كاسيميرو.. المهاجم الذي يحتاجه ريال مدريد هذا الموسم

تحليل- أحمد مختار

“بيريز يؤمن فقط بالمهاجمين، في يوم من الأيام، طلبت منه تشكيلته المثالية. وضع بيكهام في مركز الظهير الأيمن، وزيدان في قلب الدفاع، لأنه كان يملك العديد من الأسماء في وسط الملعب!”

يتحدث عراب التكتيك الإيطالي أريجو ساكي عن الرئيس الأشهر في تاريخ ريال مدريد، فلورنتينو مؤسس عالم “الجلاكتيكوس” في كرة القدم، والرجل الذي مازال يحاسب على هفوة ارتكبها منذ سنوات قديمة.

رائع امتلاك فرقة بها 10 غيتاريستا، لكن حينما أريد عزف البيانو، ماذا أنا بفاعل؟ ينتقد مانويل بليغريني سياسة التعاقدات في مدريد، مؤكدا أنهم يهتمون أكثر بالصفقات الرنانة دون النظر إلى احتياجات الفريق، ليرد البرتغالي كارلوس كيروش،المدير الفني السابق لنفس الفريق، مشيرا إلى أن بيريز وضعه في خانة اليك، عندما باع مورينتس، وفرط بغرابة شديدة في اللاعب الوحيد الذي اخترعوا له مركز تكتيكي فيما بعد.

في زمن سابق، وعلى الجانب الآخر في الأراضي الإسبانية، فقد الريال بريقه بعد رحيل ارتكازه الفرنسي، كلود ماكيليلي ولم تنفع محاولات رئيسه لترميمه، لتنتهي حقبة فريق النجوم ويخسر الفريق بطولة تلو الأخرى، حتى خرج نجمهم الأول عن صمته، قالها زيدان صريحة دون أي مساحيق تجميل، “لماذا نضع مزيد من الطلاء علي السيارة البنتلي؟ ونحن فقدنا قوة المحرك الرئيسي!”.

كاسيميرو.. المهاجم الذي يحتاجه ريال مدريد هذا الموسم

زيدان تعلم الدرس جيداً، ليحافظ على لاعبه كاسيميرو، ويجعله أفضل في الشقين الدفاعي والهجومي، ليساعده سابقاً خلال سنوات المجد عند الفوز بثلاثية تاريخية لدوري الأبطال، وينقذه حالياً عندما يتعثر هجومه في ترجمة الفرص إلى أهداف، كما حدث مؤخراً أمام إشبيلية في الليجا.

كاسيميرو هو لاعب الارتكاز الدفاعي في خطة 4-3-3، يقطع الكرات ويقلل من هجمات الخصوم، يعود كثيراً للتغطية خلف تقدم الأظهرة، ويعطي زملائه أريحية أكبر في التقدم إلى الهجوم. إنه أشبه بكاسحة الألغام في التكتيك، أي اللاعب الذي يضحي دفاعياً من أجل قيام زملائه بإنجاز المهام الهجومية دون مشاكل، ودون خوف من التحولات العكسية.

ورغم مشاكل اللاعب على مستوى البناء من الخلف أو التصرف تحت الضغط، إلا أنه مفيد للغاية داخل تكتيك زيدان، لأن الريال يعتمد بشكل شبه رئيسي على العرضيات، لذلك تزيد أهمية الظهيرين بشدة، ويصعد كلا من كارفخال ومارسيلو/ميندي إلى الأمام في معظم فترات اللعب، لتأتي أهمية كاسيميرو على مستوى الدفاع، في التغطية خلف زملائه وقطع الكرات قبل وصولها إلى الدفاع. إنه يقوم بدور قريب من ماكيليلي قديما، بالتركيز على الشق الخلفي واللعب كليبرو لخط الوسط.

كاسيميرو.. المهاجم الذي يحتاجه ريال مدريد هذا الموسم

افتقد الريال جزءا كبيرا من قوته الهجومية بعد رحيل رونالدو، خاصة مع نقص خبرات رودريجو وفينسيوس، وكثرة إصابات البلجيكي هازارد، مما جعل الفريق لا يسجل كثيراً هذا الموسم، بل يعاني بوضوح “تهديفياً” في المباريات الكبيرة رغم سيطرته، كما حدث أمام برشلونة في الكلاسيكو، وضد أتليتكو مدريد في السوبر الإسباني.

يعتمد زيدان هذا الموسم على خطتين، الأولى 4-3-3 بتواجد ثلاثي صريح في الوسط، أمامهم بنزيما في العمق رفقة ثنائي من الأجنحة على الأطراف. ورغم أن فالفيردي أضاف الكثير لهذه الخطة خاصة من خلال انطلاقاته على اليمين في أنصاف المسافات رفقة كارفخال..

إلا أن الملكي افتقد إلى العمق الهجومي داخل الصندوق، نظراً لإصرار بنزيما على القيام بدور صانع اللعب الإضافي، بربطه المتواصل مع لاعبي الوسط، بدلاً من انتظار الكرات أمام المرمى. حتى مع عودة هازارد، فإن مشكلة العمق الهجومي لن تنتهي، لأن البلجيكي هو الآخر يفضل صناعة الأهداف لا تسجيلها، بالإضافة إلى ولعه بالاستلام خلف الكرة لا أمامها، حتى يراوغ ويمرر ويسيطر مستخدماً مهارته.

وعلى مستوى الخطة الثانية 4-3-2-1، بتواجد رباعي صريح بالمنتصف، وأمامها بنزيما وإيسكو/ هازارد، فإن هذا الرسم يعطي الفريق كثافة عددية في العمق، ويجعل تحولاته الدفاعية أفضل لوجود لاعب زائد في الوسط أثناء المرتدات، لكن دون فرص حقيقية أمام المرمى، للمبالغة في لعب العرضيات من غير وجود رأس حربة صريح يترجم هذه الفرص إلى أهداف، كما كان يحدث سابقاً مع رونالدو.

كاسميرو

هنا يظهر دور كاسيميرو وقيمته المضافة هذا الموسم. البرازيلي يدافع بامتياز، يغطي خلف زملائه ويعطي الأمان لتقدم الأظهرة، إنه لاعب الارتكاز الدفاعي كما يقول الكتاب، من خلال قيامه بالعرقلة المشروعة والافتكاكات المثالية، لكنه تطور كثيرا في الفترة الأخيرة، ليصعد إلى الهجوم ويسجل أهدافاً حاسمة. هذا الموسم على سبيل المثال سجل 3 أهداف في الدوري خلال 18 مباراة.

يخدم البرازيلي تكتيك فريقه بالكرة ومن دونها، حيث يعود بنزيما/ يوفيتش خطوات للخلف، حتى يصبح أحدهما على رأس مثلث الوسط أمام مودريتش/ فالفيردي وكروس، للتمرير وصناعة المثلثات الهجومية، بينما يصعد كاسيميرو إلى قلب منطقة الجزاء، ليحصل على الكرة في أماكن مثالية، أو ينطلق بين الخطوط هارباً من الرقابة ليستخدم قدمه في التسديد، هكذا تضاعفت مهامه في الآونة الأخيرة.

يحتاج الميرينجي إلى تفعيل هذا الدور بشكل أكبر خلال المباريات الكبيرة، لأنه لا يزال يعاني على مستوى التهديف سواء مع رسم 4-3-3 أو 4-3-2-1 دون تواجد اللاعب الحر الذي ينطلق من الثبات إلى الحركة، ويستغل العرضيات الكثيرة والتمريرات القطرية المستمرة من لاعبي الأظهرة والوسط بالخلف، لذلك يجب أن يستمر دور كاسيميرو الحالي، بالخروج من نصف ملعبه والانطلاق من دون كرة إلى صندوق المنافسين، للتسجيل وتعويض نقص المهاجمين في تشكيلة زيزو هذا الموسم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى