ألكسندر أرنولد.. لاعب الوسط الأفضل في تكتيك كلوب

تحليل- أحمد مختار

“لكن أرنولد ظهير أيمن وليس لاعب وسط!؟” بالتأكيد هذا سيكون أول تعليق عند قراءة عنوان هذا التقرير، وبالتأكيد لا اختلاف مع أصحاب هذه المقولة لأنها حقيقية 100 %، لكن المتابع الجيد لمسيرة أرنولد مع ليفربول منذ بداياته، سيدرك فوراً الدور التكتيكي المركب الذي يقوم به هذا اللاعب في خطط مدربه يورجن كلوب، حيث يتواجد في الملعب كظهير أيمن صريح، لكنه يقوم بأدوار أخرى في الصناعة والحيازة والتمرير، تشبه ما يفعله أعتى لاعبي خط الوسط بالبريمرليج آخر عامين.

تخبرناً إحصاءات التقرير الفني لبطولة دوري أبطال أوروبا بالموسم الماضي، أن نحو 26 % من أهداف الشامبيونزليغ جاءت عن طريق العرضيات واللعب الطرفي، مع 94 هدف في البطولة بواسطة لاعبي الأطراف، سواء أظهرة أو أجنحة. لقد صار اللعب مباشراً بشكل أكثر، بفضل أمثال روبرتسون وأرنولد.

تثبت تجارب الماضي أن الفرق التي تمتلك أظهرة مميزة تكون لها حظوظ كبيرة. كارفخال ومارسيلو في 2017، أرنولد وروبتسون في 2019 مع ليفربول. باتت الحاجة إلى استغلال الأطراف ملحة وضرورية، مع رفع شعار واحد صريح، العمق سهل غلقه ويُصعب اختراقه، لذلك الحل في صعود الأظهرة إلى الثلث الهجومي الأخير.

كلوب

لقد قلب كلوب الآية الخططية قليلاً، مع خط وسط يدافع ويركض ويجري، وهجوم يسجل أكثر مما يصنع، مع ثنائي من الأظهرة السريعة دفاعاً وهجوماً، ومعهما ثنائي دفاعي قادر على لعب الكرات الطولية من الخلف إلى الأمام، لذلك بدأت هجمات عديدة من ماتيب وفان دايك مروراً بأرنولد وروبرتسون قبل أن يخطف ماني وصلاح الأضواء من الجميع بالتسجيل وقنص اللمسة الأخيرة أمام المرمى.

تمريرات أرنولد القطرية فتحت الطريق أمام سيل من الهجمات بالنسبة للريدز، كذلك انطلاقاته بالكرة ومن دونها على الخط. تشعر عندما تشاهده وكأنك في حضرة جناح حقيقي على الطرف، خصوصاً أن صلاح يلعب كثيراً في الداخل، لذلك يقوم هندرسون بالتغطية في أنصاف المسافات، ويترك المجال لزميله من أجل شن الهجمات وخلق الفرص بكثافة.

ليفربول، فورمينو

أرنولد لاعب ذكي، ربما أذكى من روبتسون، لأنه يجيد بشدة لعب التمريرات القطرية والعمودية من الخلف إلى الأمام، بمعنى أوضح يتحرك فينالدوم وهندرسون بدون كرة في الوسط كـ “حاجز أو سكرين”، من أجل فتح الطريق أمام أرنولد كي يمرر من الطرف إلى عمق الهجوم، تجاه صلاح أو فيرمينو أو حتى ماني بشكل مباشر.

لكن بالنسبة لي الظهير الأيمن لفريق ليفربول أهم من زميله على اليسار، لأنه أقرب إلى اللاعب الشمولي القادر على صناعة اللعب من أماكن بعيدة، وليس فقط صناعة الفرص والأهداف. الفارق كبيراً بين العبارتين، فأي ظهير/ جناح يستطيع التسجيل وصناعة الأهداف، مع المراوغات والتسديدات والعرضيات، لكن ما أضافه ترنت ألكساندر أن مدربه يعتمد عليه كثيراً في التحضير للهجمات، والخروج بالكرة من الخلف، وفتح قناة اتصال مباشرة بين الدفاع وثلاثي المقدمة، في ظل ضعف الابتكار لدي لاعبي الوسط.

خرجت إحصائية مصدرها “سكاي سبورتس” عن التمريرات المؤثرة المتتالية التي أدت إلى تسديدات هذا الموسم، ومدى تداخل اللاعبين في تكتيك فريقهم وفق هذا الشق، لتؤكد الأرقام بأن جورجينيو مهندس أداء تشيلسي، ودي بروين هو الأهم في مانشستر سيتي. كل هذه النتائج متوقعة بشدة، لكن الجديد فعلاً أن أرنولد ساهم في التمرير المركز لفريقه ليفربول والذي تحول إلى تسديدات على المرمى، بنسبة تصل إلى 48.8 %، أي النصف تقريباً.

يتحرك لاعبو الوسط بدون كرة كـ مجرد “طُعم” أو تمويه، لأن ظهيرهم الأيمن الإنجليزي يعرف كيف يلعب التمريرات القطرية، من الطرف إلى العمق، بالتحديد أثناء تمركزه على الخط تجاه مركز اللعب مباشرة بالثلث الأخير، حتى يستلم فيرمينو ويربط سريعاً مع صلاح وماني..

أو تكون الكرة طولية تجاه ماني مباشرة، أو حتى كاسرة للخطوط لتصل إلى صلاح. المهم في كل ذلك أن الظهير الأيمن لا يكتفي بصناعة الأهداف مع فريق كلوب، بل يساهم بشكل رئيسي في صناعة اللعب، وكأنه الرقم 10 الحقيقي في تكتيك بطل أبطال أوروبا.

رقمياً، صنع أرنولد 20 أسيست لزملائه في آخر موسمين بالبريمرليج فقط، بالإضافة إلى 5 أسيست في الشامبيونزليج خلال نفس الفترة، أي أنه ساهم في 25 هدف بعيداً عن التسجيل. كذلك يعتبر اللاعب مميزاً على مستوى التمريرات التي تسبق التسديد، حيث لديه معدل يصل إلى 3 تمريرات افتتاحية قبل التسديد في المباراة الواحدة، جنباً لجنب مع دوره في الحيازة أثناء البناء من الخلف.

يمكن التأكيد على قوة ليفربول هذا الموسم وأحقيته في الفوز بلقب البريمرليج، دون نسيان حظوظه القوية في تحقيق لقب الشامبيونزليج. يتحدث الجميع عن فان دايك وأليسون وصلاح وماني وفيرمينو، لكن هناك أهمية قصوى للثنائي روبرتسون وأرنولد، فالإسكتلندي ظهير أيسر مثالي، والإنجليزي الشاب ظهير رائع ولاعب وسط جيد وصانع لعب من أعلى طراز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى