مانشستر تشيلسي…جوارديولا “الواقعي والسيتي المجرد من أقوى أسلحته

تحليل: محمد عصام

“لايمكنك الخروج من المباراة باستنتاج آخر سوى كونها صدام بين فريقين كبيرَين، أحدهما انتصر بتسديدة غيّرت اتجاهها، ومجهود فردي رائع من محرز، وبقية اللقاء سار تقريباً في توازن” كانت تلك الكلمات وصفاً دقيقاً من فرانك لامبارد في المؤتمر الصحفي ما بعد اللقاء.

مانشستر سيتي القادم من هزيمة ضد ليفربول وسّعت الفجوة بينه وبين المتصدر إلى تسع نقاط كاملة، فارق اقترح جوزيه مورينيو أنه حاسم في مشوار الدوري لصالح الريدز.

والخصم تشيلسي، أو كما يصفه البعض مع لامبارد بكونه “تشيلسي الذي يمكن للجميع أن يحبه”؛ الفريق الشاب المحروم من الانتقالات، والذي يلعب تحت إمرة أسطورته ليجابه كباراً أنفقوا مئات الملايين.

تشكيلة الفريقين

قرر فرانك لامبارد الدخول بتشكيلة تحمل أكبر قدر من السرعات، ورغم عودة الأمريكي كريستيان بوليسيك من الإصابة تم اعتماده أساسياً بجانب كلاً من إبراهام وويليان، وكانت ضحية ذلك الشاب ماسون ماونت في كتيبة يمر لاعبوها جميعاً بمستوى مميز فردياً.

أما جوارديولا فكان أمام اختبار معقّد بعد إيقاف بيرناردو سيلفا، لكن تمسكه بالانتصار لقناعاته جعلته يعتمد ثلاثية وسط مكونة من “كيفين ديبروين، رودري، دافيد سيلفا”، مع تواجد بينجامين ميندي أساسياً على اليسار؛ وفي تلك التفاصيل من تشكيلة الفريقين ارتسم شكل اللقاء.

خط وسط تشيلسي المميز في الركض والحيازة والتمرير، بالتعاون مع ثلاثي الهجوم وضعوا ضغطاً لا يحتمل على وسط ودفاع السيتي المتهالك، كما أن عدم الجاهزية البدنية لرودري، وانخفاض مردود كلٍ من ديبروين بعد الإصابة، ودافيد سيلفا وأجويرو بأحكام السن جعلت من ضغط السيتي وسرعة استرجاع الكرة هزيلاً لا يتسبب بمشاكل للبلوز في الهروب منه.

تشيلسي ومانشستر سيتي

فقد السيتي أقوى أسلحته المتمثلة في علو كلمة وسط الفريق، والبحث عن السيطرة على الكرة، وانقلبت الآية باستحواذ أكبر من تشيلسي بنسبة وصلت 54%، وهي النسبة الأسوأ لسيتي جوارديولا، كما أن الفريق اللندني مرر في الشوط الأول 324 تمريرة دقيقة بنسبة نجاح 90% في مقابل 251 تمريرة صحيحة بنسبة 87%؛ ولا ننسى أن اللقاء في ملعب الاتحاد.

ومع هذا الخلل في صفوف السيتي، كان الطريق الأقصر بين نقطتي هجوم ودفاع السيتزنز هو الخط المستقيم، فجاءت تمريرة طولية بسيطة من ماتيو كوفاسيتش تجاه نجولو كانتي فككت دفاع السكاي بلو، ليسجل تشيلسي أولاً بعد مرور 21 دقيقة من اللقاء.

اختلف مستوى الرغبة لدى السيتي بوضعه تحت التهديد، ورغم استمرار نفس الأسماء، كانت محاولات صاحب الأرض أفضل بعد الواحد وعشرين دقيقة التي سبقت الهدف، فوضعوا الضغط على رئة تشيلسي “جورجينيهو” بشكل أفضل، وانقلبت الإحصائيات الهجومية لصالحهم، حيث سدد السيتي ما قبل الهدف تسديدتين مقابل 6 تسديدات لتشيلسي، وسدد بعدها ثمانِ تسديدات مقابل صفر.

إنها الفروق الفردية التي ذكرها لامبارد، الأولى عبر كيفين ديبروين الذي سجل هدفاً لعبت الأقدار فيه الدور الأبرز، وثانياً عبر رياض محرز الذي استعاد لحظياً أيام ليستر سيتي باختراق ومراوغة وهدف رائع؛ وعلى طريقة ما يطلق عليه “الواقعية” خرج السيتي متقدماً من شوط اللقاء الأول.

الشوط الثاني كان مبارزة متحفظة اتسمت بكثير من الرتابة، حيث انخفض مردود الفريقين، فكان التنشيط من جانب لامبارد بدخول رييس جيمس الظهير الأيمن الشاب لوضع المزيد من الضغط على جبهة ميندي المتواضعة، فيما فرضت الإصابات على جوارديولا ثلاثة تغييرات اضطرارية بداية من جوندوجان بدلاً من رودري، وفيل فودين بدلاً من دافيد سيلفاً، وآخيراً إصابة غير مبشرة لسيرجيو أجويرو ليحل محله جابرييل خيسوس.

كانت استعانة لامبارد بصانع لعبه صاحب الأربعة أهداف “ماسون ماونت” مسألة وقت ليس إلا، وجاء التبديل في الربع ساعة الآخيرة من اللقاء، لكن انحصرت المواجهات في وسط الملعب، وفشل تشيلسي في التسديد على مرمى إيديرسون حتى نهاية اللقاء.

خسر تشيلسي المباراة لكنه قدّم الكثير من المتاعب التكتيكية كشفت نقاط ضعف السيتي، وحصد في المقابل جوارديولا ثلاث نقاط غير مقنعة لا تتنبأ بتغيّر في خططه خلال أسبوعي الفيفا، لكن القائمة الجديدة من الإصابات ستضطره بلا أدنى شك لمزيد من المرونة، وأقل “واقعية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى