السيب- ظفار..القمة العادلة

توووفه- ترياء البنا

اعتبرها الجمهور مواجهة الموسم والتي ستحدد ملامح البطل، ولكنها خالفت كل التوقعات لتترك الوضع كما هو، ودون أن تسعد طرفا وتحزن الآخر، كان الجميع ينتظر أن يحقق أحد الفريقين هدفه، فالسيب إذا تمكن من الفوز يكون قد حسم اللقب بنسبة كبيرة باعتباره لقاء الست نقاط، وإذا استطاع ظفار الظفر بالنقاط الثلاث يكون قد اقترب كثيرا من السيب ليشكل ضغطا كبيرا عليه، ويحيي آماله في تحقيق اللقب الثاني تواليا.

ورغم أن السيب دخل اللقاء بفرصتي المكسب أو التعادل، إلا أن الأمور بدت مغايرة مع صافرة قاسم الحاتمي، حيث إن ظفار لم يمهل منافسه الفرصة وقبض على الدفة بيد من حديد منذ الدقيقة الأولى، وبدأ بهجمة منظمة انتهت بركلة حرة لقاسم سعيد على الجهة اليسرى، استمرت مجريات الشوط باستحواذ تام لظفار وهجمات متتالية من الجهة اليسرى النشطة، وسط غياب التركيز من لاعبي السيب ولكنهم نجحوا في التصدي لهجمات الزعيم المتتالية،وسط انفعال شديد من برونو ميجيل المدير الفني للسيب والذي وقف على الخط ساخطا على أداء لاعبيه.

ابتسم الشوط الأول للزعيم أداء ونتيجة، فحتى الدقيقة 28، كان الاستحواذ التام له مع 4 ركنيات، ولم يصل السيب للمرمى كثيرا وغلبت الخشونة على أداء لاعبيه، حتى أن الركنية الأولى له جاءت بعد نصف ساعة كاملة من بداية اللقاء، حتى جاءت الدقيقة 39، ومن خطأ فادح لأحمد الرواحي استغله عمر المالكي محرزا الهدف الأول للزعيم، وينتهي الشوط بتلك النتيجة وسط حسرة من جماهير السيب.

ومع بداية الشوط الثاني بدت الأمور مختلفة تماما وكأن مباراة أخرى قد بدأت، حضور قوي للإمبراطور، فأن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي، بدأ السيب الشوط بهجوم ضاغط وشكل الخطورة منذ الهجمة الأولى التي تصدى لها الرشيدي بشكل استعراضي، ظهرت الخطورة الحقيقية للسيب مع الدقيقة 54، وانتهت بركنية، استمر الشوط باستحواذ للسيب وأفضلية في كل أرجاء الملعب، وخاصة الجهة اليسرى التي نشطت كثيرا.

وجاءت الدقيقة 67 والتي كان من الممكن أن تحمل الخبر السعيد لجماهير السيب التي ملأت المدرجات، حين لمست الكرة يد مدافع ظفار وطالب لاعبو السيب الحكم باحتساب ركلة جزاء، ولكن الحاتمي أشار باستكمال اللعب.

رغم ذلك ظلت الأفضلية للسيب، وبهجمات افتقدت للمسة الأخيرة، حتى وصلت الدقيقة 80 حاملة ما يسر جماهير الإمبراطور، ومكافأة للاعبين الذين دخلوا الشوط الثاني وكلهم عزيمة وإصرار على العودة للقاء، بهدف التعديل عن طريق جيبولا.

جاءت المباراة عادلة في كل شيء، شوط أول امتلكه ظفار وحقق فيه مبتغاه، وشوط ثان شهد عودة البطل الذي أظهر شراسة ليقول لن أفرط في اللقب بسهولة، مباراة ارتقت بالفعل لتكون لقاء قمة، إلا أنها أبت أن تكون الحاسمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى