تعديل المسارات..!

كتب- د. سليمان البلوشي

شهدت الرياضة العمانية منذ بداية النهضة المباركة للسلطنة بقيادة جلالة السلطان المفدى– حفظه الله ورعاه– العديد من المراحل التطويرية المتتابعة على مختلف الجوانب التشريعية والهيكلية والرقابية والبنى الأساسية والدعم المالي والنتائج المحققة.

وكانت وزارة الشؤون الرياضية التي تمثل الحكومة في القطاع الرياضي تمارس الأدوار (التشريعية، والرقابية) على الاتحادات الرياضية في السابق، إلا أنه ومنذ عام 2000م بدأت الحكومة تتخلى عن الكثير من صلاحياتها على مستوى التشريع وكذلك التنفيذ وحتى الرقابة والمحاسبة التي آلت جميعها إلى الجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية.

وقد شهدت السلطنة عام 2007م لأول مرة انتخابات كاملة لمجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم، ثم توالت جميع انتخابات الاتحادات الرياضية وكذلك اللجنة الأولمبية لاحقا بنفس الطريقة.

الآن؛ وبعد ما يقارب 13 سنة من بداية تخلي الحكومة بشكل تام عن تعيين من تراهم الأجدر لإدارة الهيئات الرياضية نجد أن طريقة انتخابات مجالس إدارات الاتحادات الرياضية المبنية على الترشح الفردي لعلها بحاجة لمراجعة النتائج التي أفرزتها، حيث يغلب على معظم الاتحادات الرياضية عدم وضوح الرؤية، وعدم الاستقرار، والخلافات المستمرة.

ومن مظاهر الانتخابات المبنية على الترشح الفردي الأحاديث الجانبية السلبية التي تصدر من هذا الرئيس أو ذلك العضو نحو زملائهم في مجالس الإدارات، وقد تصل في بعض الأحيان للاتهامات المتبادلة في الخفاء والصدام في أحيان أخرى في العلن، والشللية والانقسامات على مستوى مجالس الإدارات؛ وكلها تمثل مسببات للفشل وتشتت الجهود وعدم الإنجاز، كون تلك المجالس قد بنيت على فوز أشخاص قد قدموا ترشحهم بناء على توجهات مختلفة، وثقافة متباينة، إضافة إلى التباين في مستوياتهم العلمية وكفاءاتهم وخبراتهم العملية.

وبما أن موسم انتخابات الاتحادات الرياضية على الأبواب فإننا نطالب الجمعيات العمومية لمراجعة تجربة الانتخابات خلال الفترة الماضية وقراءة إفرازاتها بتمعن وعمق، وتعديل المسارات من خلال الاستعانة بتجارب جديدة، إن أردنا التخلص من الخلافات التي تعصف بهذه المؤسسات الرياضية بعد انتهاء الانتخابات مباشرة..!
إحدى الخيارات المتاحة في طريقة انتخابات مجالس الإدارات للمؤسسات هي طريقة الترشح بــنظام (القائمة) بدلا من الترشح الفردي، وقد تم تطبيق هذه التجربة مؤخرا في انتخابات بعض مؤسسات المجتمع المدني مثال(جمعية الصحفيين).

لعل هذه الطريقة تضمن لنا فوز مجموعة من الأشخاص المتجانسين من حيث مستوى الفكر والثقافة، والتوجهات، وكذلك سيكونون أكثر حرصا على التضامن لتحقيق الرؤية التي تم انتخابهم عليها، وسوف يترفعون عن الدخول في صراعات فردية لتسجيل المكاسب الشخصية، وسيعملون كفريق واحد متحد لأجل النجاح فقط ولاشيء غيره، الكرة في ملعب الجمعيات العمومية التي عليها أن تراجع وتعدل أنظمتها الأساسية لتحسين البيئة التي تعمل فيها الاتحادات الرياضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى