جوردن هندرسون.. من الكفاح في البداية إلى بطل في الأنفيلد

تقرير: محمد يوسف

جورجي جيسوس، المدير الفني لفلامنجو البرازيلي، أكد على وصف ملفت للنظر حول قائد الريدز جوردان هندرسون، قائلاً: «إنه أفضل لاعب خط وسط في العالم في مركزه. يورجن كلوب لا يتخلى عنه إطلاقاً».

بالنظر إلى الإحصائيات، فإن قائد الريدز أصبح أكثر لاعب لا غنى عنه في ماكينة يورجن كلوب هذا الموسم؛ شارك هندرسون في المباريات أكثر من أي لاعب وسط، وخلال العقد الماضي كان أكثر لاعب يشارك في عدد من المباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز في المجمل.

بعد إصابة طويلة في الكاحل لفابينيو، خيار الريدز الأول كلاعب وسط رقم 6، زادت دقائق اللعب لهندرسون، وبينما يظل تأكيد جورجي جيسوس مثيراً للجدل، إلا أنه تطرق لموضوع جدير بالاهتمام: كان هندرسون شخصية مثيرة طوال معظم حياته المهنية في الميرسيسايد، الإنجليزي البالغ من العمر 29 عاماً يقدم الآن أفضل مستوياته الفنية، وأهميته بالنسبة لليفربول أمر لا جدال فيه.

منذ قدومه في صيف 2011، عانى هندرسون صراعاً صعباً لينال احترام الأنفيلد. كان لاعب خط وسط مفيد لكل من كيني دالجليش وبريندان رودجرز، ولكن كاد الليفر يتخلى عنه في محاولة لمبادلته مع كلينت ديمبسي من فولهام في عام 2012، وبعد رفض التحول إلى الكرافن كوتاج، حارب هندرسون من أجل استعادة دور أساسي في الفريق، والذي ظهر واضحاً مدى تأثر الفريق بغيابه لثلاث مباريات عام 2014، وكم كان مُكلفاً في سباق لقب الدوري الممتاز.

بعد أن ورث شارة الكابتن من ستيفن جيرارد في عام 2015، لاحق هندرسون شبح سلفه الأسطوري، وعلى الرغم من أن التصورات عن لاعب خط الوسط السابق لسندرلاند بقيت إيجابية إلى حد كبير في المدرجات، إلا أن صعود وسائل الاعلام الاجتماعية في كرة القدم الحديثة أدى إلى ظهور وجهات نظر مشوهة حول قائد الريدز.

بالإضافة إلى مزبد من الصعوبات خارج الملعب؛ حيث كافح والده، بريان، وانتصر على سرطان الحلق، ليصف هندرسون التعامل مع الوضع بأنه “ضغوط مختلفة”، ومضيفا أن: «الطريقة الوحيدة التي يمكنني أن أساعده بها كانت أن ألعب بشكل جيد في عطلة نهاية الأسبوع، لأنني كنت أعرف أنه يشاهدني».

التحول بين الأدوار تحت قيادة كلوب، من رقم 8 متحرك، إلى رقم 6، ثم مرة أخرى إلى رقم 8، ثم العودة مرة أخرى إلى رقم 6، تظهر الكفاح الذي خاضه هندرسون ليحجز مكانه بجدارة في فريق تنافسي للغاية، ولكنه يجسد أيضاً مدى الجودة التي يمتلكها اللاعب، والتي جعلت منه محوراً رئيسياً لنجاح المدير الفني الألماني في ليفربول.

وأوضح كلوب بعد الفوز على شيفلد يونايتد في مطلع العام: «نعم، إنه استثنائي، إنه متميز. لا بد لي من القول، ما يفعله هندرسون، خصوصاً الآن، لأنه يملك أكبر عدد من المباريات، لا يُصدق ببساطة، ولا أعتبر أن هذا أمر مفروغ منه. فإذا كان أي شخص معنا لا يرى نوعية لاعب مثل جوردن هندرسون، فلا أستطيع مساعدته، فهو مهم للغاية بالنسبة لنا».

يختتم كلوب بأنه في الحياة دائماً ما تساعد الشخصية والعقلية، وفي حالة هندرسون ساعدته بشكل خاص.

وعلى أرض الملعب، يحدد هندرسون التمبو الخاص بأسلوب الضغط المعتاد لليفربول، مع بذل مجهود بلا كلل ولا ملل، ليسمح لفريقه بتوظيف نهج الضغط العكسي المدمر، والذي ظهر بشكل واضح في الفوز 4-0 على ليستر سيتي في البوكسنج داي. في حين أن نطاق تمريراته، والطاقة التي يبذلها في المساندة، وتوقيت انطلاقاته، كل هذا يضيف بعداً آخراً، سواءً كان يأتي من عمق، أو يتقدم على الأطراف، أو يأتي من الخلف لإنهاء الهجمات، كما ظهر في الفوز 2-1 على توتنهام في أكتوبر العام الماضي.

في حين اعترف كلوب بأن هندرسون لم يحب اللعب في المركز رقم 6، عندما رأى مدى جودة البرازيلي فابينيو، إلا أن الطريقة المثالية التي تولى بها هذا المركز في ظل غياب البرازيلي تؤكد على وضع بصمته في مساعدة الفريق.

كما أن دوره كقائد للفريق خارج الملعب بنفس القدر من الأهمية. وبعد أن وجد روحاً مشابهة لدى كلوب، طوّر القائد عقلية الفائز، بمزيد من التركيز والبحث عن المزيد من الانتصارات. بل أكثر من ذلك، يملك كلوب وهندرسون نفس الشغف المطلوبة لقيادة النادي إلى منصات التتويج، والتي تظهر عندما تعانقوا على أرض الملعب بعد صافرة النهاية لنهائي دوري أبطال أوروبا عام 2019، وبعد ذلك عندما رفع قائد الفريق كأس البطولة، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية.

جاءت تلك المنصات التتويجية، في مدريد واسطنبول والدوحة، بعدما قطع هندرسون شوطاً طويلاً من الرحلة، من سندرلاند إلى ليفربول، كشاب صغير نحيف، جاء بسعر 20 مليون استرليني. الشخصية والعقلية التي أظهرها هندرسون ليكافح وينجح مع النادي تعزز قائمة متزايدة من العروض الرائعة التي قدمها، والتي تبرر تأكيد جورجي جيسوس على أنه أفضل لاعب خط وسط في العالم في مركزه الآن.

ربما استغرق الأمر من هندرسون ما يقرب من عقد من الزمن ليحول المشككين إلى مؤمنين به، ولكن في بداية العام، والذي سيبلغ فيه عامه الثلاثين، سيأمل ليفربول أن يتمكن هندرسون من المحافظة على هذه الهيمنة لمواسم عديدة قادمة.

تقرير مترجم من FourFourTwo

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى