قطر الإمارات…تعديل تكتيكي وانضباط للعنابي في مواجهة الهفوات

تحليل- محمد عصام

مكسب وخسارة، ورصيد متجمد عند الثلاث نقاط، انطبق ما سبق ذكره على طرفي المواجهة؛ المنتخب الإماراتي وصيف خليجي 23 والذي انتصر على اليمن في الافتتاحية، ثم خسر بثنائية من أسود الرافدين؛ والعكس مع العنابي الذي بدأ بخسارة ضد العراق، ثم اكتساح بسداسية على اليمن.

هي مباراة الكل في الكل، والتي تزامنت مع مواجهة العراق الضامنة صعودها مع الطرف الأضعف في المعادلة؛ مصير كلا المنتخبين بين أيديهم، فالبحر أمامهم والعدو ورائهم.

الفارق المحوري هنا كان أن المنتخب القطري يلعب في أرضه وبين جماهيره، ويمر بمرحلة قطف الثمار لمجهودات سنوات مضت بدأت منذ أن حصل على حق استضافة مونديال 2022، بمشروع منتظم ومستقر؛ في حين الإمارات في تجربة وليدة عمرها بضعة أشهر مع المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك.

تشكيلة منتخبي قطر – الإمارات، خليجي 24

صاحب الأرض تحت قيادة الإسباني فيليكس سانشيز استمر في نسقه التصاعدي، ووصل للتوليفة المثالية من الأسماء بمجموع تجربتي العراق واليمن، فدخل بخطة 3-5-2، بتواجد سعد الشيب في حراسة المرمى، ثلاثي الدفاع طارق سلمان، بوعلام خوخي، وبيدرو ميجيل، في “الوينج باك” الثنائي عبد الكريم حسن يساراً، ومصعب خضر يميناً، يتوسطهما كريم بوضياف وسالم الهاجري، وفي المقدمة حسن الهيدوس بكل حرية تحت الثنائي أكرم عفيف، والمعز علي.

أما فان مارفيك فقام بتعديل الأوتار من ناحية الأسماء، مع الاستمرار بنفس الاستراتيجية، 4-2-3-1، محمد الشامسي في حراسة المرمى، محمد المنهالي يميناً، والحسن صالح يساراً بدلاً عن يوسف جابر، قلبي الدفاع محمد مرزوق وخليفة الحمادي؛ ثنائي الارتكاز طارق أحمد وعبد الله رمضان، ثلاثي هجوم بندر الأحبابي يميناً، وإسماعيل الحمادي بدلاً من علي صالح يساراً يتوسطهما خلفان مبارك، والمهاجم الصريح علي مبخوت.

سانشيز، مدرب قطر، خليجي 24

قام فيليكس سانشيز بتحريك بيدق هام في كتيبته؛ إنه أكرم عفيف، والذي حصد جائزة أفضل لاعب في آسيا في ذات الساعات، فقام بنقله نحو عمق العمليات، ليرمي بثقل الضغط على قلبي الدفاع الإماراتي، والاكتفاء بثنائي أطراف لفتح الملعب عرضياً، مع حرية شاملة لحسن الهيدوس في التحرك بين الخطوط وعلى الأطراف.

تحولات ومرونة ما بين خطة 3-4-1-2 هجومياً، و4-4-2 في الحالات الدفاعية طرحت السؤال الأصعب على الإمارات في كل مناطق اللعب، مع انضباط كبير من الثنائي كريم بوضياف وسالم الهاجري في الظفر بالالتحامات الثنائية.

“أكرم عفيف – رجل المباراة، قطر الإمارات، خليجي 24

ومع مرور الدقائق وتحت سيطرة القطرييين، ارتكب محمد مرزوق هفوة أولى وضعت أكرم عفيف في مواجهة الشماسي، قبل هفوة آخرى تسببت في ركلة جزاء؛ وفي كلتا المناسبتين، لم يضل عفيف طريق الشباك.

وتحت تأثير كبرياء “عيال زايد”، بدأت بعض المحاولات الفردية من بندر الأحبابي، والذي نجح في التحصل على ركلة جزاء هو الآخر انبرى لها علي مبخوت بنجاح، ليعطي أملاً في تغير الأمور في الشوط الثاني رغم ابتعاد المسافة.

الإمارات قطر، خليجي 24

دخلت قطر الشوط الثاني بذات العزيمة والرغبة الهجومية، فلم يقامر سانشيز على استغلال فارق الهدف، بل اندفع للأمام لتسجيل الهدف الثالث، وهو ما تحقق له بهدف الهيدوس في الدقيقة الثالثة والخمسين.

خرج حسن الهيدوس الذي تناقصت حركيته قبل ثلث ساعة من نهاية المباراة، وأفسح المجال لعبد العزيز حاتم لتسيير ما تبقى من اللقاء نحو نهايته، ورغم الضغط الإماراتي وفرص خجولة بعض الشئ، لم يتمكن من تذليل الفارق سوى في الدقيقة السابعة والسبعين من عمر اللقاء.

ألقى فان مارفيك بالأوراق الهجومية، ولكن أصر القطريون على الختام بالمسك، فسجلوا الهدف الرابع في الثوانِ الآخيرة، لتتكرر ذات الرباعية التي أحرزوها ضد الشقيق الإماراتي في كأس آسيا مطلع العام.

دفعت الإمارات ثمن التأخر في الدخول للمباراة، وهو ذات الخطأ الذي كلفهم مباراة العراق، لكن تجربة الهولندي مازالت في أولها، بعد مدرسة مختلفة لسابقه الإيطالي ألبيرتو زاكيروني، وربما نبعت تلك المعاناة من عدم الوصول بعد للتوليفة المثالية.

أما العنابي فتأهل جنباً إلى جنب مع المنتخب العراقي، بالانضباط واستثمار الفرص، وضرب موعداً لمواجهة ساخنة مع متصدر المجموعة الثانية؛ الأخضر السعودي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى