
(د ب أ)- توووفه
يسدل الستار غدا الأحد على واحدة من أكثر النسخ إثارة في تاريخ بطولات كأس الخليج العربي لكرة القدم عندما يلتقي المنتخبان السعودي والبحريني في المنتخب البحريني المقامة حاليا في قطر.
ولم تتأكد مشاركة الفريقين في هذه النسخة من البطولة إلا قبل أيام قليلة من انطلاقها ولكنهما شقا طريقهما بجدارة إلى المباراة النهائية والتي تقام غدا على استاد “عبد الله بن خليفة” بنادي الدحيل في الدوحة.
وأصبح كل من الفريقين على بعد 90 دقيقة فقط من تحقيق حلم طال انتظاره حيث يتطلع المنتخب السعودي (الأخضر) للفوز بلقبه الرابع بعدما توج بآخر ألقابه الثلاثة السابقة في خليجي 16 بالكويت في نهاية 2003 وبداية عام 2004 فيما يحلم المنتخب البحريني (الأحمر) بإحراز لقبه الأول في تاريخ البطولة علما بأن بلاده كانت من المؤسسين لكأس الخليج.
ويخوض المنتخب السعودي المباراة النهائية للمرة الخامسة في تاريخه وهي الرابعة في آخر ست نسخ من البطولة علما بأنه لم يفز باللقب في أي من المرات الأربع السابقة التي خاض فيها المباراة النهائية للبطولة.
وأحرز المنتخب السعودي ألقابه الثلاثة السابقة في نسخ أقيمت فيها البطولة بنظام دوري من دور واحد بين جميع المنتخبات المشاركة في البطولة وذلك في خليجي 12 و15 و16 .
وفي المقابل، يتطلع الأحمر البحريني إلى الفوز باللقب الأول له علما بأن أفضل إنجاز سابق له في البطولة كان احتلال المركز الثاني في أربع نسخ سابقة.
ويخوض المنتخب البحريني المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته بالبطولة حيث أحرز الفريق المركز الثاني في هذه المرات الأربعة السابقة عندما أقيمت البطولة أيضا بنظام دوري من دور واحد.
وتبدو الدوافع عند كل منهما وكذلك الحالة المعنوية في أعلى درجاتها بعدما اجتاز كل منهما أكثر من عقبة صعبة في طريقه إلى المباراة النهائية.
المنتخب السعودي استهل مسيرته في البطولة بالهزيمة أمام نظيره الكويتي (1 / 3) لكن الفريق استعاد اتزانه سريعا وحقق انتصارين متتاليين على البحرين (2 / صفر) وعمان (3 / 1) قبل أن ينتزع فوزا غاليا للغاية على نظيره القطري صاحب الأرض (1 / صفر) في المربع الذهبي للبطولة.
وفي المقابل، استهل المنتخب البحريني مسيرته في البطولة بتعادل سلبي مع نظيره العماني حامل اللقب لكنه خسر المباراة التالية أمام نظيره السعودي (صفر / 2) ثم انتزع فوزا غاليا للغاية على نظيره الكويتي (4 / 2) لينتزع بطاقة التأهل الثانية من المجموعة الثانية بالدور الأول إلى المربع الذهبي بفارق هدف واحد فقط أمام عمان.
وفي المربع الذهبي ، قلب الأحمر البحريني تأخره مرتين إلى التعادل (2 / 2) مع نظيره العراقي قبل أن يطيح بأسود الرافدين من البطولة بركلات الترجيح ليجد نفسه أمام المنتخب السعودي في النهائي بعد أيام قليلة من الهزيمة أمامه في الدور الأول للبطولة.
ورغم الفارق بين إنجازات الفريقين في البطولة وكذلك الهزيمة التي مني بها المنتخب البحريني أمام نظيره السعودي في الدور الأول للنسخة من البطولة، يبدو التكهن بنتيجة مباراة الغد أمرا صعبا للغاية لاسيما وأن المنتخب البحريني شهد تطورا في مستواه من مباراة لأخرى.
ويعتمد كل من الفريقين في مباراة الغد على جاهزية معظم لاعبيه بعدما عمد كل من المدربين الفرنسي هيرفي رينار المدير الفني للمنتخب السعودي والبرتغالي هيليو سوزا المدير الفني للمنتخب البحريني إلى الاستعانة بمعظم لاعبيهما خلال مبارياتهما السابقة بالبطولة.
واضطر رينار للاعتماد على مجموعة من اللاعبين غير الأساسيين في بداية مسيرته بالبطولة.
واستهل الفريق مسيرته في البطولة الخليجية بعد يومين فقط من مباراة الهلال السعودي أمام مضيفه أوراوا ريد دياموندز الياباني في إياب الدور النهائي لبطولة دوري أبطال آسيا.
وفي ظل المجهود الكبير الذي بذله الهلال للفوز على أوراوا بملعبه والتتويج باللقب الأسيوي الغالي، ورحلة السفر الطويلة خلال العودة من اليابان بعد خوض النهائي، اضطر رينار للتخلي عن جهود لاعبي الهلال في المباراة الأولى التي خسرها الأخضر أمام المنتخب الكويتي.
ومع عودة لاعبي الهلال إلى صفوف الأخضر، بدا الفريق بشكل مغاير تماما وحقق انتصارين متتاليين وأظهر بعض قدراته الحقيقية بقيادة رينار ليتأهل بجدارة إلى المربع الذهبي.
وواصل رينار الاعتماد على لاعبيه الأساسيين في المباراة أمام المنتخب القطري (العنابي) بالمربع الذهبي لكنه أجرى تغييرين اضطراريين على التشكيلة الأساسية بسبب غياب سالم الدوسري وسلمان الفرج للإصابة.
وساهمت هذه الظروف في أن يكون جميع لاعبي الفريق على أهبة الاستعداد قبل خوض المباراة النهائية وإن عانى بعضهم من الإجهاد بالطبع نظرا لضغط المباريات في البطولة.
كما يضاعف من معنويات الفريق فوز الهلال بلقب دوري أبطال آسيا ومشاركته المرتقبة خلال الفترة المقبلة في بطولة كأس العالم للأندية التي تنطلق فعالياتها يوم الأربعاء المقبل في قطر.
وفي المقابل ، يخوض المنتخب البحريني المباراة النهائية وهو على استعداد تام للمنافسة بقوة على لقب البطولة خاصة وأنه أحرز مؤخرا لقب بطولة كأس أمم غرب آسيا في العراق.
ومن بين الأسباب التي تجعل الفريق على استعداد تام لمباراة الغد أن مدربه سوزا سار في البطولة الحالية على نفس النهج الذي انتهجه في بطولة غرب آسيا التي أحرز لقبها بالتغلب على المنتخب العراقي (أسود الرافدين) في عقر داره حيث عمد سوزا إلى إجراء تغييرات هائلة في التشكيلة الأساسية لفريقه من مباراة لأخرى.
وأظهرت مباريات الفريقين في البطولة الحالية حتى الآن مجموعة من أبرز نقاط قوة كل منهما.
وتكمن أبرز نقاط القوة بالمنتخب السعودي في تأقلم اللاعبين بشكل كبير مع أسلوب اللعب الذي يطبقه رينار ومع الانضباط الخططي والالتزام بالتعليمات وهي خصائص مدرسة التدريب الفرنسية التي ينتمي إليها رينار والتي حقق من خلالها نجاحاته السابقة مع منتخبات زامليا وكوت ديفوار والمغرب.
كما يعتمد الأخضر على مجموعة متميزة من اللاعبين في مختلف الصفوف بداية من محمد عبده خبراني وياسر الشهراني في الدفاع ومرورا بمحمد كنو ونواف العابد وعبد الله عطيف في الوسط ووصولا إلى هتان باهبري والشاب فراس البريكان في الهجوم كما يستعيد الفريق اثنين من أبرز نجومه وهما سلمان الفرج وسالم الدوسري بعد غيابهما عن المباراة الماضية للإصابة.
ولكن الفريق يحتاج إلى ظهور حارس مرماه فواز القرني بمستو أفضل مما كان عليه في المباريات السابقة وخاصة في مباراة قطر.
وينطبق ذلك أيضا على سيد علي حارس مرمى البحرين الذي كان سببا مباشرا في هدفي العراق بمباراة الفريقين في المربع الذهبي.
وفي المقابل، تكمن أبرز عناصر تفوق الفريق في طرق اللعب التي يتبعها مدربه سوزا والتي نجحت في الحصول من اللاعبين على أفضل ما لديهم في مباريات الفريق ببطولة غرب آسيا والبطولة الحالية، إضافة للتغييرات الدائمة التي يجريها على تشكيلة الفريق الأساسية والتي قد تربك حسابات منافسيه من ناحية كما أنها تجعل جميع اللاعبين على أهبة الاستعداد دائما.
كما يتمتع الفريق بروح معنوية عالية وقدرة على اللعب بقوة حتى الثانية الأخيرة من المباراة وهو ما يجعل منافسه بحاجة لتركيز تام ، كما يجيد الفريق البحريني التعامل مع الكرات العالية أمام مرمى المنافس نظرا لطول قامة لاعبيه.
وبعدما حقق كل من الفريقين قدرا جيدا من طموحاته في البطولة ، سيكون هدف كل منهما تتويج نجاحه في البطولة بلقب ثمين في هذه النسخة المثيرة.