رينارد: هذا سبب تواجدي مع الأخضر السعودي

 الرياض- توووفه

بعد أكثر من عقد من الزمن أمضاه المدرب الفرنسي هيرفي رينارد في القارة الأفريقية، حيث كتب اسمه بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ هناك بقيادته الناجحة لمنتخبات زامبيا وساحل العاج والمغرب سواء بنيل لقب أفريقيا أو التأهل لكأس العالم، حزم المدرب الهادئ حقائبه وقرّر تغيير الأجواء ليطير نحو قارة آسيا، حيث قبل عرض الاتحاد السعودي لكرة القدم.

وأكد المدرب الفرنسي في مقابلة نشرها الموقع الالكتروني للاتحاد الدولي لكرة القدم أنه “حان الوقت لتحدٍ جديد في مكان مختلف، أتطلع لتحقيق النجاحات في السعودية”.

تناول المدرب ذو الحادية والخمسين من العمر العديد من الأمور المهمة، فطرح أفكاره وأهدافه التي يريدها مع السعودية، كما عاد بالذاكرة لعمله وما حققه في أفريقيا وبيّن أهم الأسباب التي يعوّل عليها في توثيق علاقته باللاعبين أينما حل وارتحل.

– سيد رينارد، بعد مشوار طويل في القارة الأفريقية، ما الذي دفعك للانتقال الى قارة آسيا وتدريب السعودية؟

هيرفي رينارد: إنها سُنة الحياة، وأنا لديّ إيمان بضرورة خوض تجارب جديدة والبحث عن النجاح. نعم، لقد عملت لأكثر من عقد في أفريقيا، وأعتقد أنني حققت النجاح المأمول ولذلك من المهم بالنسبة لي أن أقوم بالتغيير. لكن رغبتي كانت بالبقاء في ذات الإطار وهو العمل مع المنتخبات الوطنية، وقد وصلني عرض الاتحاد السعودي وقدموا لي فرصة قيادة المنتخب الوطني، أنا أعرف من هو المنتخب السعودي، لقد خاضوا آخر نسخة من كأس العالم في روسيا 2018، وأعلم أنهم من عمالقة القارة الآسيوية ولا يمكن أن ترفض هذا العرض المناسب، فهي دولة كبيرة في عالم كرة القدم. أعتقد أننا إذا عملنا بجهد كبير سوف نصل للنجاحات التي نريدها.

– لديك أقل من 3 أشهر في السعودية، ما هي الأمور التي بدأت التخطيط لها من حيث تكوين الأفكار والتعرّف على اللاعبين؟

كانت الخطة أن نراقب جميع اللاعبين وساعدنا انطلاق منافسات الدوري ومشاركة أربعة أندية في دوري أبطال آسيا، وفي التجمع الأول للفريق والأيام العشرة الأولى كنا نتعرف على بعضنا البعض وبدأنا بوضع الأساسات لمرحلة العمل المقبلة. ومع مرور الأيام وخلال التجمع الثاني أصبحت الأمور أفضل بالطبع، حيث يتطلع الجميع في الفريق لتطوير العمل داخل الملعب، كما أننا نتحسن خارجه، حيث ترى اللاعبين منسجمين ولديهم علاقات قوية، لقد قلت لهم يجب أن تكونوا سعداء بما تقومون به، فارتداء قميص المنتخب الوطني هو شرف لأي لاعب ويجب بذل الجهد المطلوب من أجله.

– وما هي الأهداف التي تريد تحقيقها برفقة المنتخب السعودي؟

بدأنا التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، وهدفنا الأول أن ننهي المجموعة الرابعة ونحن في المركز الأول، لضمان التأهل للدور النهائي من التصفيات العام المقبل. كما لدينا هدف آخر وهو تجديد دماء الفريق ولكن نقوم بهذا الأمر خطوة بخطوة. في السعودية هناك مواهب فذة وصاعدة يجب أن تحصل على الفرصة وقد توّج منتخب الشباب بلقب بطولة آسيا 2018 وخاضوا كأس العالم تحت 20 سنة في بولندا هذا العام، لذلك نحرص على ضم اللاعبين الشباب للفريق ونأمل أن نمنحهم الخبرة ونجعل فريقنا يمتلك العديد من اللاعبين الشباب لتأمين مستقبل المنتخب على مدى السنوات المقبلة.

– ما هي أبرز ميّزات اللاعب السعودي؟ وكيف ترى المباريات الثلاث الأولى من التصفيات؟

اللاعب السعودي يملك مهارات كبيرة، ما يؤهله للعب والمنافسة في أعلى مستوى قاري، خاضت أربعة أندية منافسات دوري أبطال آسيا، ولدينا سبعة لاعبين من فريق الهلال الذي تأهل للدور النهائي ونأمل لهم التوفيق بنيل اللقب. أما من حيث الأفكار الفنية فالفترة القصيرة الماضية لم تشمل إلا على خوض مباراة ودية واحدة أمام مالي وكانت مواجهة قوية بدنياً، ومن ثم باشرنا خوض مباريات التصفيات، لعبنا ثلاث مباريات فزنا على سنغافورة في السعودية وتعادلنا مرتين خارجها أمام اليمن وفلسطين، وهذا يؤشر على أن المجموعة التي نلعب بها ليست سهلة وكل المنتخبات ترغب بالفوز وحصد النقاط. نأمل أن نطور من أنفسنا في الفترة المقبلة لكي نعود بحال أفضل ونبدأ بإظهار إمكانياتنا ونرضي الجمهور السعودي.

– هل لديك فلسفة تعوّل عليها في تدريبك للفريق وأسلوب خاص لخوض المباريات؟

بالنسبة لي الفلسفة الأهم هي أن نلعب كفريق واحد، نقوم بتمرير الكرات بين الخطوط والتحرك في الملعب بشكل مدروس. وطالما أننا نقوم بهذا الأمر يمكننا أن نتطور فنياً ونؤدي المباريات بعدة أساليب. دعني أشرح كيف واجهنا سنغافورة مثلاً: اعتمدنا في أسلوبنا على 4-2-3-1 وكان تنظيم اللاعبين جيداً فوق أرضية الملعب، قدمنا مباراة جيدة وحققنا الفوز بثلاثية نظيفة. وكما قلت طالما أننا نملك المهارة والنضج التكتيكي ونعمل معا كفريق واحد يمكن دوما تحسين الأداء للأفضل مع مرور الوقت.

– الجمهور السعودي كان سعيداً عند التعاقد معك نظراً لإنجازاتك في أفريقيا، هل شعرت بهذه السعادة منهم؟

أعرف أن الجمهور السعودي يريد دوما الفوز وأن يرى منتخبه في أفضل مستوى، لعبنا أمامهم مباراة ودية في الدمام، ثم خضنا مواجهة سنغافورة في القصيم. لقد وفّر الجمهور أجواء رائعة وداعمة للاعبين وننتظر منهم المزيد في بقية مباريات التصفيات، فوجودهم يؤمن المزيد من الدعم في هذه المهمة الكبيرة.

– ما هو الوعد الذي تقدّمه للجماهير السعودية؟

لا أحب أن أطلق الوعود الرنانة، لكن أتيت إلى السعودية بهدف كبير وهو التأهل لكأس العالم 2022، وما أقوله للجمهور أننا نريد أن نحقق هذا الهدف ومن أجل ذلك سنبذل الغالي والنفيس، سنقوم بتطوير أنفسنا ونقوم بمباريات قوية، ونأمل أن نكون معا عندما نحقق هذا الهدف. دوماً عندما أبدأ عملي مع أي منتخب اقول للاعبين (بأنكم هنا ليس للحصول على نفس الامتيازات التي تحصلون عليها مع النادي، بل أنت هنا لتحصل على شرف اللعب بقميص المنتخب الوطني وتمثيل البلاد افضل ما يكون) أدعو الجميع لنكون متحدين خلف هدفنا المنشود.

– إذاً تريد أن تحقق التأهل الثاني لكأس العالم وهذه المرة رفقة السعودية؟

نعم، بالتأكيد فعندما تتذوق حلاوة التأهل لكأس العالم يجعلك تريد أن تحققه من جديد، لا يوجد أفضل من التنافس والمشاركة في أكبر بطولة لكرة القدم، سأعمل على ذلك مع السعودية من أجل التواجد في نهائيات 2022.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى