نابولي وليفربول.. لعنة مدينة الجنوب مرة أخرى

تحليل- محمد يوسف

منذ ميلان عام 1994، لم يخسر البطل مباراته الافتتاحية في دوري الأبطال، لكن فريق يورجن كلوب كسر هذه القاعدة، وللمفارقة جاءت الخسارة هذه المرة أيضاً أمام أبناء مدينة الجنوب الإيطالي نابولي.

لم يلعب ليفربول مباراة سيئة كما فعلوا العام الماضي في دور المجموعات، ولم تكن النتيجة ستؤول إلى الخسارة حتى الدقيقة 82 عندما ارتكب روبرتسون الخطأ أمام كاييخون في منطقة الجزاء، وبعد احتساب ركلة جزاء انقلبت النتيجة لصالح فريق كارلو أنشيلتو، ثم يأتي البديل الأسباني يورنتي بعد خطأ نادر من فان دايك ويحرز الهدف الثاني في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة.

بدأ كارلو أنشيلوتي برسم خططي 4-4-2، برباعي الدفاع لورينزو، مانولاس، كوليبالي، وماريو روي، ورباعي الوسط كاييخون، آلان ماريز لوريرو، فابيان رويز، ولورنزو إنسيني، وثنائي الهجوم درايس ميرتينز، وهيرفينج لوزانو.

بينما دخل كلوب بتشكيلته المعتادة 4-3-3، برباعي دفاعي مكون من ألكسندر أرنولد، فيرجيل فان ديك، ماتيب، وروبرتسون، وثلاثي الوسط ميلنر، جوردان هندرسون، وفابينهو، وثلاثي الهجوم صلاح، فيرمينو، وساديو ماني.

لم يقدم الريدز مستواهم المعهود سواءً في الهجوم أو في الدفاع على ملعب سان باولو. وكما كان متوقعاً، بدأت المباراة بوتيرة سريعة، وبدأ نابولي بفرض إرادته في الثلث الأخير مع أسلحته الهجومية. بينما اعتمد فريق كلوب على كونه واحد من أفضل الفرق التي تلعب على الهجمة المرتدة في العالم، وسرعان ما بدأ في الاستفادة من سرعة محمد صلاح.

ولكن أبرز من ظهر في منتصف ملعب الريدز كان البرازيلي فابينهو، خاصةً في الشوط الأول، بالسيطرة على الكرة والمساهمة في الخروج من ضغط المنافس. حيث بدأ يتحول إلى واحد من أهم لاعبي خط الوسط الذين يعتمد عليهم يورجن كلوب.

وعلى الجانب الآخر، تسبب لورينزو إينسيني، الذي سجل هدف الفوز في لقاء الفريقين الموسم الماضي، في عدة مشاكل على جهة اليسار. أحتفظ لاعبو ليفربول بأكثر أداء هجومي باهت لهم هذا الموسم أمام أفضل فريق واجهوه حتى الآن. ربما كان هذا جزءاً من قوة دفاع نابولي، مع تألق خاص للسنغالي كوليبالي بشكل مثير للإعجاب.

أهم ما يتميز به يورجن كلوب هو الاعتماد على الظهيرين روبرتسون وأرنولد، في الانطلاق على كلا الجهتين واللعب على العرضيات الخطيرة، لكن تمكن كارلو أنشيلوتي من إيقاف هذه الخطورة من خلال أدوار إينسيني وكاييخون.

منذ تطبيق تقنية الـ VAR في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، أظهر حكام الفيديو تردداً في نقض وإلغاء قرارات حكام الميدان، وفي ليلة افتتاح دوري أبطال أوروبا في نابولي، يبدو أنهم طبقوا ذات المبدأ.

روبرتسون وكلوب وأنصار ليفربول الذين سافروا وراء فريقهم يشعرون بالظلم حول ركلة الجزاء التي غيرت مجرى المباراة لصالح أصحاب الأرض. ولكن قرار الحكم كان واضحاً قبل حتى أن يرجع للفيديو، وهذا هو الثمن الذي يجب أن تدفعه كرة القدم إذا كانت تريد تقنية الفيديو بأدنى حد من التدخل في قرارات حكم الميدان.

عند الإشارة إلى العمل الذي قاموا به العام الماضي ليتوجوا ببطولة أوروبا في الصيف، كثيراً ما يشير يورجن كلوب ولاعبيه إلى الهزيمة بهدف مقابل لا شيء ضد نابولي في أكتوبر من العام الماضي. وهذا حتى قبل أن تُجرى قرعة دوري المجموعات لهذا الموسم، ويعرفوا أنهم سيواجهوا نفس الفريق مرة أخرى.

وقد استخدم النادي واللاعبين بشكل واضح تلك الليلة في الجنوب الإيطالي كنقطة مرجعية لتغير أحداث موسمهم، لذلك لم يكن مفاجئاً أن نسمع جوردان هيندرسون يذكر تلك المباراة مجدداً في المؤتمر الصحفي قبل المباراة.

ورغم تحسن أداء الفريق كثيراً عن مباراة العام الماضي، إلا أن لعنة مدينة الجنوب لا زالت تطارد يورجن كلوب ولاعبيه. ولكن ربما يأمل المدرب الألماني أن تأتي هذه اللعنة بفائدةٍ ما، وتساهم في تحسن أداء الفريق بعد الوقوع في أخطاء قاتلة خاصةً في الدفاع، وربما الحفاظ على اللقب في نهاية المطاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى