستواه الطبيعي بين الطرفين، ووقنا الله وإياكم شر تلك الإشارات التي يسيء اللبيب فهمها ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى