توووفه- مسقط
تعقد الجمعية العمومية للاتحاد العماني لكرة القدم اجتماعها الدوري في مسقط وسط عدد من الملفات التي يتوقع مناقشتها، والتي تشكل جردة حساب لمرور عام ونصف من العمل على برنامج أعلن عنه، يقوم على تحقيق التغيير المنشود ، والالتزام بمبدا الشفافية ، وسط آمال وتطلعات لاتبدو حتى الآن مرضية لكافة الأندية الـ 44 التي من المفترض أن تشارك بفعالية في اجتماع اليوم، في حين يأتي الاجتماع قبل أيام قليلة على استقالة رئيس لجنة المنتخبات بالاتحاد العماني لكرة القدم محتفضا بمنصبه كنائب ثاني للرئيس، وهو الأمر الذي يجعل من الاجتماع صاحب خصوصية نوعية مذكرا بسخونته باجتماعات مجلس الإدارة السابق الذي لم يكن يخلو من شد وجذب في السابق.
شعبية جارفة
تتمتع لعبة كرة القدم في السلطنة بشعبية جارفة لذا فن كل ما يتعلق بها من جدل وتفاصيل تكون محط متابعة الجماهير الرياضية، وهو حال يعكس بصورة طبيعية مدى الاهتمام باللعبة من الناحية الشعبية، ويمثل اجتماعات عمومية القدم قمة الهرم الذي يستند عليه هذا الحضور باعتباره المسؤول الأول عن إدارة شؤون اللعبة، لذا فمن الطبيعي أن يجهز أعضاء العمومية نوتة ملاحظات على الأداء الإداري بشكل عام حول واقع اللعبة، وما يعتمل فيها من تحديات على أكثر من صعيد وهناك حديث عن أكثر من ملف يرغب أعضاء العمومية مناقشته، وهو حق متاح لكن الترقب الأبرز يكمن في كيفية التعامل مع هذه الملفات من قبل المسؤولين في مجلس الإدارة الذين يدركون أن المرحلة التي مرت تستدعي رؤية واضحة إزاء ما تحقق أو ما يفترض أن يتم الاشتغال على تحقيقه.
التسويق والعوائد
يعد ملف رفع العوائد المالية للأندية واحد من أبرز الملفات خصوصا وأن كرة القدم تستهلك النصيب الأكبر من حجم المصروفات العامة للأندية سواء في الإنفاق على الفريق الأول أو بقية الفئات السنية بالإضافة إلى التزامات الأجهزة الفنية والإدارية، ويبدو أن الجدل لايزال حاضر بشأن رفع هذه الإيرادات من خلال تفعيل برامج التسويق وعلى رأسها العائد من حقوق البث التلفزيوني الذي لا يزال دون مستوى التطلعات ويحتاج إلى آلية واضحة في حصول الأندية على عوائدها بصورة منتظمة، إلى جانب الرغبة في إيجاد منافذ أخرى في التسويق تساعد الأندية على الإيفاء بمختلف الالتزامات بحيث لا تجد هذه الأندية نفسها غير قادرة على تلبية متطلبات اللعبة فتعلن تجميد نشاطها الكروي، كما حصل مع نادي الخابورة على سبيل المثال، وكان مجلس الإدارة الجديد بقيادته قد وعد على تنويع عوائد التسويق، لكن الأمور راوحت مكانها في هذا الملف وسط ظروف متداخلة حدت من تحقيق خطوات إيجابية في هذا الاتجاه، لكن ما يجب على مجلس الإدارة جدولة الالتزامات المالية للأندية وتسديد نسبة عالية من التزامات سابقة بصورة دورية.
برمجة المسابقات
لعل من أبرز التحديات الأخرى التي يطالب مجلس الإدارة ال إجابة عنها يتمثل في تحدي برمجة المسباقات خصوصا دوري عمانتل “النخبة” الذي واجه التوقف في أكثر من مرة بالإضافة إلى ضغط برنامج الدوري عقب كل فترة إيقاف، وهو الأمر الذي عبرت فيه العديد من الأندية عن امتعاضها بسببه معلنة بأن الإيقافات من شأنها أن ترهق كاهل الأندية بالتزامات مالية مضاعفة وتحديدا إزاء رواتب اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، وهي حسابات تأتي في واقع مالٍ معقد أكثر من أي وقت مضى، وسوف يشكل هذا الملف ذروة النقاشات المحتملة حيث تحتاج المسابقات إلى فاعلية أكثر في سير منافساتها حتى مع وجود استحقاقات خارجية، بما يضمن الانتهاء من الروزنامة في الوقت المناسب، ويخفف الضغط على الأندية في خوض المنافسات بصورة عامة.
كأس الخليج
تمثل المنتخبات الوطنية قمة هرم التفاعل والنشاط الكروي في أي بلد ومعه يمكن الوصول اإى النتائج المرضية بالنسبة للجماهير الشغوفة، وكان لتحقيق لقب جديد في كأس الخليج منتصف يناير من العام الجاري وقع خاص عاش معه عشاق المنتخب لحظات فرح لاتنسى، ويشكل هذا الإنجاز أبرز الأوراق التي يمكن من خلالها امتصاص أية ردة فعل غاضبة من قبل الجمعية العمومية، حيث يبقى الرهان على الدوام لأي مجلس إدارة هو الوصول لمنصات التتويج، واللقب الذي تم تحقيقه في الكويت يعد واحداً من إنجازات اسستثنائية لا تتكرر بسهولة، لكن إلى أي مدى يستطيع هذا الإنجاز أن يغطي على فجوات إخفاق في ملفات أخرى، خصوصا وأن تطلعات الأندية لا تقف عند حد، كما أن واقع التغيير بصورة عامة استهدف بالدرجة الرئيسية الرغبة في تحقيق واقع مغاير أفضل مما كان عليه الوضع خلال السنوات الماضية.
خلافات واختلافات
يبدو أن مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم قد وقع في المحظور من خلال ظهور شيء من الخلافات الإدارية على السطح مؤخرا، وكان النائب الأول للاتحاد محسن المسروي قد أكد في حديث أن هناك اختلافات في وجهات النظر وليس خلافات بين الأعضاء كما يروج البعض، لكن استقالة النائب الثاني دفعت بواقع مغاير يستوجب العمل سويا مع العمومية لتنقية الأجواء وبما يمكن من ممارسة العمل الإداري المشترك بعيدا عن أي خلاف من شأنه أن يؤثر سلبا على مستقبل وواقع كرة القدم العمانية التي ستكون هي المتضرر الأبرز والوحيد من أي تصعيد في وجهات النظر بين قيادة وأعضاء المجلس على المدى البعيد.