صلالة- توووفه
رغم المدة القصيرة التي قضاها في الملاعب بسبب الإصابة التي أبعدته عن المستطيل الأخضر وبالرغم من محاولاته التغلب عليها إلا أن اللاعب الشاب لم يتمكن مم مواصلة مزاولة معشوقته كرة القدم، وحقق في تلك الفترة إنجازات عدة مع نادى مرباط إنه اللاعب يوسف بن محمد الجعدي أحد أبرز اللاعبين في خط الدفاع بنمور سمحان ومنتخب الناشئين، والذي يعمل حاليا بوزارة التنمية الاجتماعية، رئيسا لقسم الرعاية الخاصة بدائرة التنمية الاجتماعية بولاية مرباط.
توووفة أبت إلا أن تدخل حياه “أبو فهد” ليطلعنا على مشواره وإنجازاته التي حققها.
ما أبرز ما حققته خلال مشوارك الكروي؟
مشواري الكروي لم يكن طويلا في الملاعب الرياضية وخاصة في نادي مرباط نظرا لتعرضي للإصابة في أواخر عام 1991 وتوقفت عن اللعب تقريبا لمدة 4 مواسم متواصلة عانيت خلالها الأمرين، كذلك رحيل رئيس النادي الشيخ عوض بن بخيت العمري رحمه الله تعالى بتاريخ 20-3-1990.
وبعد التعافي من الإصابة التحقت مرة أخرى بالفريق خلال الموسم الرياضي 96-95 وعاودتني الإصابة للمرة الثانية ولعدم تمكني من العودة مرة أخرى للفريق قررت اعتزال اللعب بشكل نهائي.
بالنسبة للإنجازات خلال مشواري الرياضي كالتالي:
– التحقت بالمنتخب الوطني للناشئين في عام 1989 ولم أحقق أي إنجاز.
– مع نادي مرباط حققت بطولة الشباب على مستوى محافظة ظفار 1987، ومثلنا المحافظة والمنافسة على بطولة السلطنة للشباب وللأسف خرجنا من دوري الأربعة.
– في عام 1988 حصلنا على بطولة كأس الاتحاد العماني لكرة القدم وفزنا على نادي فنجاء بنتيجة 2/1، رغم أن نادي مرباط كان مقيدا بفرق الدرجة الثانية.
– في عام 1989 حصلنا على الوصيف في بطولة كأس صاحب الجلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه وخرجنا بركلات الجزاء الترجيحية في المباراة النهائية والتي حسمها نادي فنجاء لصالحه علما أن نادينا لا زال من ضمن فرق الدرجة الثانية في السلطنة في تلك الفترة.
– وفي نفس العام 90-89 حصلنا على بطولة الدوري العام لأندية للدرجة الثانية، وفي الموسم الرياضي 91-90 حصلنا على المركز الثالث في دوري عام السلطنة لأندية الدرجة الأولى.
من وجهة نظرك ماهي أسباب تدهور مستوى فريق مرباط هذا الموسم؟
أعتقد أن النادي لم يكن يملك الإمكانية للبقاء في الدوري لهذا المرسم من خلال النتائج السلبية والخسائر المتوالية التي تعرض لها وخاصة في أواخر المباريات، طبعا الأسباب كثيرة وعديدة من أهم الأسباب عزوف أبناء النادي بشكل ملحوظ عن الانضمام للفريق وأتوقع أن أي منطقة لا تخلو من وجود لاعبين أكفاء وقادرين على رفع المستوى الفني لفرقهم، فقط نحتاج لاكتشاف تلك العناصر ومنحها الفرصة المناسبة للمشاركة ضمن الفرق الموجودة وعمل خطة مناسبة لاحتواء اللاعبين لكافة المراحل العمرية للناشئين والشباب.
ومن ضمن الأسباب لجوء الإدارة للتعاقد مع عدة لاعبين من خارج السلطنة وداخلها وربما ليس لديها الإمكانيات المادية لتلبية وتغطية تلك الاستحقاقات مما انعكس ذلك سلبا على أداء ومستوى الفريق للموسم الحالي وهو حاليا في الطريق للنزول لأندية الدرجة الأولى.
ماهو سبب ابتعاد أبناء مرباط عن النادي في وقت هو بحاجة لهم؟
أبناء النادي موجودون ومتابعون للفريق في جميع البطولات ونادي مرباط معروف بجمهوره وأبنائة المخلصين، وبحكم أني لم أكن من ضمن الإدارات السابقة، وكذلك بعدي عن النادي منذ سنوات طويلة فلا أعلم الأسباب الحقيقية والجوهرية لذلك الابتعاد.
وكما يعلم جميعا أن الجمهور يتطلع دائما للنتائج والفوز تاركا خلفه الأسباب ودواعي الفوز المهم هو النتيجة الإيجابية للفريق، وفي الحقيقة فعلا يوجد تقصير كبير منا نحن كلاعبين سابقين في النادي، وطبعا مثل ما هو معروف النادي ينقصة الدخل المادي لإحضار اللاعبين سواء كانوا من خارج السلطنة أو اللاعبين المحليين.
ماذا يحتاج فريق مرباط الموسم القادم؟
يحتاج في المقام الأول لأبناء النادي سواء كانوا لاعبين أو إداريين ويحتاج لوضع خطة استراتيجية واضحة يستطيع من خلالها المضي قدما لخلق خامات من اللاعبين، ومرباط لديها طاقات شبابية هائلة وممتازة جدا ودائما لها نتائج مشرفة في البطولات المحلية على مستوى الناشئين والشباب والأولمبي، ولكن للأسف تلك الأسماء والمواهب تختفي خلال فترة زمنية قصيرة ربما لعدم وجود مدرب مختص بالفئات العمرية المتفاوتة وصقلها بشكل يتناسب مع إمكانياتها الفنية، فهذا الجانب مهم جدا لخلق عناصر شبابية لديها القدرة والإمكانيات الفنية للعب ضمن الفريق الأول مستقبلا.
