توتنهام يعيد بريق مورينيو بعد “عام الظل”

(د ب أ)- توووفه

“لا يمكن أن أكون أكثر سعادة مما أنا عليه الآن”.. هكذا كشف المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو مدى سعادته بالعودة إلى ممارسة عمله في عالم التدريب بعد 11 شهرا في الظل.

وكان مانشستر يونايتد الإنجليزي أطاح بالمدرب البرتغالي في 18 كانون أول/ديسمبر 2018 لسوء النتائج بعدما حقق الفريق سبعة انتصارات فقط في أول 17 مباراة له بالموسم.

ومنذ ذلك الحين، توارى نجم مورينيو بشكل غير مسبوق حتى أعاده توتنهام إلى الأضواء بالتعاقد معه في 20 تشرين ثان/نوفمبر الماضي ليقود الفريق بعقد يمتد لأربع سنوات خلفا للمدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو الذي أقيل من تدريب الفريق لسوء النتائج.

ولم تكن فترة الغياب عن الملاعب هي الأولى لمورينيو ولكنها كانت الأطول على الإطلاق منذ بدء مسيرته التدريبية قبل نحو عقدين كما أنها المرة الأولى التي يختفي فيها نجم مورينيو بهذا الشكل منذ أن طرق باب الشهرة وعالم النجومية من خلال فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا مع بورتو البرتغالي.

وخلال الشهور الـ11 التي قضاها بعيدا عن المستطيل الأخضر ، لم يحظ اسم مورينيو بنفس البريق الذي كان عليه في السنوات الماضية التي تولى فيها تدريب مجموعة من أكبر الفرق الأوروبية مثل ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد وتشيلسي الإنجليزيين وانتر ميلان الإيطالي.

ولكن هذه الفترة الطويلة من الغياب عن الملاعب ربما ساهمت في تغيير طبيعة مورينيو وتعامله مع مسيرته التدريبية على كافة الأصعدة وهو ما اعترف به مورينيو عندما أكد أنه استغل فترة ابتعاده عن الملاعب في دراسة وتحليل الأخطاء التي ارتكبها خلال مسيرته التدريبية.

وقبل بدء عمله رسميا مع توتنهام، لم يتردد مورينيو في التأكيد على مدى افتقاده للملعب خلال الشهور التي قضاها بعيدا عن المستطيل الأخضر بعد إقالته من مانشستر يونايتد.

وأشار مورينيو إلى أنه كان يتوق دائما للعودة إلى ممارسة عمله بجوار خط الملعب. كما قال في مقابلة نشرها موقع نادي توتنهام على الانترنت : “لا يمكن أن أكون أكثر سعادة مما أنا عليه الآن… ولو لم أكن سعيدا لما توليت هذه المهمة في توتنهام”.

كما أكد مورينيو أنه استغل فترة غيابه عن الملاعب لتحليل ودراسة الأخطاء التي ارتكبها وإن لم يفصح عن هذه الأخطاء. وقال مورينيو : “لن أرتكب مثل هذه الأخطاء مجددا. سأرتكب أخطاء جديدة لكنني لن أكرر نفس الأخطاء”.

وربما كانت في تصريحات مورينيو هذه ما ينم عن بعض التحول في شخصيته التي كانت تبدو لكثيرين على أنه شخص مفعم بالغرور والتعالي لكنه الآن وبعد 11 شهرا في الظل، أصبح من الممكن أن يعترف بالخطأ وكذلك بالرغبة والحرص على تصحيح الأخطاء.

كما لم يتردد مورينيو في الاعتذار للمشجعين الذين بعثوا إليه برسائل التهنئة بعد عودته للملاعب مشيرا إلى أنه تلقى نحو 700 رسالة لكنه لم يتمكن من الرد إلا على 200 فقط منها.

وربما كانت فترة غياب مورينيو عن الملاعب والتي يمكن اعتبارها “عام الظل” في مسيرته التدريبية سببا في موافقته على تدريب توتنهام بعدما اعتاد في الماضي على تولي المسؤولية في الفرق العملاقة مثل الريال ومانشستر يونايتد وانتر أو الفرق التي ترصد ميزانيات ضخمة لتدعيم صفوفها مثل تشيلسي.

وأكد مورينيو لدى توليه المسؤولية في توتنهام أنه معجب بمشروع هذا الفريق والمقومات التي يمتلكها.

ووضع مورينيو خطة قصيرة الأجل تعتمد على حصد أكبر عدد من النقاط لتعديل وضع الفريق في الدوري بعدما تسلم المهمة وهو في المركز الرابع عشر بجدول الدوري الإنجليزي كما وضع خطة طويلة الأجل يهدف خلالها للمنافسة على الألقاب في المواسم المقبلة.

وبالفعل وعلى الرغم من تلقيه ثلاث هزائم في غضون الشهر الذي تولى فيه المسؤولية، نجح مورينيو بشكل كبير في بداية خطته قصيرة الأجل حيث حصد الفريق تحت قيادته 15 نقطة من بين 21 نقطة متاحة في المباريات السبعة التي خاضها بالدوري الإنجليزي حيث حقق خمسة انتصارات مقابل هزيمتين كانتا أمام فريقيه السابقين مانشستر يونايتد وتشيلسي.

وبهذا، تجاوزت نسبة نجاح مورينيو مع الفريق في الدوري حتى الآن 70 بالمئة فيما اقتصرت النسبة قبل توليه المسؤولية على أقل من 40 بالمئة حيث حصد الفريق 14 نقطة فقط من 36 نقطة متاحة في أول 12 مباراة خاضها بالدوري هذا الموسم.

وفي دوري أبطال أوروبا، شق توتنهام طريقه نحو الدور الثاني (دور الستة عشر) بعد الفوز على أولمبياكوس اليوناني (4 / 2) وعلى الرغم من الهزيمة (1 / 3) أمام بايرن ميونخ الألماني.

والآن، يتطلع مورينيو إلى مزيد من التقدم مع الفريق في النصف الثاني من الموسم الحالي بعد ترك بصمته على أداء الفريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى