الرعاية الرياضية “رفاهية” خلال أزمة كورونا

(د ب أ)- توووفه

في الأوقات العادية، ربما يمر خبر توقيع نادي آينتراخت فرانكفورت الألماني لكرة القدم عقد رعاية جديد لملعبه مع (دويتشه بنك) دون أن يلاحظه أحد، لكن الإعلان عن الصفقة في تلك الأوقات العصبية بمثابة مفاجأة، خاصة وأنه يتعارض مع الاوضاع الاقتصادية السائدة في ظل توقف النشاط الرياضي في مختلف أنحاء العالم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد(كوفيد -19).

ويأتي إعلان آينتراخت فرانكفورت عن العقد الجديد لرعاية ملعبه، بعد حديث كلاوس فيلبري الرئيس التنفيذي لنادي فيردر بريمن الألماني مؤخرا عن اقترابه من توقيع عقد مع “راع رئيسي حالي”.

ويبدو أن وضع فرانكفورت وبريمن، اللذان ينافسان بالدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليجا) استثنائي، حيث يرغب عدد قليل من الرعاة الالتزام بصفقات جديدة في مجال الرياضة في الوقت الراهن.

وصرح ستيفان ألتهوف رئيس رابطة “إس 20” للرعاة الألمانية “نأسف بطبيعة الحال للتأثيرات التي تحدثها أزمة كورونا على الرياضة”.

أضاف ألتهوف “وفي الوقت نفسه ، يناقش الأعضاء السيناريوهات المحتملة بشكل فردي والخيارات التي يمكن تصورها لكل من شراكاتهم فيما يتعلق بعواقب فيروس كورونا.”

تتأثر الجهات الراعية بالفيروس، الذي أودى بحياة الآلاف في مختلف أنحاء العالم، على مستويين على الأقل.

أولا، هم لا يعرفون متى سيتم السماح لأنديتهم ولاعبيهم باستئناف عمل العلاقات العامة خلال فترة توقف النشاط الرياضي في معظم أنحاء العالم.

من ناحية أخرى، ربما يتعرضون للضرر من الأزمة نفسها باعتبارها مؤسسات تجارية.

وبينما سيكون الضرر أقل على سلسلة متاجر السوبر ماركت مع استمرار قدرة الأشخاص على التسوق لشراء البقالة، فإن الوضع يبدو مختلفا تماما لشركات المراهنات الرياضية أو متاجر التجزئة الفاخرة التي يتعين إغلاقها.

ومن المرجح أن تقلل الشركات، التي تتحول إلى العمل بدوام جزئي ويتعين عليها توفير الأموال حيثما أمكن، من أنشطة الرعاية الخاصة بها في الوقت الحالي، حيث سيكون من الصعب إقناع موظفيها القلقين بضخ أموال في قطاع الرياضة.

ويلخص مانفريد شوابيل، رئيس نادي أونترهاخينج، المنافس بدوري الدرجة الثالثة الألماني، ما يعتقده العديد من الرعاة في الوقت الحالي.

وقال شوابيل بعد قرار شركة (فروستكرون تيفكويلكوست) الراعي الرئيسي لناديه فسخ العقد قبل نهايته “الرعاية بمثابة رفاهية – وظائف الموظفين وبطبيعة الحال صحتهم ينبغي أن تكون لها أولوية مطلقة”.

ولكن هل يمكن للأزمة الحالية أن توفر فرص رعاية؟

وقال كريستوف بروير أستاذ الاقتصاد الرياضي بالجامعة الرياضية الألمانية في مدينة كولونيا “مازالت بوندسليجا لديها القدرة على جذب المستثمرين. بصفتك الراعي الرئيسي للنادي ، على سبيل المثال ، يمكنك إحضار قناع وجه إلى السوق”.

وتابع “كرة القدم هي الرياضة الأكثر جذبا للرعاة. من المحتمل أن تعاني كرة القدم وبوندسليجا من تلك الأزمة بشكل أقل من الألعاب الرياضية الأصغر”.

وربما يشعر فرانكفورت وبريمن باستقرار مالي حاليا، لكن نادي بوروسيا مونشنجلادباخ، الذي يلعب في بوندسليجا أيضا يتطلع لعودة النشاط في أقرب وقت ممكن بعد انتهاء التعليق الحالي في 30 نيسان/أبريل الجاري، حيث أن اللعب بدون جمهور سيساعد في تخفيف التأثير المالي.

وقال جويدو أوهلي مدير الرعاية في جلادباخ لموقع النادي الألكتروني الرسمي “من الناحية العملية فإن الرعاية بمفردها ستقلل من الضرر بنحو 70% مقارنة بسيناريو انتهاء الموسم اليوم”.

وسوف تساعد العودة إلى نوع من الحياة الطبيعية أيضا في حل مشكلة أخرى لجلادباخ الذي يبحث عن راع رئيسي له للموسم المقبل.

وأضاف أوهلي “بعض الشركاء في المفاوضات طلبوا منا تعليق المحادثات في الوقت الحالي لاسباب مفهومة”.

وربما لن يكون جلادباخ وحده الذي يعاني من تلك المشكلة، فوفقا لمجلة “سبونسرز” المعنية باخبار الرعاية ، فإن حوالي 20% من أهم عقود الرعاية في القسمين الأول والثاني لكرة القدم الألمانية سوف تنتهي بعد موسم 2019 / 2020.

وصرح الخبير الاقتصادي الألماني كريستوف بروير “يمكن توقع انخفاض الطلب مؤقتا على الرعاية وكذلك دفع مبالغ أقل لعقود الرعاية”.

ورغم ذلك، فإن بروير يعتقد أنه من غير المحتمل أن يستمر الانكماش، على افتراض تراجع أزمة فيروس كورونا.

أوضح بروير “بمجرد أن يتحسن الوضع الاقتصادي ، فمن المحتمل أن يتعافى الجميع مرة أخرى”.

ويتعين على الفرق الرياضية أن تأمل ألا يكون إعلان فرانكفورت عن راعٍ جديد للملعب اتفاق الرعاية الرئيسي الوحيد هذا العام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى