تهديد لريال مدريد ..!

كتب- محمد العولقي

كل شيء في ريال مدريد شخبط شخابيط، على رأي الفنانة التي لا أعرف اسمها للأسف القليل، قد يقطب أحدكم جبينه متسائلا : ماذا يقول هذا الرجل ؟
كيف يكون الوضع في الريال رماديا وشخبط شخابيط، والفريق يتصدر الدوري الإسباني حتى موعد كلاسيكو الأرض على أبعد تقدير ..؟.

أقول لحضرات الرياليين المندهشين: عندي حجة دامغة تؤكد أن وضع ريال مدريد قبل الكلاسيكو صعب وشائك، وإذا غضب عليك ريال مدريد حسبت الناس كلهم غضابا، أما حجتكم التي تحركها نوازع العاطفة، فهي بالنسبة لي (غامقة) ..

قبل أيام قليلة على مباراة الكلاسيكو في كامب نو، أخشى على ريال مدريد من تفشي وانتشار فيروس الإصابات، والأكثر خشية أن يتحول هذا الفيروس إلى وباء مدريدي، لا يسكن غير البيت الأبيض، مؤخرا انضم الألماني توني كروس لاعب الوسط إلى قائمة المصابين، وهي قائمة مخيفة يتصدرها حارس المرمى كورتوا، ثم فيرلاند ميندي ولوكا يوفيتش وإبراهيم دياز وماركو أسنسيو وناتشو، بالإضافة إلى أن مرحلة إبلال مودريتش وإيسكو لم تنته بعد.

وإذا كانت الإصابات التي تتوالى على ريال مدريد مثنى وثلاث ورباع، هي الشغل الشاغل لمدرب الفريق زين الدين زيدان، فإن ثمة حدثا جللا خطيرا يهدد ريال مدريد قبل الموعد الكبير في كامب نو،أصبح ريال مدريد مهددا أكثر من أي وقت مضى بفقدان محور الوسط الدفاعي البرازيلي كاسميرو في مباراة الكلاسيكو، وهذا الحدث الجلل لا علاقة له بالإصابات هذه المرة ..

يمتلك كاسميرو أربع بطاقات صفراء في الليغا حتى الآن، وهو معرض بشكل كبير لنيل البطاقة الخامسة أمام ريال مايوركا، في مباراة لحساب الجولة التاسعة، قبل الخوض في تفاصيل كلاسيكو الأرض في الجولة العاشرة ..

ترى ماذا سيفعل زيدان لحماية أهم لاعب في تشكيلته التي ينخرها سوس الإصابات، حتى أن الفريق يشبه منسأة سليمان بعد موت صاحبها ؟، لم يعد كاسميرو يلعب دوري الجندي المجهول والمعلوم مع ريال مدريد فقط، لكنه بات حزام الأمان الذي يضبط فرامل سيارة الريال في الليالي الحالكات، ويمنعها من السقوط إلى الهاوية، لا يستطيع زين الدين زيدان عرض مسرحية (بحيرة البجع) لصاحبها تشايكوفسكي على مسرح أحلام برشلونة دون بطلها الأول كاسميرو، فزيدان قد يمتلك القدرة على تعويض كل الغيابات السابقة، لكنه لن يجد بديلا لميزان الوسط الدفاعي كاسميرو..

ترى كيف يحول زيدان بين كاسميرو والكارت الأصفر الخامس قبل مواجهة برشلونة ؟

أولا : على زيدان أن يتلو كل التعاويذ ويحرق كل التمائم حتى يعود كاسميرو من رحلته الدولية مع منتخب البرازيل سليما معافى.

ثانيا : لا مفر أمام زيدان من تجنب فخ مايوركا بعدم إشراك كاسميرو في المباراة، رغم صعوبتها البالغة وخطورتها في نفس الوقت.

على زيدان أن يختار : إما الفوز على مايوركا، وعندها سيدفع ثمن فاتورة مشاركة كاسميرو من روح الفريق المعنوية ومن مفكرته التكتيكية، على أساس أن حصول كاسميرو على كارته الخامس وارد جدا، أو المغامرة بعدم إشراك اللاعب مهما كانت نسبة الحاجة إليه، ومهما كانت أهمية نقاط المباراة الثلاث، وهما خياران أحلامها مر بطبيعة الحال.

لا مفر من تجنب العواقب الوخيمة أمام مايوركا بعدم إشراك كاسميرو تحسبا لدوره المنتظر أمام برشلونة، والمتمثل في مراقبة قائد برشلونة البرغوث ليونيل ميسي كما جرت العادة، وتكمن أهمية كاسميرو تكتيكيا في كونه يعتبر ورقة التوت التي تستر كل عورات وسط ريال مدريد المترهل والمهلهل ..

وإذا كان زيدان يعيش في حيرة من أمره بخصوص هاجس كاسميرو، فالعبد لله يعيش نفس الحيرة مع الفارق، دأب كثير من الزملاء خفيفي الظل على مضايقتي في المواعيد الكبرى، وتسجيل توقعاتي التي تصيب في الغالب بعون الله سبحانه وتعالى، لكني هذه المرة لن أقع في المطب، سأتحفظ على توقعاتي ولن أجازف، حتى لا يغضب مني أي ريالي أو برشاوي، على اعتبار أن التوقع في كرة القدم أمر في غاية الصعوبة، لسبب بسيط، أن الحسابات النظرية شيء، وما يحدث على أرض الملعب شيء آخر،ليست لدي هذه المرة كرة بلورية تنحاز للفائز في موقعة كامب نو، لإيماني أن الكرة مستديرة وتدور دائما، تنحاز أحيانا للفريق الأكثر كفاءة وعطاء و”ذكاء”، كما أنها تميل أحيانا للفريق الأكثر حظا وتوفيقا، وكذب المتوقعون ولو صدقوا، وكل كلاسيكو وحضرات الرياليين والبرشاويين بخير وعافية، في زمن العشق المبرح للجلد المنفوخ ..!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. استمتعت مع كل القارئين..عندما يكتب الادباء في الرياض تفيض من الكلمات نكهة الاحتفالية و الفرجة..رائع يا محمد ..لغة وفكرا فنيا راقيا و موضوعيا

اترك رداً على محمد بنيس إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى