خيبة أمل

كتب- سالم ربيع الغيلاني

هل خيبة الأمل التي أصابتنا بعد الخروج من الدور الأول لخليجي 24 سببها المدرب وجهازه الفني والإداري؟، أم بسبب الخيارات التي جاءت بهم؟، هل هي نتاج الطريقة التي تدار بها الأمور أم بسبب عوامل أخرى؟ ومن المسؤول الحقيقي عما حدث؟

تَعِدُ إدارة الاتحاد -كما يُروج البعض- بتغيير جذري في منظومة إدارة المنتخبات التي اكتشفت بعد ما يقارب أربع سنوات أنها معطوبة، وتحتاج لإجراءات تصحيحية، محملة إياها جريرة الإخفاقات المتلاحقة مؤخرًا!

أليست هذه المنظومة- إذا ما استثنينا المدرب- هي ذاتها من حقق معها المنتخب بطولة الخليج الماضية، وهي نفسها من كانت تعمل عندما تخطى الفريق الأول عتبة الدور الأول في كأس آسيا، لأول مرة في تاريخه، متخطيًا الظروف الصعبة التي وضعها التحكيم أمامه.

ما الذي تغير خلال هذه الشهور القليلة حتى نجد أنفسنا غارقين في لجج الخوف والقلق وانعدام الثقة؟ الشباب يخرج من مجموعة تضم فرقا تعوّد الفوز عليها رغم أنه واجهها على أرضه وبين جماهيره، والشاطئي يعود من كأس العالم مكسورًا بعد ظهور باهت، والأول يفرط في تأهل كان في المتناول للدور الثاني في خليجي 24.

مسؤولو الاتحاد يُصرحون بتحمل المسؤولية في الإعلام، لكنهم على أرض الواقع يسعون لتحميل من كانوا يأتمرون بأوامرهم جريرتها، دون أن يوضحوا لجمهورهم المكلوم جوانب هذا القصور وأسبابه، ففي حين ندرك جميعًا مكامن الخلل في مدرب المنتخب معدوم السيرة التدريبية المشجعة وجهازه الفني، على اعتبار أن عملهم تترجمه النتائج، إلا أننا نريد أن نعرف مواطن الخلل لدى المعنيين بالجوانب الإدارية في المنتخب على وجه الخصوص، وإدارة المنتخبات عمومًا، ومواطن القوة في عملهم؛ لأن التغيير لمجرد التغيير، أو لإرضاء هذا الصوت أو ذاك، سيكون كمن يفسر الماء بالماء.

المرحلة المقبلة حرجة للغاية، وينبغي ألا يتم التضحية فيها بأحلام الجمهور من أجل غايات انتخابية، يجب الحذر من المواقف الارتجالية غير المدروسة بعناية، والتي يمكن أن تقودنا لمزيد من التدهور أو النكسات على مستوى نتائج المنتخبات.

لاشك لدى العديد من المطلعين على واقع الكرة العمانية، أن ثمة العديد من التحديات التي تواجهها كرتنا على مستويات عدة، منها اختيار القيادات والكوادر المؤهلة، وهو أمر لم يتحقق بصورته المثالية؛ لأسباب يطول شرحها، وأن عملية الإحلال خطوة كان ينبغي القيام بها منذ فترة طويلة في بعض المواقع، سواء إدارة منتخبات أو غيرها من الإدارات في منظومة كرة القدم لدينا، فقد كان ثمة وقت وفسحة مناسبة لذلك، لكن للأسف التردد والأهواء كانا طاغيين، لاسيما مع النتائج الجيدة لمنتخباتنا بفئاتها المختلفة، مما أدى لتفويت فرص التصحيح الواحدة تلو الأخرى.

وها نحن نجد أنفسنا مجددًا أمام خطر اتخاذ قرارات مدفوعة بالأهواء، وليس حس المنطق السليم الذي يقول إن أي تغيير يضرب الأسس ستكون عواقبه وخيمة على نتائج فرقنا الوطنية في هذه المرحلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى