مانشستر يونايتد أرسنال .. عشرة لاعبين ومرتدة

تحليل – محمد عصام

ليلة ماطرة في الأولد ترافورد، ولا شك أن الأرصاد تحدد كثيراً من قدرة اللاعبين على مواكبة المباراة؛ لكنها بريئة تماماً من العرض الباهت الذي قدمه الشياطين الحُمر والجانرز بالأمس.

الواقع يقول أن أوناي إيمري قرر الدخول بثلاثة محاور دفاعية “جرانيت تشاكا، جيندوزي، لوكاس توريرا” والإبقاء على داني سيبايوس في دكة البدلاء؛ بينما اختار سولشاير وضع جيسي لينجارد مهاجماً وهمياً بجانب راشفورد، والتفسير الوحيد قد يأتي ساخراً في أن مدرب اليونايتد ربما سعى لتحويل صداقة الثنائي خارج الملعب إلى تفاهم داخله.

هذان الرهانان تحديداً ألغيا لاعباً لكل فريق، وانطلقت المباراة بعشرة لاعبين؛ لأنه حين تجد لاعب وسط يلمس الكرة 19 مرة فقط في صفوف أرسنال حتى خروجه في الدقيقة الخامسة والخمسين، بينما لمس شريكاه حوالي ضعف هذا الرقم، ومهاجم العمق في اليونايتد لا تلتفت لوجوده حتى يتلقى إنذاراً في الدقيقة الثامنة الستين، فهذا يعني أن هناك خللاً ما في توظيفهما.

فيما عدا ذلك، فالأمر وما فيه أن المدربَين أكثر راحة في اللعب على المرتدات، وربما هذا ما أراده كلاهما، أن يندفع فريق للضغط فينتج مرتدة بين أقدام سرعات “أوباميانج، بيبي، ساكا”، أو “راشفورد، جيمس، بيريرا”؛ وعلى هذا المنوال كان الشوط الأول، حيث أتاح مرتدة أضاعها الأرسنال، ارتدت بآخرى في الجانب الآخر لم يهدرها الريد ديفلز.

الفارق بين إحصائيات الشوط الأول”يساراً” والشوط الثاني “يميناً”

شوط ثانٍ أفضل نسبياً، فبعد شوط أول فشل أي من الفريقين في صنع أي فرصة حقيقية -حرفياً وليس مجازاً-، جاء النصف الثانِ بتعديل مبكر وحتمي في تشكيل أرسنال بدخول داني سيبايوس في مكان لوكاس توريرا.

تأخر اليونايتد قليلاً مانحاً الفرصة للجانرز في صناعة الهجمات، وانتظر مرتدة آخرى يقتل بها الأمور.

ومن حيث تتوقع الخطأ فإنه غالباً يأتي؛ توانزيبي الذي يلعب على اليسار خلاف المتوقع، والذي قدّم مباراة جيدة في احتواء خطر بيبي الباهت، يعطي تمريرة هدية في أقدام ساكا، قبل أن يضعها بدوره نحو أوباميانج، وإنهاء مثالي من الجابوني.

ايمري مدرب أرسنال

كما لجأ إيمري لدكته، كان الوقت يحتم على سولشاير تجديد الدماء، ولكن لا يوجد اسم حقيقي يمكنه تغيير الوضع الراهن، فما باليد حيلة سوى الدخول بالمهاجم الشاب جرينوود، والبرازيلي فريد، لإعطاء حرية هجومية لبوجبا، والتحول لما يشبه خطة 4-2-2-2.

أما إيمري، فلديه من الأدوات ما يؤهله لاتخاذ موقف أكثر شجاعة، لكن أحداً لا يرغب في خروج صفقة النادي القياسية باكراً؛ والحقيقة أنت لا تستثمر ثمانين مليون جنيهاً استرليني لصالح لاعب يستلم على اليمين، ويقدم العرضيات الطائشة باليسار –خمس عرضيات بدقة 0%- ؛ يمكنك الحصول على ذلك بأسعار أقل كثيراً.

حتى بعد الدفع بكلاً من رييس نيلسون، وجو ويلوك، ظل هجوم أرسنال يفتقد للمخضرم ألكساندر لاكازيت؛ ففي غياب الفرنسي تشعر أن هجمات أرسنال بلا توجيه، وبدون مآوً آخير، فبينما تصل الكرة إلى الثلث الهجومي باحثة عن أقدام أكثر استاتيكية، كل ما تجده هو ركض كالملسوع في كل اتجاه.

النتيجة أقرب ما يكون للعدل، لم يتفوق أي طرف على الآخر؛ لكن موسم أرسنال في الحقيقة لم يبدأ بعد، ومازال يملك آمالاً في تحسن أكبر بعد عودة لاكازيت، والظهيرَين هيكتور بيلرين، وتيرني، مع قلب الدفاع روب هولدنج.

أما اليونايتد، ورغم غياب كلاً من لوك شاو وأنتوني مارسيال، يبدو في أقل مرتبة من التفاؤل، والطموح تبقى معلّقة على القدر الرحيم، من أجل العودة إلى مركز أوروبي يدفع ملاّك النادي نحو استثمارات أكثر حكمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى