إدارة برشلونة.. مهاجم جديد؟ خطة للانتقالات؟ ما معنى هذه الكلمات؟

تقرير – محمد يوسف

في اللحظات الأخيرة الهادئة من مباراة الهزيمة في فالنسيا، كان كيكي سيتين يجلس على مقاعد البدلاء يشاهد لاعبيه وهم يستعدون للنزول، وكان يراقب لاعباً آخر، ظن معظم الناس أنه سيكون ضمن لاعبيه قريباً أيضاً.

على بعد أمتار قليلة، وقف مهاجم فالنسيا رودريجو يجري تمارين الإحماء، كان الأمر أشبه بنظرة أخيرة على البضاعة قبل شرائها. أو هذا ما اعتقده سيتين على أي حال!

مهاجم فالنسيا رودريجو مورينو

لم تكن المفاوضات بين الناديين تسير على الطريق الصحيح، لقد وجدوا الصيغة لكنهم لم يجدوا حلاً أو طريقةً لإنهاء عملية التوقيع؛ فالنسيا أراد 60 مليون يورو، برشلونة لم يملك ذلك الرقم، ليس في حسابات هذا العام على كل الأحوال.

طوال الوقت، كان البارسا يحاول بشتى الطرق بيع اللاعبين لجمع أكبر قدر ممكن من الأموال، البعض انتقل بالفعل، لكن في الغالب كانت المبالغ صغيرة جداً، بينما البعض رفض مجدداً الرحيل؛ فالتخلص من بعض اللاعبين الآن يمكن أن يكون بنفس صعوبة الحصول عليهم.

ومع ذلك، تحدث الفريقان؛ فالنسيا أراد أن يبيع لاعبه، فالنسيا دائماً يريد أن يبيع، لكن بثمن ضخم. وقد تم طرح فكرة الإعارة لنهاية الموسم، ولكن خيار الشراء يجب أن يكون إلزامياً، وهو أحد النقاط التي تسببت في تردد برشلونة لإتمام الصفقة. في نهاية المطاف، في الصيف سيكون هناك مهاجمون آخرون، لوتارو مارتينيز على رأس القائمة، وسيحتاجون إلى ذلك المال. ما كانوا بحاجة إليه كان إصلاحاً فورياً، بديلاً عن مهاجمهم الأساسي سواريز.

انتهت المفاوضات مع فالنسيا بدون اتفاق، رودريجو سوف يبقى، كان على برشلونة أن يحولوا انتباههم الآن إلى مكان آخر. وحينها بدأت الأخبار والتقارير في الانفجار، وفجأة ظهرت الأسماء في كل مكان، بعضهم كان حقيقياً وبعضهم لم يكن، بعضهم كان مفتعلاً، ومعظمهم لم يُقنع.

كيكي سيتين

ذكرت إحدى القصص أن إيفرتون رفض عرضاً بقيمة 85 مليون جنيه استرليني من أجل ريتشارلسون، والذي لن نجد رداً عليه سوى الضحك الهستيري بالطبع؛ برشلونة لم يملك 60 مليون يورو من أجل رودريجو، لكن الآن لديهم 101 مليون يورو من أجل ريتشارلسون؟ والأدهى أن إيفرتون سيرفض ذلك العرض؟ يا له من ضحك هستيري بالفعل!

برشلونة لم يرغب أن يفعل ما فعله مع كيفن برينس بواتينج العام الماضي، لا يريدوا أن يظهروا بمظهر سخيف مرة أخرى. وكما ذكرت إحدى الصحف: “برشلونة يريدون مهاجماً هدّافاً وبسعر رخيص”.

هذه المرة، تم حصار البارسا بسبب ظروف ليست من صنعهم؛ فلم يتوقع أحد أن يُصاب لويس سواريز كل هذه الفترة، ولكن بالطبع الأمر لا يتعلق بهذه المرة فحسب.

الأمر يتعلق بكل تلك المرات السابقة والحالية وحتى المستقبلية، الأمر يتعلق بحقيقة غياب مهاجم احتياطي يعوض سواريز، والذي عرفوا أنه أمر هام للغاية منذ شتاء العام الماضي، ومرة أخرى في الصيف الماضي. حتى أن سواريز نفسه اعترف بأهمية البحث عن مهاجم بديل له.

لويس سواريز وليو ميسي

نافذة الانتقالات الأخيرة تبدو كنسخة سريعة لما كانوا يفعلونه منذ وقت طويل: الإدارة تتفاعل مع الظروف في كل مرة، بدلاً من أن تتبع خطةً واضحةً، حتى وإن كانت خطةً على المدى القصير.

كما أن الأمر لا يتعلق بمجرد اختيار لاعبين، يمكنك أن ترى مدى التغير في جودة الأسماء القادمة إلى النادي، ثم التغير في الأسماء التي من المفترض أنها تقرر من يأتي في المقام الأول، من مدراء رياضيين، وأمناء فنيين، ومستشارين رئاسيين والبقية، وفي النهاية، الرئيس ونائب الرئيس، وهما نفس الرجل: جوزيف ماريا بارتوميو.

يمكنك أن تشعر أن الإدارة تبحث عن بعض الحلول منذ أن غادر نيمار، وتركهم مكشوفين؛ إنهم يطاردون حلاً، أي شيء. حتى أن هناك شيئاً غريباً في الطريقة التي تتحول بها الظروف إلى أزمة بهذه السهولة. هناك رغبة لا يمكن كبحها للقيام بشيء، أي شيء، لكن دون أي تخطيط.

أنطوان جريزمان

عندما غادر نيمار إلى بي إس جي، كان هناك جدال بأن على برشلونة فعل شيء واحد: وهو ألا يفعلوا أي شيء.

وبعد مرور أربع سنوات، تبدو تلك الحجة أكثر وزناً الآن؛ شيء ما بدأ حينها لم يكن ناجحاً، هرولة واندفاع لا ينتهيان أبداً، دائماً يطاردون شيئاً بعيداً عن متناولهم. تلك الأموال من صفقة نيمار، كلها وأكثر، تم إنفاقها. وحتى الآن، من خلال عوامل كثيرة، من سوء الحظ إلى سوء التقدير والأهم سوء الإدارة، لم تظهر أي نتائج جيدة.

في ذلك الوقت، ذكرت إدارة البارسا أنه سيكون من الحماقة إنفاق 300 مليون يورو، ولكن المفاجأة أن هذا تقريباً ما كلفه شراء فيليب كوتينهو وعثمان ديمبيلي. أحدهم غادر الفريق، والآخر حاضر بروحه، لأن جسده على ما يبدو غير قابل للإصلاح.

وإذا تتبعنا هذا الأمر في سوق الانتقالات، سنجد أنه يمتد إلى أبعد من ذلك؛ فبعد عام 2014، اشترى برشلونة 27 لاعباً، كلفوه نحو مليار يورو، ولكن أكثر من نصف هذه الأسماء لم يعد موجوداً الآن.

في حين من المبكر الحكم على جريزمان ودي يونج، لكن هل تستطيع أن تتذكر أي اسم من هذه الصفقات حقق نجاحاً يُذكر مع برشلونة؟ أي شيء؟ للأسف لا يمكنني التذكر فعلاً!

وبمناسبة الحديث عن جريزمان، فمن ناحية قد تشعر وكأنه هو الحل الواضح لهذا المأزق الحالي، فلا حاجة لهذه المطاردة المحمومة وراء المهاجمين، ولا توجد أزمة من الأصل: فهذا مهاجم كلف النادي 120 مليون يورو. وإن لم يكن كذلك، فما سبب شرائه من الأصل؟ هل لأنه يلعب كجناح أيسر مثلاً؟ للأسف هو لا يلعب كجناح أيضاً.

حسناً، دور جريزمان ببساطة هو دور ميسي، وهنا تكمن المفارقة، برشلونة يملك بالفعل اللاعب الوحيد في العالم الذي يفعل ما يفعله جريزمان أفضل من جريزمان بكثير.

البارسا لم يرى جريزمان كمهاجم رقم 9، ولا يزال لا يراه كذلك، وهو ما تم تأكيده بحقيقة أنهم ظلوا يبحثون في الشتاء، وسوف يستمر البحث في الصيف القادم أيضاً، ليعودوا لنفس النقطة في كل مرة، وفي نفس المكان، وفي حالة أسوأ، وربما بشعور سخيف للغاية.

بعد إغلاق نافذة الانتقالات الشتوية، المجموعة أصبحت أضعف مما كانت عليه قبل شهر مضى، والنادي نفسه يبدو أضعف أيضاً، وغير قادر على التوقيع مع اللاعبين الجدد ممن يلاحقهم.

برشلونة لم يتمكن من جلب المهاجم الذي قرروا أنهم يحتاجونه، والآن على كيكي سيتين أن يتعامل مع الأمر الواقع، ويحاول استغلال جريزمان في مركز المهاجم الصريح.

ولكن مع ذلك، على الأقل لديهم تلك المواهب الواعدة من الـ “لاماسيا” التي يمكنها تعويض سواريز. قد تكون هذه هي الفرصة المثالية للشباب كارليس بيريز وآبيل رويز ليظهروا قدراتهم.

حسناً، لقد تذكرت الآن: الاثنان تم بيعهم. فبرشلونة لم يكتفِ بعدم التوقيع مع مهاجم جديد فحسب، ولكنهم أيضاً باعوا المهاجمين الشابين ممن يمكنهم تقديم المساعدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى