زيدان .. الصراخ على قدر الألم ..!

كتب: محمد العولقي

يظهر زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد الإسباني بوجهين مغايرين هذا الموسم ، وجه الطيب ووجه الشرير ، تماما مثلما أن فريقه يلعب على حبال الدوري الإسباني بوجهين متناقضين، وجه مشرق منير تارة ووجه معتم بائس تارة أخرى..

زيدان الطيب يبدو مؤمنا تماما بقدرات حرسه القديم، الذي صنع منه مدربا عبقريا أحكم قبضته وربما صلعته البهية والبراقة على دوري أبطال أوروبا ، بصورة لم تحدث مع مدرب آخر طوال 65 عاما.

وزيدان الشرير يظهر في تخبط قراراته الفنية و عدم قدرته على قراءة ما بين سطور بعض المباريات تكتيكيا ، وهي مسألة باتت واضحة مع معاناة الميرنجي في ملعب سانتياغو برنابيو أمام فرق ضعيفة، ترى في ريال مدريد لقمة سائغة يسهل بلعها أمام دهشة كل عشاق ومشجعي ريال مدريد، بسبب التخبط التكتيكي والترهل الفني في اتخاذ القرارات المناسبة.

ما كاد عشاق الريال يضمدون جرح الإقصاء المهين من بطولة كأس إسبانيا أمام ريال سوسييداد ، حتى عاد زيدان يفتح جرحا جديدا على ملعب سانتياغو برنابيو ، فقد بدأ زيدان مصرا على إهداء سلتا فيجو نقطة التعادل ، و العكننة على جماهير الريال ، ورفع معنويات الغريم برشلونة قبل الكلاسيكو بأيام قليلة.

يتحمل زيدان وحده كل الهزات الغريبة التي تنتاب الفريق عندما يلعب على ملعبه ، زيدان ضرب رقما قياسيا وهو يتعادل في ثمان مباريات في مدريد، وأمام فرق كان اللعب أمامها بمثابة نزهة أو تناول كأس من العصير المثلج في يوم حار.

وعندما صنع زيدان حائطا دفاعيا هو الأقوى في كل الدوريات الأوروبية ، عاد زيدان يفكك هذا الحائط، حين ترك مهمة التصدع من الداخل للبرازيلي المنتهي صلاحيته كرويا (مارسيلو).

ربما كان زيدان يهوى التحف القديمة و يعمل لعيشها وملحها حسابا ، لولا ذلك لما تمكن مارسيلو و الميت جاريث بيل و المومياء ناتشو من اللعب بانتظام، حتى وقد أبرموا عقدا مع كل السيئات الكروية ط.

نظرة تكتيكية خاطفة لمباراة ريال مدريد أمام سلتا فيجو، سنكتشف أن زيدان عماها تماما بحجة تكحيلها، و تابعوا يا عشاق الريال هذا الفاصل الزيداني من العك والعك الآخر ..
فوضى تكتيكية ليس لها حدود ظهر عليها الريال أمام سلتا، حيث اختلط حابل الدفاع بنابل الوسط والهجوم ، وهو ما جعل خطوط الريال تتداخل، وفي راوية أخرى تتشابك، والنتيجة أن الريال تحلل و تم ضربه من العمق بهدفين صاعقين وبتمريرتين من وسط غابة مدريدية ، فإذا كان سلتا الفريق قليل الحيلة والإمكانات قد فضح مستور العقم التكتيكي لزيدان، فكيف سيكون الحال أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا ، الفريق الذي يضم هجوما مرعبا بقيادة الأرجنتيني أجويرو ..؟

يصر زيدان على حسم المباريات من الكرات العرضية، رغم أنه يعلم أن الفريق بلا رأس حربة حقيقي يجيد التعامل مع الصندوق ، فإذا كان كريم بنزيمة يلعب معظم الوقت دور الممون و الممهد و صانع الألعاب على حساب دوره كمهاجم، فمن سيفك طلاسم الهجوم ..؟

في الشوط الأول أرسل لاعبو الريال وابلا من العرضيات داخل منطقة جزاء سلتا، بلغت بالأرقام 26 عرضية ذهبت أدراج الرياح لعدم وجود مهاجم صريح.

شاهدنا أمام سلتا أدوارا ضبابية للقائد سيرجيو راموس ، لا دافع كما ينبغي ، ولا هاجم ليعطي الإضافة ، فقط ركض وتداخل في المهام مع لاعبي الوسط و فوضى مدمرة ما بعدها فوضى.

كانت أغرب تغييرات زيدان بعد الهدف الثاني للريال، أنه نزع الدينامو الألماني توني كروس وقد كان في قمة التجلي ، وعوضه بلاعب وسط هجومي ضعيف دفاعيا هو لوكا مودريتش.

ثم كانت أم الكبائر أن زيدان أبقى على جاريث بيل الأرعن 83 دقيقة كاملة ، كان فيها كالصنم لم يرفع أو ينصب حرفا كرويا واحدا ، وعزز دجله التكتيكي بإخراج آدين هازارد الذي كان أحسن السيئين.

وفي آخر خمس دقائق لجأ زيدان إلى تجييش الجهة اليسرى بثلاثة لاعبين مارسيلو و ميندي و فينيسيوس، وكأنه يواجه ليونيل ميسي في اليمين ، هذا الخلط خلق ارتجاج في الشاكلة، وهو ما سمح بلدغ الريال من العمق مرتين مع أن المؤمن لا يرضى بذلك.

زيدان مقبل في ظرف أسبوع على ثلاث مباريات من العيار الثقيل ، الأولى أمام ليفانتي خارج قواعده، والثانية والثالثة أمام مانشستر سيتي وبرشلونة على التوالي في معقله سانتياغو برنابيو ، فكيف سيتجنب زيدان قوة هذه الفرق وسط كل هذه العيوب التكتيكية والفوضى الفنية ..؟

على زيدان أن يتعقل ويتناسى العاطفة قليلا ، ويصغي بعمق لصراخ الجماهير التي تتألم و تخشى سيناريو ضياع كل شيء هذا الموسم في غمضة عين ..فهل يستعين زيدان هذه المرة بعقله ويصلح ما أفسده قلبه في ليلة لاليجا المظلمة ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى