فيدال.. كلمة السر في تحول برشلونة إلى 4-2-3-1

تحليل- أحمد مختار

يثبت أرتورو فيدال دائماً أنه لاعب مختلف، لأنه يدخل باستمرار إلى الملعب لقلب المعطيات، ولا يستسلم من وجوده على الدكة، كما حدث خلال مواجهة برشلونة وإنتر، في قمة الأسبوع الماضي من دوري أبطال أوروبا، حيث نجح الكتلان في قلب النتيجة والفوز بهدفين مقابل هدف، بعد دخول فيدال بدلاً من بوسكيتس بداية الشوط الثاني.

فيدال يشبه العازف المختلف الذي يتواجد في فرقة متشابهة في وظائف معظم أفرادها، مما يجعله قادراً على الإتيان بالجديد وجعلهم غير متوقعين في بعض الأحيان، كما حدث ضد إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا.

صورة توضح توزيع لاعبي برشلونة داخل الملعب أمام إنتر، خلال الشوط الأول والشوط الثاني، لرصد حالة التحول الخططي من 4-3-3 إلى ما يشبه 4-2-1-3 أو حتى 4-2-3-1.

ثنائية فيدال-ميسي كانت مميزة هجومياً، شيء شبيه بالـ “كوارتر باك” في الأميركان فوتبول، كما وصفها موقع “ara esports”  بعد المباراة. الكوارتر باك باختصار هو عضو الفريق الهجومي في كرة القدم الأمريكية، والذي يتواجد خلف خط الهجوم مباشرة، بمعنى أن أكثر من لاعب يقوم بعمل حاجز/ سكرين له، حتى يستلم الكرة، ويبدأ بنفسه مهمة التوزيع عند بدء الهجمة.

فيدال كان “الكوارتر باك” في الشوط التاني، وميسي/ سواريز/ ديمبلي أعضاء الفريق الهجومي أمامه. ثلاثي يحجز دفاعات إنتر من أجل توغل الشيلي في القنوات الشاغرة والاستلام والتسليم بحرية. تبادل مراكز يحدث بين فيدال وميسي، فيدال يصعد للهجوم على اليمين، سواريز بالأمام، ديمبلي يسار، هنا أصبح ميسي “كوارترباك” كلقطة الهدف الثاني بوضوح شديد.

باختصار، أصبح فيدال قريب من دور “فان دي بيك” مع أياكس في الموسم الماضي، لاعب وسط ثالث أمام ثنائي الارتكاز، ومهاجم إضافي عند الحاجة، وعنصر لا غنى عنه عند الضغط والتحولات من الدفاع إلى الهجوم والعكس. لقد لعب الشيلي مباراة ممتازة على الصعيدين الفني والتكتيكي، وأعطى حرية الحركة المفقودة عند ميسي بالشوط الأول.

يمكن أيضاً التحول من 4-3-3/ 4-2-3-1 إلى 4-4-2 دياموند في بعض الأحيان، بتحول فيدال إلى اليمين وصعود دي يونج على اليسار، ووجود ميسي بالمركز 10 خلف أرثور، وأمام ثنائي الهجومي سواريز وجريزمان، أو حتى تواجد ميسي يميناً وحصول فيدال على المركز 10، للقطع المفاجيء داخل منطقة الجزاء.

أبيدال

تغيير بوسكيتس ودخول فيدال غير شكل الفريق، “دون نسيان ضعف لياقة إنتر وتغييرات كونتي غير الموفقة”، لكن برشلونة  تحسن في كل الجوانب، ضغط ودفاع وتحولات وصناعة واستحواذ. المشكلة لم تكم في خروج بوسكيتس ودخول فيدال، بقدر ما كانت في منظومة اللعب نفسها.

هجوم برشلونة “ميسي، سواريز، جريزمان”، ثلاثي غير سريع، ومنه ثنائي لا يضغط بالمرة، بالإضافة إلى أن دفاع برشلونة بيكيه ولونجلي، الثنائي يغطي فقط ولا يجيد المقابلة في الأمام. نتيجة لذلك، بوسكيتس خلفه دفاع لا يتقدم للمقابلة، وأمامه هجوم لا يضغط بالمرة، لذلك أصبح مطلوباً منه تغطية مساحة كبيرة من الملعب سواء أثناء الضغط أو التحولات، هنا بوسكيتس خارج التغطية تماما.

دخول فيدال حل جزء من المشاكل، لماذا؟ لأنه يضغط من الأمام، من التلت الهجومي، ولأن أصبح خلفه دي يونج وأرثور كـ  double pivot أو ثنائي محوري، بالتالي ساهم فيدال وجريزمان/ ديمبلي في الضغط بشكل أكبر، والعودة أثناء التحولات بطريقة أسرع.

سواريز

لويس سواريز لاعب هداف، رأس حربة صريح، يلعب مباراة وربما أقل في الأسبوع، يرتاح في مباريات الدوري في كامب نو، ويعمل “مداورة” بشكل مستمر، لكن أيضا هذا الأمر لن يحل الأزمة في المباريات الكبيرة خارج أرضك، لأنه فعليا وزنه زائد ولياقته ضعيفة، ولن يضغط ويعود ويدافع، مثله مثل ميسي.

هجوميا، ربما تنجح ثلاثية ميسي سواريز جريزمان في مباريات كامب نو، أو حتى في كل مباريات الليجا، لكن أمام فرق مثل دورتموند، ليفربول، سيتي، يوفنتوس، باريس، حتى مدريد، في الشامبيونزليج خارج الأرض، هنا يجب الرهان على جناح يفتح الملعب عرضيا، أنسو فاتي أو ديمبلي، مع ميسي، وثالثهما جريزمان/ سواريز.

كل هذا من أجل تفادي ضعف برشلونة غير المبرر في مباريات خارج الديار بالشامبيونزليج، لأن الفريق يظهر خلالها بدون قوة هجومية، يعود للخلف من أجل الدفاع دون ضغط حقيقي، مما يجعل الأمر صعباً بل مستحيلاً على الفريق للمنافسة والاستمرار، ولنا مثال بما حدث أمام روما وليفربول في آخر عامين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى