كبوة السد تدق ناقوس الخطر أمام العنابي

(د ب أ)-توووفه

ربما مني فريق السد القطري لكرة القدم بهزيمة ثقيلة في ختام مسيرته ببطولة كأس العالم 2019 للأندية المقامة حاليا في قطر، ولكن هذه الهزيمة قد تمهد الطريق إلى إعادة ترتيب الأوراق وتصحيح الأوضاع ليس فقط على مستوى الفريق وإنما على مستوى المنتخب القطري (العنابي) خلال الفترة المقبلة.

وخسر السد 2-6 أمام الترجي التونسي مساء أمس الثلاثاء في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس لينهي السد هذه النسخة، التي شارك فيها ممثلا عن البلد المضيف، في المركز السادس.

وألقت الهزيمة ومن قبلها هزيمة المنتخب القطري (العنابي) أمام نظيره السعودي الضوء على معاناة لاعبي السد والعنابي من الإجهاد في ظل توالي المباريات بشكل ربما لم يعتده اللاعبون من قبل.

وربما اتجهت بعض الانتقادات إلى المدرب تشافي هيرنانديز المدير الفني للسد بسبب عدم خبرته بالعمل كمدير فني من قبل نظرا لتوليه مسؤولية الفريق في الموسم الحالي عقب اعتزاله اللعب في الموسم الماضي ضمن صفوف الفريق نفسه.

ولكن الربط بين خروج المنتخب القطري من المربع الذهبي في كأس الخليج التي كان المرشح الأبرز للفوز بلقبها وسقوط السد بهذا الشكل في مونديال الأندية الحالي قد يوضح أحد الأسباب الرئيسية وراء الإخفاق في البطولتين لاسيما مع العروض القوية التي كان يقدمها حتى وقت قريب ومنها عرضه القوي في مواجهة الهلال السعودي بالمربع الذهبي لدوري أبطال آسيا إضافة إلى أن لاعبي العنابي الذين خرجوا من المربع الذهبي في خليجي 24 هم أنفسهم من فازوا قبل أقل من عام بلقب كأس آسيا عن جدارة إضافة لمشاركتهم الجيدة في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) بالبرازيل منتصف هذا العام.

ويبدو أن السبب الرئيسي في الإخفاق هو حالة الإجهاد التي يعاني منها اللاعبون وخاصة الدوليين منهم بسبب خوض عدد هائل من المباريات على مدار العام الحالي وهو ما يدق ناقوس الخطر قبل ثلاث سنوات على استضافة قطر لفعاليات مونديال 2022 والتي يسعى المنظمون أيضا إلى خوضها بمنتخب قوي قادر على المنافسة والذهاب بعيدا في البطولة مثلما نجح منتخب اليد من قبل في بلوغ نهائي مونديال 2015 لكرة بالدوحة.

ويعتمد المنتخب القطري (العنابي) على عدد كبير من لاعبي السد الفائز بلقب دوري نجوم قطر في الموسم الماضي.

وعلى سبيل المثال، ضمت قائمة العنابي في خليجي 24 ثمانية من لاعبي السد وهم سعد الشيب حارس المرمى الأساسي للفريق وعبد الكريم حسن وبوعلام خوخي وبدرو ميجيل وطارق سلمان وسالم الهاجري وحسن الهيدوس وأكرم عفيف ومعظمهم من العناصر الأساسية بانتظام في كل من الفريقين.

والمتتبع لمشاركات كل من العنابي والسد في البطولات والمباريات المختلفة خلال عام 2019 يدرك أن معظم هؤلاء اللاعبين خاض نحو 60 مباراة ما بين العنابي والسد على مدار هذا العام الذي يدنو من نهايته.

وخاض العنابي سبع مباريات قوية في بطولة كأس آسيا في طريقه إلى منصة التتويج باللقب كما خاض ثلاث مباريات على درجة عالية من التنافس في مشاركته الأولى ببطولة كوبا أمريكا قبل أن ينخرط في التصفيات المشتركة المؤهلة لبطولتي كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023.

وخلال مسيرته بالتصفيات هذا العام، خاض العنابي خمس مباريات حتى الآن إضافة لخوضه أربع مباريات قوية في بطولة خليجي 24 ليكون الفريق بهذا خاض 19 مباراة رسمية خلال هذا العام بخلاف المباريات الودية.

وفي الوقت نفسه، خاض السد نحو ضعف هذا العدد في ظل مشاركته بأكثر من مسابقة حيث خاض نحو 15 مباراة في دوري نجوم قطر هذا العام وكان من الممكن أن يرتفع العدد لولا توقف المسابقة بسبب ارتباطات العنابي بخليجي 24 والسد بمونديال الأندية.

وخاض الفريق ما يزيد على 20 مباراة في المسابقات الأخرى منها 12 مباراة في بطولة دوري أبطال آسيا التي وصل فيها إلى المربع الذهبي.

ومن المؤكد أن اعتماد السد والعنابي بشكل أساسي على مجموعة بعينها من اللاعبين في معظم هذه المباريات يضاعف من الضغوط الذهنية والبدنية الواقعة على اللاعبين وهو ما أدى لإخفاق السد في مونديال الأندية بشكل كبير لاسيما وأن إمكانيات اللاعبين وخبرة تشافي نفسه بالبطولة كانت تؤهل الفريق للذهاب بعيدا في هذه النسخة لاسيما وأن الفريق يضم بين صفوفه هدافا خطيرا هو الجزائري بغداد بونجاح إضافة إلى النجم المميز أكرم عفيف الفائز مؤخرا بلقب أفضل لاعب أسيوي لعام 2019.

وإذا كان السد الآن مطالبا باستعادة الاتزان وهو ما أكده تشافي خلال المؤتمر الصحفي أمس الثلاثاء بعد الهزيمة الثقيلة أمام الترجي ، فإن العنابي يحتاج أيضا إلى إعادة ترتيب الأوراق ودراسة ارتباطاته الدولية من خلال خريطة تشهد بطولات ومباريات منتقاة طبقا للكيف أكثر منه للكم تسمح للاعبين بالتقاط الأنفاس والاستعداد التدريجي لمونديال 2022 خاصة وأن روزنامة 2019 من الصعب أن تتكرر بهذه الكثافة في عام آخر حيث شهد العام الحالي مشاركة العنابي في ثلاث بطولات كبيرة (كأس آسيا وكأس الخليج وكوبا أمريكا) بخلاف التصفيات وهو ما يصعب أن يتكرر.

وقد يجد العنابي حلا إضافيا من خلال التجربة التي طبقها المنتخب البحريني في الشهور الماضية حيث حرص مدربه البرتغالي هيليو سوزا على الاعتماد على جميع اللاعبين في قائمته سواء كان هذا في بطولة كأس أمم غرب آسيا أو خليجي 24 اللتين فاز بلقبيهما.

وكشفت البطولتان عن اعتماد دي سوزا على فريقين مختلفين ما يمنح الفريق عمقا استراتيجيا في السنوات المقبلة.

وقد يكون في هذه التجربة حلا مثاليا أمام العنابي ببناء فريق “الظل” أو الفريق الثاني للعنابي والذي يمكنه المشاركة في بعض الارتباطات الرسمية لاختبار قوته وإكسابه الخبرة لاسيما وأن الأندية القطرية حاليا تزخر بالعديد من اللاعبين المميزين إضافة إلى اللاعبين الواعدين من مشروع أكاديمية “أسباير” .

ومن المؤكد أن البحث عن حلول أصبح لزاما على الطاقم التدريبي للمنتخب القطري لتوسيع قاعد الاختيار قبل ثلاثة أعوام فقط على المونديال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى