قطر تتأهب لتحديات جديدة

(د ب أ)- توووفه

الإنشاءات تسير على قدم وساق في كل مكان والعمل يدور بسرعة فائقة في مشروعات البنية الأساسية ، عمليات توسيع الطرق ومد محطات مترو الأنفاق لا تتوقف… هكذا تابع الضيوف والمشاركون والمشجعون في بطولة العالم لألعاب القوى الاستعدادات الجارية في قطر لاستضافة بطولة العالم 2022 لكرة القدم.

على طول الطريق من وإلى مطار “حمد الدولي” ، تنتشر اللوحات العملاقة التي تحمل شعار كأس العالم 2022 بعبارة “انتظروا الإبهار” رغم وجود أكثر من ثلاث سنوات كاملة ما زالت تفصل قطر عن استضافة المونديال الكروي.

ولكن هذه اللافتات ليست الشيء الوحيد الذي يعرف الزائرين بانتظار قطر لأول بطولة كأس عالم للكبار في منطقة الشرق الأوسط حيث يستطيع المتجول في شوارع الدوحة وباقي المدن والمناطق القطرية إدراك الاستعدادات الجارية لهذه البطولة.

وإلى جانب اللوحات العملاقة التي تحمل شعار المونديال الكروي ، ظهرت العديد من اللافتات التي حملت صور النجوم المشاركين في مونديال ألعاب القوى ، بينما دار الجدل حول البطولات التي تتأهب قطر لاستضافتها في الفترة المقبلة وفي السنوات المقبلة في إطار خطتها لاستضافة أكبر قدر ممكن من البطولات الرياضية.

ورغم الحجم الهائل لبطولة العالم لألعاب القوى ، التي استضافتها الدوحة من 27 أيلول/سبتمبر الماضي إلى 6 تشرين أول/أكتوبر الحالي ، يدرك الجميع أنها تتضاءل كثيرا أمام مونديال كرة القدم 2022 قطر.

وإلى جانب سباقات المشي والماراثون على كورنيش الدوحة ، أقيمت معظم فعاليات البطولة باستاد “خليفة الدولي” أحد ثمانية استادات تستضيف فعاليات مونديال 2022 .

ولم تمض سوى أيام قليلة على ختام فعاليات مونديال القوى بالدوحة ، حتى بدأت الاستعدادات لرفع الستار عن فعاليات بطولة جديدة حيث تفتتح فعاليات دورة الألعاب العالمية الشاطئية يوم السبت المقبل ثم تعقبها اجتماعات الجمعية العمومية لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) .

والأهم من هذا ، وفي إطار الاستعدادات المكثفة لمونديال 2022 ، ستستضيف قطر فعاليات النسختين المقبلتين من بطولة كأس العالم للأندية في 2019 و2020 بمشاركة الأندية المتوجة ببطولات دوري الأبطال في القارات الستة إضافة لنادي السد حامل لقب الدوي القطري.

وتقام نسخة 2019 خلال الفترة من 11 إلى 22 كانون أول/ديسمبر القادم.

ورغم بعض الانتقادات التي وجهت لمونديال القوى بالدوحة بسبب الحضور الجماهيري المتواضع في الأيام الأولى للبطولة والذي تزايد بشكل رائع في الأيام التالية أو بسبب ارتفاع درجة الحرارة ، دافع البريطاني سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى عن إقامة البطولة في قطر.

وتساءل كو : “لماذا تكون الدوحة هي المكان الخطأ” ، معربا عن اعتقاده بأن البطولة شهدت تنظيما رائعا وأن تقنية التبريد المبتكرة المستخدمة في استاد “خليفة الدولي” ساهمت في نجاح البطولة.

وقال الألماني هيلموت سبان رئيس إدارة الأمن بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، : “التعاون مع السلطات القطرية رائع. نثق تماما بأن بطولات الفيفا القادمة في قطر ستحرز النجاح”.

وذكر الفيفا أنه أرسل مفتشين إلى قطر على مدار الأسبوعين الماضيين لاستكشاف استعداداتها لبطولتي كأس العالم للأندية 2019 و2020 ومونديال 2022 .

ويستخدم استاد “خليفة الدولي” بكل من البطولتين. ورغم اختلاف طبيعة منافسات القوى عن كرة القدم ، قال متحدث عن الفيفا إن “بعض المنشآت المؤقتة التي أقيمت من أجل مونديال القوى ستظل موجودة وستستخدم في مونديال الأندية”.

وقال دحلان الحمد رئيس الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى نائب رئيس اللجنة المنظمة لمونديال القوى بالدوحة : “هناك تعاون كبير بيننا وبين فريق عل مونديال 2022 . إنهم هنا معنا ونعمل سويا”.

ومن المؤكد أن بعض الانتقادات التي وجهت لمونديال القوى بسبب درجات الحرارة ، فيما يتعلق بالمنافسات التي أقيمت خارج استاد خليفة ، لن تجد لها طريقا إلى مونديال 2022 بعد نقل البطولة رسميا إلى فصل الشتاء الأوروبي حيث تقام من 21 تشرين ثان/نوفمبر إلى 18 كانون أول/ديسمبر 2022 .

وينتظر أن تتراوح درجات الحرارة خلال البطولة من 15 إلى 24 مئوية ما يوفر “ظروفا مثالية للاعبين والمشجعين” ، بحسب الفيفا.

وفيما شهدت منافسات يوم الجمعة الماضي من مونديال القوى حضورا جماهيريا حاشدا لمتابعة مسابقة الوثب العالي التي توج بلقبها القطري معتز برشم ، يتوقع أن تشهد فعاليات مونديال 2022 حضورا كثيفا من الجماهير القطرية العاشقة لكرة القدم أكثر من ارتباطها بالطبع بألعاب القوى.

وظهر هذا الفارق بين ارتباط القطريين وكذلك الجاليات المقيمة في الدوحة بكرة القدم عنه بألعاب القوى من خلال الإقبال الكبير على مباراة السد القطري أمام الهلال السعودي يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي وذلك في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال آسيا حيث كان الاستاد قريبا من اكتمال السعة الرسمية له.

وقال المتحدث عن الفيفا : “شعرنا بالسعادة لمشاهدة الأجواء داخل الاستاد في مباراة السد والهلال”.

ويفتتح الاستاد الثالث من الاستادات الثمانية لمونديال 2022 وهو استاد المدينة التعليمية خلال بطولة كأس العالم للأندية قبل نهاية العام الحالي.

ويستضيف هذا الاستاد ، الذي تبلغ سعته 45 ألف مقعد ، نهائي مونديال الأندية في 22 كانون أول/ديسمبر المقبل.

كما يشارك استادا خليفة وجاسم بن حمد في استضافة فعاليات البطولة ليكون استاد “جاسم بن حمد” هو الوحيد من بين هذه الاستادات الثلاثة المضيفة لمونديال الأندية الذي لن يشارك في استضافة مونديال 2022 .

وتحدث سبان عن مونديال 2022 بأنه “تحد لكنه أيضا فرصة تاريخية بها العديد من الإيجابيات” كما أشار الفيفا إلى رغبته بأن يستطيع المشجعون حضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد خلال مونديال 2022 بفضل طبيعة البطولة متقاربة المسافات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى