صلالة- توووفه
فوزي بن بشير الدوربين مايسترو منتخبنا الوطني والأندية التي لعب لها، حيثما حل دائما يترك أثرا إيجابيا، قدم خلال مشواره الكروي الكثير للكرة العمانية وكان خير من مثل اللاعب العماني خلال مشوار احترافه، ولاشك ذلك الحضور الإيجابي لم يأت من فراغ بل لما يملكه الدوربين من إمكانيات فنية أمتع بها الجميع لذلك أقدمت توووفه على إجراء حوار معه عن مشواره الكروي وما حققه من إنجازات.
حدثنا عن مشوارك الكروي وما حققته من إنجازات مع الأندية والمنتخبات الوطنية.
راض كل الرضى عما حققته خلال مشواري، بدأت مع نادي النصر وللأسف لم أتمكن من اللعب معه لفترات طويلة بسبب الاحتراف حيث كانت البداية عام 99 مع النصر ولعبت له خمسة مواسم، حققت بطولتي كأس وبطولتي دوري، والتي تعتبر إنجازات طيبة خلال تلك الفترة القصيرة، احترفت بنادي الاتفاق عام 2004م بعد بطولة كأس الخليج التي أقيمت في الكويت، ومن ثم انضممت لنادي الوكرة ثم القادسية وحققت بطولة الدوري وكأس الأمير، ولعبت مع الغرافة وحققت بطولة الدوري، ثم كاظمة لعبت معه موسما ووصلت معه إلى نهائي كأس الأمير، ومن ثم احترفت في صفوف بني ياس لخمسة مواسم وكانت محطة احترافية صعبة وكانت أفضل فترات احترافي، فلم يكن من الأندية المرشحة، ثم أصبح من الأندية المنافسة على البطولات وحققت معه المركز الثاني في بطولة الدوري وكأس رئيس الدولة، وخضت تجربة تالية بنادي الظفرة لمدة موسم، وبعدها مع عجمان وحققت معه بطولة كأس الاتصالات وهي البطولة الأولى له، وكان لي الشرف أن أحمل هذه الكأس تكريما لما قدمته، بعد هذه الحقبة الاحترافية التحقت بنادي ظفار لموسم ووصلنا إلى دور الأربعة ببطولة الكأس، بعدها أغلقت مشواري الرياضي والذي أعتبره إيجابيا خلال 15 عاما.
أما بالنسبة للمنتخبات فهو مشوار إيجابي وتشرفت بأن أكون ضمن عناصر المنتخب، مررت بأجيال كثيرة حتى قبل الجيل الذهبي وحققنا بطولة كأس الخليج والتي تعتبر الأهم للجمهور العماني، ولكن عندي وجهة نظر في هذا الموضوع كوني لاعب عندما أشاهد المنتخب الوطني في السبعينيات والثمانينيات منتخب عمان في أسفل الترتيب ولكن حاليا أصبحنا منافسين في مختلف البطولات، تشرفت بأن أكون ممن ساهم فيما وصل إليه المنتخب كمنافس وهذا الأهم في مسيرتي الرياضية، وأفتخر بأنني لعبت أكثر من 150 مباراة دولية وأغلب المباريات كانت جيدة، ولكن الأبرز مباراة كوريا الجنوبية التي أقيمت في مجمع قابوس الرياضي وانتهت بفوزنا 3-1، وهي بالنسبة لي حلم بأن نتغلب على منتخب كوريا كونه خلال تلك الفترة رابع كأس العالم وهذا يعتبر إنجازا كبيرا، ومن خلالها العالم تعرف على منتخبنا.
بالنسبة للأندية هناك مباريات كبيرة خضتها، فمع القادسية لعبنا بطولة كأس آسيا أمام العين في تصفيات دور الأربعة وحققنا الفوز وتأهلنا، مازالت عالقة بذاكرة جماهير القادسية.
تواجدت في الجهاز الإداري لظفار والنصر حدثنا عن تلك التجربة.
شرف لي أن أكون إداريا في أعرق الأندية العمانية النصر وظفار، وأقدم شكري لكل من ساندني خلال تلك الفترة كبدر الرواس رئيس نادي ظفار السابق وعامر الشنفري رئيس نادي النصر، ولاشك أن الجانب الإداري مختلف، فالعمل الإداري اكثر مسؤولية وأكثر تخطيطا كونك مسؤول عن أكثر من 30 لاعبا وجهاز فني وفي كل الظروف نكون في الواجهة، كانت تجربتي الإدارية الأولى مع ظفار ممتازة استفدت منها الكثير من خلال الاحتكاك بمدربين كبار ولاعبين من مختلف الأعمار، خبرتي ساعدتني في كيفية التعامل مع هذه الفئات، ثم مع النصر الذي ترعرعت فيه منذ نعومة أظفاري وبرزت من خلاله، له الفضل الكبير على فوزي بشير لذلك كرست وقتي وضحيت بالكثير من خلال التواجد في النادي قبل الجميع والخروج آخرهم، وتواجدت مع النصر لثلاثة مواسم وحققنا بطولة الكأس وكأس السوبر عام 2018، بعدما كان النصر بعيدا عن البطولات حيث حقق آخر بطولة عام 2005، ومن ثم المشاركات الخارجية، النصر ناد عريق غيابه عن المشاركات الخارجية شكل علامة استفهام كبيرة خلال السنوات الماضية، شاركنا في البطولة الآسيوية والبطولة العربية وهذا أمر إيجابي، التعامل مع اللاعبين أمر ليس بالسهل كون الأندية تفتقر إلى الكثير من الجوانب المادية، واللاعبون هواة لا يملكون الاحترافية والتفريغ لمزاولة اللعبة وهذه الصعوبة مع جميع الأندية، عملت بإخلاص وأمانة وأتمنى التواجد مع المنتخبات الوطنية مستقبلا.
هل انت راض عما قدمته خلال مشوارك الكروي؟
بكل ثقة وبكل تواضع أكيد، أجد الإشادة من الجميع لما قدمته، وأتمنى من اللاعبين المتواجدين حاليا في المنتخبات أو الأندية بذل قصارى جهودهم لتحقيق إنجازات حتى تظل أسماؤهم خالدة في أذهان الجماهير.
ما صعوبات العمل في الأندية؟
أي عمل لا يخلو من الصعوبات والنقطة المهمة والأساسية تتمثل في الاحتراف الحقيقي والذي تفتقر إليه الكرة العمانية، فمنظور الاحتراف يختلف عن المنظور المتبع حاليا، على سبيل المثال لجان الأندية، من المفترض أن تمنح المهام لأصحاب التخصص من كوادر أكاديمية ومدربين ولاعبين، ولكن للأسف الشديد هنالك خليط الكل يريد أن يكون صاحب قرار، سواء من مجلس الإدارة أو المقربين ما أثمر عن الكثير من الإقالات لمدربين ومحترفين، وهذا يدل على عدم وجود عقلية احترافية، لذلك يفترض وجود لجنة فنية تعنى بالأجهزة الفنية والمحترفين ولكن إدارات الأندية هي من تأخذ القرارات الفنية.
اما النقطة الثانية والمتمثلة في اللاعبين، وللأسف الشديد اللاعب موظف وعندما يتواجد اللاعبون معك في جميع الحصص التدريبية لاشك سوف ينعكس ذلك عليهم في أرضية الملعب وتحقيق النتائج الإيجابية، فالمدرب المحترف لا يرضى بتواجد عشرة لاعبين في الحصص التدريبية ويعتبرها استفزازية ولذلك على إدارات الأندية أن تضع كوادر متخصصة فنيين وإداريين حتى يقوم كل فرد بعمله التخصصي ولاشك أن هذا يضعنا على الطريق الصحيح ونحقق النتائج الإيجابية أكثر مما تحقق في الفترات السابقة.
عاصرت جيلين ما الفوارق بينهما؟
فرق كبير بين الجيلين الأول كان عندنا حب للنادي وكرة القدم، نحترم الكبير والأجهزة الفنية ولم نفكر في الجانب المادي كثيرا، كان تفكيرنا ينصب على كيفية تحقيق إنجاز، أما اليوم تغير مفهوم كرة القدم يمكن أن نسميه دخيلا على الكرة العمانية إذ إن الكرة العمانية ليست جاهزة للاحتراف وللأسف ضوابط الاتحاد الآسيوي أصرت على الاتحاد العماني بتطبيق الاحتراف الجزئي وحتى الاحتراف الجزئي لم نتمكن من تطبيقه كون الجيل الحالي يفكر في المادة والمصالح الشخصية أكثر مما يفكر في تحقيق إنجاز للنادي، بدليل التنقلات المتعددة للاعب بين الأندية وهذا ليس في صالح الكرة العمانية أو اللاعب نفسه، اليوم معظم الأندية تعاني كثيرا من هذا الجانب، والجانب المادي فإذا أردت أن تحقق إنجازات عليك أن توفر المال الكثير من أجل استقطاب لاعبين محليين أو محترفين وكذلك مدرب على مستوى عال، ولكن هذا غير موجود في ظل الاحتراف الحالي، وأعتقد هنالك فارق بين الجيلين فمن وجهة نظري الجيل الأول أفضل في ثقافة اللاعب وكيفية تحقيق بطولات بأقل موارد مادية.
ما رأيك حول ما قدمته أندية محافظة ظفار بشكل خاص وأندية السلطنة بشكل عام في مختلف استحقاقات الموسم الحالي؟
ما قدمته أندية المحافظة ظفار والنصر ومرباط هذا الموسم متوسط، المنافسة انحصرت بين ناديي السيب وظفار في الدوري، وهذا ليس في صالح الكرة العمانية أو الاتحاد العماني، فكلما كان التنافس بين أكثر من أربعة أندية يمنح الدوري متابعة وضخامة أكثر، وينعكس على المنتخبات الوطنية، مرباط لم يكن في وضعه الطبيعي هذا الموسم، فقد دخل في الكثير من الإشكاليات المادية ومع اللاعبين فكانت النتيجة هبوط الفريق، أما النصر عمل بشكل صحيح بداية الموسم باستقطاب لاعبين محترفين ومحليين ولكن في النهاية لم يحقق الهدف المراد كونه بعيدا عن المنافسة في الدوري، وخروجه من الكأس على يد العروبة، لذلك لايعتبر موسما جيدا للنصر، يعرف الجميع أن ظفار يملك لاعبين دوليين، لذلك مازال ينافس على بطولتي الدوري والكأس وكذلك البطولة الآسيوية.
من وجهة نظرك ماذا يحتاج دورينا ليكون في مصاف الدوريات الأخرى؟
لاشك أن حلم كل عماني أن يشاهد دورينا في مصاف الدوريات الأخرى، ولذلك فإنه يحتاج إلى الكثير من العمل وبذل جهود من الجميع وأتمنى أن نشاهد الدوري في تطور من خلال تكاتف جميع المؤسسات الحكومية والخاصة حتى نرقى بدورينا إلى الأفضل.
لديكم أكاديمية تحمل اسم الدوربين ما الصعوبات التي تواجهكم؟
الأكاديمية تحمل اسما غاليا علينا جميعا اسم العائلة، أكاديمية الدوربين هي أكاديمية بسيطة تضم مدربين من صفوة اللاعبين المتواجدين في المحافظة وتجمع اللاعبين الصغار لتعليمهم أساسيات اللعبة، يديرها نادر سعيد دوربين بالتعاون مع فهمي سعيد دوربين ومجموعة من الشباب، الأكاديمية مفتوحة بشكل مبسط وأتمنى مستقبلا أن تتطور، تحتاج إلى ضوابط وملعب مستقل، وكوني رئيس فريق الشاطئ الأهلي وجميع الفرق الأهلية تطالب بالحصول على قطعة أرض ليعملوا بها منشأة تنعكس على اللاعبين الصغار لممارسة كرة القدم بالشكل الصحيح، طالبنا الجهات المعنية بمنحنا قطعة أرض ولكن للأسف الشديد الشؤون الرياضية في المحافظة لم تنظر لطلبنا بالشكل الإيجابي.
هل للفرق الأهلية دور يصب في مصلحة الأندية مع ذكر الأسباب؟
الأندية في المحافظة لم تأخذ الدور الفعال حتى تعكس الصورة الجيدة، وكما يعلم الجميع تأسيس اللاعب من الصغر سوف ينعكس على النادي والمنتخبات الوطنية بالإيجاب ولكننا في المحافظة مازلنا في بداية هذا المشروع ونتمنى في المستقبل أن يكون لها الفعالية الإيجابية، نناشد الشؤون الرياضية في المحافظة بمنح أراض للفرق الأهلية، بعضها حصل على أراض، ولكن الباقي مازال يطالب حتى يتمكن من إقامة منشأة، وهذا علامة استفهام كبيرة نتمنى حلها قريبا ونحن كفريق الشاطئ لدينا الإمكانية لإقامة المنشأة.
تدرجت في المراحل السنية بنادي النصر، هل هذا القطاع يحظي باهتمام الأندية وما الأسباب؟
النصر ناد كبير ومنجم لمخرجات لاعبين صغار، كثير من اللاعبين الكبار تخرجوا من هذا الكيان العريق والتحقوا بالمنتخبات، ولكن في الفترة الحالية وبسبب الاحتراف واستقطاب لاعبين من محافظات أخرى لم يعتمد النادي على لاعبيه بشكل أساسي فلم نشاهد الكثير من المخرجات في الفريق الأول ولكن هذا لا يمنع أن اللاعب الجيد سوف يفرض وجوده، نتمنى أن يكون هنالك اهتمام أكبر من إدارات الأندية من حيث تواجد مدربين جيدين وهذا في غاية الأهمية لهذه الفئة، والنصر لا يقل عن باقي أندية السلطنة في هذا الجانب.
هل الكرة العمانية تسير في الطريق الصحيح؟
بلى، بالرغم من الإمكانيات البسيطة فالكرة العمانية ليست منتخبات فقط بل أندية ومنشآت والكثير من الجوانب، في النهاية فإن المنتخب الوطني مرآة لعمل الاتحاد العماني لكرة القدم، بعد إخفاق كأس الخليج الأخيرة فإن الاتحاد صحح الكثير من الجوانب ونتمنى من اتحاد كرة القدم النظر في المسابقات خلال المرحلة القادمة من خلال المتابعة الجيدة حتى نسير بالشكل الصحيح مع الكرة العربية والآسيوية والعالمية في ظل ما تعانيه الأندية من عدة جوانب ووضع ضوابط تصحيحية لرقي الكرة العمانية.
شاهدنا غياب لاعبي محافظة ظفار عن المشهد الرياضي، من وجهة نظرك ما الأسباب؟
لاعبو محافظة ظفار غائبون عن المشهد الرياضي بالرغم من وجود الكوادر، لذلك نتمنى من الأندية والاتحاد العماني أن يمنح اللاعبين القدامى الفرصة والأهمية في تسيير الكرة خصوصا وأنهم يملكون الخبرات الكبيرة في هذا المجال ويملكون الرؤية التي سوف تصب في مصلحة الكرة العمانية بشكل عام.
ما أفضل مباراة وأسوأ مباراة خلال مشوارك الكروي؟
أفضل مباراة كانت مع المنتخب أمام كوريا الجنوبية في التصفيات الآسيوية وأسوأ مباراة أمام المنتخب البحريني في تصفيات كأس آسيا المؤهلة إلى الدوحة والتي خسرناها بهدف وذلك بعد تحقيق كأس الخليج في السلطنة.
كلمة توجهها للاعبين الشباب.
أي لاعب يتمنى أن يكون نجما ويصل إلى المنتخب ومن أجل تحقيق ذلك عليه الالتزام في الحصص التدريبية وأن يكون لديه الإصرار، وتقديم المستوى الايجابي مع ناديه، ما سينعكس على المنتخب مع اعتبار الكيان الذي ينتمي إليه هو المهم وأن يقدم أفضل ما لديه.
ما رأيك في قرار تأجيل استحقاقات كرة القدم إلى سبتمبر؟
أنا مع التأجيل كون الظروف الحالية لا تسمح بمزاولة كرة القدم، كل دوريات العالم تم تأجيلها، ولكنني لست مع إلغاء الدوري، هناك فرق تنافس على اللقب وأخرى تنافس على البقاء، بعد انقضاء هذه الجائحة سوف يستمر ما تبقى من الدوري وكل ناد يأخذ حقه.
كلمة للمجتمع في ظروف جائحة كورونا.
هذه الجائحة صعبة على الجميع والأهم اتباع إرشادات اللجنة العليا بالجلوس في المنزل والابتعاد عن التجمعات وأتمنى من الجميع الحرص على صحته وصحة من حوله حتى تزول هذه الجائحة وتعود الحياة إلى طبيعتها.
وفي الختام أتقدم بالشكر لصحيفة توووفه التي أصبحت من أقوى الصحف الإلكترونية في السلطنة لما تطرحه من مواد تخدم الرياضة بشكل عام من خلال الحوار الديمقراطي المنتهج.