هل يوقف ظفار نزيف الكرة العمانية؟

توووفه– وليـد العبـري

خيبات متتالية، معاناة وكثير من الآلام والأوجاع وخسارة لقرابة 50 % من مبارياتها، هذا هو ملخص مشوار الأندية العمانية في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي طوال 15 عاما، هذا الموسم قرر صور مبكرا تجسيد وتأكيد هذا الواقع بالخروج المبكر من الدور التمهيدي لنسخة 2020، فهل يتمكن ظفار المدجج بالنجوم والخبرة من وقف كل هذا النزيف؟.

تدهور مستمر

المراقب لمشوار الأندية العمانية في هذه البطولة يُدرك أن النتائج تتراجع وتسوء في كل مرة، وهذا ربما يحدث فقط مع الأندية العمانية دون غيرها من بقية الأندية، ما يعكس حجم المعاناة التي تعيشها الكرة العمانية دون أدنى اكتراث من قبل المسؤولين ومسيري الكرة في البلد، رغم أن هذا الأمر يٌسيء بشكل أوبآخر لرياضة السلطنة، حيث بات تصنيف مسابقات الأندية العمانية يقبع في المركز الـ 29 قاريا وباتت إندونيسيا والمالديف وبنجلاديش وميانمار تتفوق علينا.

قبل بضع سنوات كان للأندية العمانية ربع مقعد في دوري أبطال آسيا ومقعدان مضمونان في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وأصبح الحال بمقعد ونصف فقط في البطولة، وقد يراجع الآسيوي حساباته ويبقي على مقعد واحد فقط في ظل سوء أداء الأندية، حيث وصل الحال أن يخسر ممثلوها لـ 100 % من المباريات في بعض مواسم البطولة.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل خسرت الأندية العمانية ثلاث مرات في ملحق الوصول للبطولة، واحدة أمام فريق تركمانستاني مغمور، ومرتان متتاليتان أمام فريق فلسطيني يعاني الأمرين في ظل ظرف الاحتلال.

الظهور الخامس لظفار

قص ظفار شريط هذه المشاركات في النسخـة الأولى عام 2004، حينما واجه الوحدة السوري وماهندرا يونايتد الهنـدي، وأخفق في التأهل للدور الثانـي، وبالرغم من حضوره مرتين في البطولة الآسيوية، يظل النصر الفريق العماني الوحيد الذي فاز في جميع مبارياته بدور المجموعات، وكان ذلك في نسخـة 2006، وأول فريق من السلطنـة يتأهل للأدوار الإقصائيـة، حينما واجه المحرق البحريني في الدور ربع النهائي.

هذا الظهور هو الخامس لظفار بعد مشاركات أربع سابقة في 2004 و2007 و2013 و2018، وفي كل المشاركات توقفت مغامرته عند حاجز دور المجموعات رغم النتائج الجيدة في بعض المشاركات.

ويبقـى النهضـة صاحب “النجـاح” الأكبر في أولى مشاركاته عام 2008، حينمـا وصل للمربع الذهبي وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للنهائي، قبل أن يقصيه المحرق البحريني بأفضلية الأهداف خارج الأرض، ليبقى هذا الرقم وحيدا بين جميع المشاركات طوال 15 عاما مضت.

أرقام صادمة !

بلغة الأرقام التي تعكس حجم الواقع دائما، خسرت الأندية العمانية 49.1 % من مجموع مبارياتها في تاريخ البطولة، وهذا الرقم يختزل السوء وحجم المأساة التي وصلت إليها الكرة العمانية على صعيد المشاركات الخارجيـة،
لعبت الأندية العمانية في تاريخ هذه البطولة بالفترة من 2004-2020، 169 مواجهة داخل وخارج الأرض، خسرت 83 مباراة، وتعادلت 39، وتمكنت من الفوز فقط في 47 أي بنسبة 27.8 % فقط، ومعظم الانتصارات جاءت في السنوات الأولى من المشاركات، وهذا رقم يسيء كثيرا لسمعة كرة القدم العمانية.

سجلت أنديتنا فقط172 هدفا مقابل 251 هدفا للخصوم.

آمال معقودة

من حق جماهير الزعيم على وجه الخصوص وجماهير السلطنة بشكل عام، أن يعتلي محياها شيء من التفاؤل هذه المرة من أجل وضع حد لنزيف الكرة العمانية، لما يمتلكه الزعيم من الأسلحة والتجربة والخبرة، الحالة المعنوية لظفار هذه المرة مرتفعة أكثر بعد تأهله للمربع الذهبي ببطولة الكأس، وبقائه على مقربة من صدارة الدوري والحفاظ على لقبه، وهذا ربما يكون عاملا إيجابيا مهما، إضافة لتواجد المدرب محمد عبدالعظيم “عظيمة” على رأس الإدارة الفنية للفريق وهو الذي يعرف الكثير عن خبايا الفريق الأحمر.

الفريق يضم قوام المنتخب العماني وأبرزهم الحارس فايز الرشيدي ومحمد المسلمي وعبدالسلام عامر وعلي البوسعيدي وحارب السعدي وعبدالعزيز المقبالي والمنذر العلوي وصلاح اليحيائي، بالإضافة لبعض أبناء النادي مثل علي سالم ويزيد المعشني وعبدالله فواز ومعتز عبدربه ومحترفين بإمكانهم صنع الفارق، وهنا الحديث عن هوجو لوبيز وليونيل زوما وطلال جازع وبكري المدينة.

فهل يكون للكرة العمانية في هذه البطولة حضور أفضل من أية مرة؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى