كريم بنزيمة .. لونها الليلة رمادي ..!

تحليل – محمد العولقي

يثير المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة عاصفة من التباينات حول مسيرته الكروية داخل الملاعب، سواء مع ريال مدريد أو مع منتخب فرنسا ..

هذه حقيقة جعلت العالم ينقسم حول أهمية بنزيمة اللاعب و المهاجم، بين قليل من المؤيدين و كثير من المعارضين ..
لكن الحقيقة الوحيدة التي يتفق حولها المهووسين بكرة القدم على سطح البسيطة أن كريم بنزيمة يلعب بلسانه المتبري منه خارج الملاعب، فيوقع نفسه في شر المتاعب ..

دأب كريم بنزيمة على إذكاء نار التصريحات غير المنطقية دون مسوغات قانونية تستدعي الاستعانة بلسانه الحاد ..

و الأهم من ذلك أن مهاجم ريال مدريد الذي توجه جمهور ريال مدريد اللاعب الأول عالميا على مستوى إهدار الفرص السهلة يثير الكثير من الزوابع حول لاعبين زاملهم و زاملوه مع منتخب فرنسا بالذات ..

يتناسى كريم بنزيمة أنه ملك المفلتين للفرص السهلة، وسيد المهدرين داخل منطقة الجزاء، و أنه تسبب مرارا وتكرارا في تصدير النوبات و الجلطات القلبية لعشاق ريال مدريد ، يداري كل هذا الاستهتار بضحاياه فينبش في دفاتر الماضي مع منتخب فرنسا تماما كما يفعل التاجر الهندي عندما يفلس ..

وكريم بنزيمة لا يراعي العيش و الملح ، ولا يراعي مشاعر أكثر من مليار يهددهم وباء كورونا الفتاك ، ولا يبالي كثيرا رغم أن فيروس كورونا قريبا منه في مدريد ..

ولأن الفاضي يعمل قاضيا كما يقول مثل قديم حكيم، فقد راح كريم بنزيمة ينبش في مقارنات لا أساس لها مع زميله السابق في منتخب فرنسا أولوفيه جيرو مهاجم تشيلسي الإنجليزي ..

لماذا اختار بنزيمة زمن كورونا ليفتح جبهة حرب عبثية مع جيرو ..؟

لماذا هبت جائحة بنزيمة في وجه جيرو بالذات، رغم أن مهاجم الديوك لم يكن سببا في إقصائه المرير عن منتخب فرنسا منذ ما يقارب الأربع سنوات ..؟

 أزمة بنزيمة النفسية ..

جيرو

تصرفات كريم بنزيمة و تفانيه في فتح جبهات حرب مع زملائه في منتخب فرنسا ، ربما كانت نتاجا طبيعيا لما يعانيه مهاجم ريال مدريد من تجاهل ديديه ديشامب وعدم دعوته لتمثيل فرنسا دوليا ..

قبل أربع سنوات أثار بنزيمة عاصفة من ردود الأفعال الغاضبة عندما اتهم بممارسة عمل غير أخلاقي بحق زميله القزم ماتيو فالبوينا ..

وجه القضاء الفرنسي للمهاجم بنزيمة تهمة ابتزاز فالبوينا في شريط إباحي ، من يومها و كريم بنزيمة يغرد وحيدا في ريال مدريد بعيدا عن سرب المنتخب الفرنسي..

تسكن المرارة حلق وقلب مهاجم الميرنجي على خلفية الفوز بكأس العالم بروسيا قبل عامين بدون كريم بنزيمة، الذي خسر موقف الرأي العام في فرنسا والفضل في ذلك يعود لممارساته الخاطئة و تصريحاته الانفعالية التي تزيد طين عودته لتمثيل فرنسا بللا ..

مدرب منتخب فرنسا ديديه ديشامب قرر بعد التشاور مع رئيس الاتحاد الفرنسي عدم الاعتماد على بنزيمة مجددا حفاظا على وحدة المنتخب ..

كان قرار ديشامب من وجهة نظر كريم طعنة غادرة بنصل حاد في موضع القلب تماما ، أما الطعنة التي أفقدت كريم توازنه و صوابه معا فتمثلت في الاعتماد الكلي و الدائم على المهاجم البطيء أولوفيه جيرو رغم تقدمه في السن ..

دخل كريم بنزيمة متاهة حقيقية مع رئيس الاتحاد الفرنسي و تبادل معه الانتقادات القاسية ، وكان بهذا الجدل يقطع شعرة معاوية بينه وبين ديشامب والمتعاطفين مع عودته الدولية ..

عانى منتخب فرنسا من عقم هجومي في المونديال وبعده ، ولولا عبقرية الفيراري كليان مبابي و انتهازية أنطوان جريزمان لما فازت فرنسا بكأس العالم ..

هذا الأمر أنعش أحلام كريم بنزيمة بالعودة مجددا لقيادة هجوم فرنسا على حساب تصفية جيرو، الذي خسر مركزه كلاعب أساسي مع تشيلسي الإنجليزي ..

ظل بنزيمة ينتظر على أحر من الجمر دعوته مجددا و إعلان التوبة ، لكن لا القضاء الفرنسي ساعده عمليا ، و لا ديشامب أرسل إشارات توحي بتغيير وجهة نظره في مهاجم ريال مدريد ..

تلاسن في سن التقاعد ..

على أبواب الثانية والثلاثين عاما يقف كريم بنزيمة على حافة التقاعد ، لكنه عندما يفكر في الأمر من زاوية ديشامب يرفع إيقاع التحدي إلى الدرجة الحمراء ..

بعد شهرين على الأرجح سيطفئ أولوفيه جيرو شمعته الثالثة والثلاثين ، وهذا السن في عرف كرة القدم سن اليأس الكروي دوليا ..

كريم مات من الغيظ من هول هذه المفارقة ، فرغم أن جيرو شاخ تماما و يعاني من بطالة حقيقية مع تشيلسي الإنجليزي إلا أن ديشامب يواظب على الاعتماد عليه مهاجما كليا إلى جوار كليان مبابي و أنطوان جريزمان ..

ربما كان لغضب كريم ما يبرره ، على أساس أن جيرو كان خيال مآتة في بطولة كأس العالم ، ولم يسجل طوال سبع مباريات لعب فيها أساسيا ، ولم تكن له حسنات في تتويج فرنسا سوى تمريرة حاسمة يتيمة سجل منها مبابي هدفا في مرمى الأرجنتين ، عدا ذلك كان تواجد جيرو مع فرنسا مثل عدمه ..

غباء بنزيمة الفاحش دفعه للتصادم مع جيرو ، في وقت يفكر فيه ديشامب بعزل جيرو عن المنتخب وإتاحة الفرصة أمام آخرين مثل موسى ديمبلي و وسام بن يدر و الصاعد ريان بن شرقي ..

في ليلة رمادية أقتنع فيها كريم أنه خارج حسابات ديشامب نهائيا بحكم عامل السن، توج مشواره الاستفزازي بالسخرية من جيرو حتى وهو يقبع في الحجر الصحي ..

على إنستجرام وصف كريم بنزيمة نفسه بأنه سيارة فورمولا ون ، وشبه جيرو بأنه سيارة كارتينج ، متسائلا :
هل تجوز المقارنة منطقيا بين سيارة فورمولا ون وسيارة كارتينج ..؟

دق بنزيمة الباب فلقي الجواب السريع من جيرو نفسه ، الذي علق على حسابه قائلا :
نعم أنا سيارة كارتينج ، لكني فزت بكأس العالم ، فماذا عن سيارة فورمولا ون ..؟

ولم يقف جريزمان متفرجا على عملية التلاسن التي بدأها كريم بنزيمة دون سابق إنذار ، فتضامن مع جيرو قائلا :
أحب جيرو كثيرا وأقدره ، إنه لاعب جيد ساعدنا في الفوز بكأس العالم 2018 في روسيا ..

حري بكريم بنزيمة ربط لسانه من لغلوغه وتجنب التصريحات الاستفزازية و العبثية في حق زملائه الفرنسيين ، فلا أحد يأخذ زمنه وزمن غيره ، فهناك حقيقة واحدة لا يستطيع كريم تجاوزها ، لقد فاته القطار دوليا ، ليته يصغي للفنان راشد الماجد وهو يغني : لونها الليلة رمادي ..

هل تفهم يا كريم .. طويت صفحتك الدولية مع الديوك نهائيا، ومع سبق الإصرار والترصد ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى