توووفه ـ خاص
ساعد تالق المنتخب الوطني في بطولة خليجي 23 بالكويت في تسابق عدد من الأندية الخليجية على استقطاب مجموعة من اللاعبين الذين من شأنهم تحقيق الإفادة للمنتخب، مذكرين بهذا الالتحاق بمرحلة الجيل الذهبي الذي تواجد لاعبوه في العديد من الأندية الخليجية منتصف العقد الفائت، ليكون المستفيد الأبرز هو الجمهورالعماني التواق للانتصارات من خلال مجموعة لاعبين صقلوا مهاراتهم بالتألق والاحتكاك عبر اللعب مع مجموعة من أفضل اللاعبين في الأندية الخليجية التي استقطبتهم حينها، ومع عودة مشروع الاحتراف الخارجي مجددا بهذا الألق ظهرت الحاجة إلى تأكيد دور بطولات الخليج في الدفع باللاعب العماني إلى الواجهة.
والمؤكد أن هذا التواجد يتطلب مساندة فنية حتى يستطيع اللاعب المحترف البقاء لأطول فترة ممكنة وفق برنامج احترافي يساهم في تحسين المستوى الفني للاعب بعيدا عن هدف تحقيق الفائدة المالية، أيا كان موقع وشكل هذا الاحتراف خصوصا وأن هناك أسماء شابة وواعدة لاتملك سوى القليل من تجربة الأداء الكروي وهي مطالبة ببذل جهد مضاعف للتعامل مع أجواء الضغط الجماهيري والشحن النفسي والتقيد بالتعليمات الفنية للمدربين وغيرها من الجوانب الاحترافية ذات العلاقة بمواصلة العطاء.
تسابق الأندية!
على عكس إنجاز خليجي 19 التي كانت بمثابة تتويج لجيل صاعد تراجع معه مستوى احتراف اللاعب العماني في الدوريات الخليجية بصورة تدريجية، مثل إنجاز خليجي 23 بداية فاتحة لبروز أسماء صاعدة من شأنها أن تمثل تجربة جديدة في تاريخ حضوراللاعب العماني في الملاعب الكروية الخليجية على أسس من التألق والإمتاع، والفارق بين التجربتين أن هذه البطولة تشكل باكورة أمل لمستقبل واعد مع مشاهدة تسابق الأندية الخليجية على التوقيع مع اللاعب العماني مجددا، فكان تعاقد الجزيرة الإماراتي مع لاعبي السويق محمد المسلمي وحارب السعدي أولى خطوات هذا الاستقطاب اللافت ومثل اقتناع إدارة النصر السعودي بأداء النجم المتفرد سعد سهيل خطوة نوعية أخرى في حين وجد سعيد الرزيقي الهداف والورقة الرابحة مكانا له في صفوف العربي الكويتي صاحب التاريخ العريق في الكويت، وخطف النادي الصاعد أحد السعودي الجوهرة محسن جوهر، وكان للشحانية القطري موقفها من انظمام نادر عوض بينما حافظ الأنيق أحمد كانو على ناديه المسيمير القطري، مع استمرار رائد إبراهيم في صفوف فاليتا المالطي ، ويبقى التحدي أمام لجنة المنتخبات في تأمين استمرار فرص الاحتراف لهذه المجموعة بالإضافة للبحث عن أفق أكبر لالتحاق مزيد من اللاعبين بالدوريات الخارجية لما يمثله هذا الحضور من قيمة مضافة لصورة المنتخب وشكل أدائه النهائي عندما تبدأ مرحلة الاختبار الفعلي على بساط المنافسة في المحافل القارية والدولية، ولعل أقرب اختبار هو نهائيات آسيا 2018 الذي سيكون فيه لاعبو المنتخب مطالبون بأداء من نوع آخر يقفز فيه مستوى الطموحات من غاية الهيمنة الخليجية إلى حلم التتويج القاري الذي طال انتظاره.
متابعة مكثفة!
إن متابعة اللاعب المحترف عن قرب يعد أمراً في غاية الأهمية لتحقيق أجندة الجهاز الفني للمنتخب، ولعل التكليف الذي دفع به الهولندي بيم فيربك لمساعده وليد السعدي في الوصول للاعبين المحترفين في السعودية والكويت قبل إعلان التجمع الأخير استعدادا للقاء فلسطين في مسقط مثل خطوة إيجابية عكست طبيعة الرؤية الواضحة إزاء الدور الذي تلعبه مثل هذه المتابعات في تقديم نتائج إيجابية على المستوى القريب والبعيد معا، كما عكست هذه المتابعة حرصا لافتا على عدم ترك اللاعبين بتجربتهم الفنية الجديدة بعيدا عن أضواء التحفيز والمساندة وتقديم جملة من الملاحظات التي من شأنها الحفاظ على اللاعب المحترف الذي يمثل ركيزة لتوهج المنتخب في قادم اللقاءات، وما يفترض أن يتم التركيز عليه بصورة أكبر يتمثل في تقديم رؤية دقيقة تعزز مبدأ الالتزام لدى اللاعبين ومضاعفة الجهد والاشتغال على الذات بما يفتح أفق أوسع للاعب المحترف في تجارب المواسم المقبلة.
تحدي وقلق!
تشكل تجربة النجم المحترف في صفوف الهلال السعودي علي الحبسي وقبلها في العديد من الأندية الإنجليزية ” أيقونة ” ملهمة للعديد من الشبان اللاعبين الجدد، ومعها يمكن أن يحول المحترفون الجدد هذه التجربة إلى منهاج كروي وخطة سير واضحة للمضي قدما في تجاربهم مع اختلاف الظروف والإمكانيات بالطبع، لكن المؤكد أن خطاً ثابتاً واحداً يقوم على الاجتهاد وعدم التوقف عند سقف معين هو ما يمكن استلهامه، بالإضافة إلى تحديات عدم ارتداء ثوب النجومية الكاملة والتوشح بوشاح الغرور باعتبارها أقصر الطرق لنهاية مشوار أي لاعب بصورة مبكرة، علما أن وجود 6 أسماء دفعة واحدة انتقلت في نصف موسم كروي إلى الدوريات الخارجية يشكل دفعة كبيرة للجهاز الفني للمنتخب فقط مع إدارك كيفية الحفاظ على هذا الحضور وتعزيزه لمنع تحدي أن تكون هذه الصفقة المغرية بالنسبة للكرة العمانية مجرد طفرة صنعتها نشوة الحصول على اللقب الخليجي صاحب الجماهيرية والشعبية الأوسع في المنطقة، وهو الأمر الذي يلقي بمسؤولية وافرة على كاهل الجهاز الفني واللاعبين المحترفين معا، وعليه فإن الحاجة ماسة في استغلال هذه الفرصة بصورة مثالية باعتبارها لاتشكل نافذة للانطلاق إلى واقع أفضل فحسب، ولكنها تعد خطوة ضرورية لتعزيز الصورة الإيجابية للموهبة الكروية العمانية على نطاق أوسع، الأمر الذي يستوجب معه اشتغالاً حقيقا من قبل الجهات المعنية في الاتحاد العماني لكرة القدم حتى لا يجد النجوم الجدد أنفسهم وقد وقعوا في محظورات الاحتراف القائمة على تكرار خطأ اللاعبين ممن لم يحسنوا استغلال الفرص بشكل جيد، وحتى لا تكون الخسارة مشتركة بين اللاعب والجمهور والجهاز الفني للمنتخب على السواء.