كما يحتاج إلى أن نمنح لاعبينا من فئة الشباب والأولمبي الثقة وأم يتم دمجهم مع الفريق الأول حتي نكسر حاجز الخوف من النتيجة في ظل شباب لديه الإمكانيات الفنية.
وللعلم كأس الاتحاد سابقا الذي ينظمه الاتحاد العماني لكرة القدم على مستوى المحافظات وعادة يكون بعد نهاية الدوري ومن ثم يتأهل الأول من كل محافظة بالنسبة لنادي مرباط في العام 1988 أتذكر معظم اللاعبين اللذين لعبوا تلك البطولة في محافظة ظفار هم مم فئة الشباب، وأنا كنت من ضمن الفريق ومع ذلك فزنا على أفضل الأندية في ظفار وتأهلنا ووصلنا للنهائي مع فنجاء وتمكنا من الفوز على فنجاء بنتيجة 2-1، لذلك عندما تمنح الفرصة للشباب فحتما لن يخذلوك أبدا وخاصة إذا كانوا من أبناء النادي.
لماذا لم نشاهد يوسف الجعدي ضمن إدارات النادي؟
في الحقيقة معظم الإدارات السابقة عرضت على الانضمام لها ولكوني قد أنهيت مسيرتي الرياضية في وقت مبكر جدا بداعي الإصابة، فلم أرغب بالانضمام للإدارة وخاصة بعد وفاة رئيس النادي الشيخ عوض بن بخيت العمري الذي كان لنا الأخ الكبير والقائد الملهم للفريق ودائما ما كان يتابعنا ويهتم بكل صغيرة وكبيرة تخص اللاعب من جميع النواحي، وأذكر في فترة من الفترات منعني والدي رحمه الله من اللعب في النادي لكوني لازلت صغير السن وخوفهم علي من تعرضي لأي إصابة في الملعب، وبعد تدخل رئيس النادي الشيخ عوض العمري رحمه الله تمت الموافقة من قبل الأهل وانضممت للفريق مرة أخرى.
هل فئات المراحل السنية تبنى على أسس صحيحه في نادي مرباط؟
في السابق نعم كانت المراحل السنية تبنى على أسس ممتازة جدا فاللاعب في النادي يمر بمرحلة الناشئين ومن ثم الشباب والأولمبي إلى أن يصل إلى الفريق الأوّل وكانت هناك منافسات قوية جدا بين اللاعبين في نادي مرباط.
ومنذ العام 1984 مررت أنا شخصيا بتلك المراحل السنية من أشبال إلى أن وصلت للفريق الأول وعمري لم يتجاوز 17 عاما، وتلك المراحل السنية تعتبر من أفضل الفترات التي يمر من خلالها أي لاعب رياضي وتكون هي النواة الحقيقية للاعب ويستطيع المدرب من خلال وجود تلك المراحل أن يختار اللاعبين المجيدين من التجارب التي يمر بها اللاعب.
لاحظنا بأن الشماعة دائما ما يكون الجانب المادي. ماذا يتطلب لخلق دخل مادي يساعد إدارة النادي؟
بالطبع هذا شيء مؤكد إذا لم يوجد المورد المالي لأي نادي فمن أين لك أن تمنح الجهاز الفني واللاعبين حقوقهم المالية، ومثالا على ذلك عندما تسلم الشيخ هيثم بن عوض بخيت العمري رئاسة نادي مرباط في عام 2016، وبعد جهود كبيرة من الشيخ ودفع مبالغ سخية للتعاقد مع الجهاز الفني للنادي واستقطاب لاعبين دوليين ومحلين استطاع الفريق في نفس العام أن يتأهل لدوري عمانتل بعد أن أمضى مايقارب 20 عاما ضمن أندية الدرجة الأولى والثانية، ونظرا لظروف عمل الشيخ هيثم التي حالت دون استمراريته في رئاسة النادي بدأ مستوى الفريق ينزل تدريجيا إلى أن وصل للحالة التي تعلمونها، وحسب علمي لازال الشيخ هيثم يدعم النادي بشكل متواصل وهو الرئيس الفخري للنادي في الوقت الحالي.
نادي مرباط يمتلك مساحة كبيرة جدا لم يتم استغلال تلك المساحة الممنوحة للنادي بالشكل المطلوب لإمكانية استثمار ذلك وإيجاد دخل مادي مستمر يعود ريعه للنادي أسوة بمعظم أندية السلطنة.
كما أن دعم منتسبي النادي والجمهور ضئيل جدا للغاية ولا يمكن من خلاله اللحاق بالركب وفرق الصدارة. فالاستقرار المالي للنادي هو الحاضن المهم لدفع مستحقات الجهاز الفني واللاعبين دون أي تأخير.
ما رأيك في مسابقة الدوري وماذا يتطلب لتطويرها؟
السلطنه تزخر بالمواهب الشبابية في العديد من الألعاب الرياضية وليس كرة القدم فقط، فقد كان للشباب العماني الحضور المميز في العديد من الألعاب الرياضية، وما ينقص دورينا هو الاحتراف الحقيقي والفعلي للاعب حتى يستطيع أن يعطي كل ما لديه من طاقة وإمكانيات فنية.
فاللاعب العماني كثيرا ما يواجه العديد من المشاكل من جانب جهة عمله بسبب تغيبه المستمر عن العمل مثلا بحكم وجود عمله بمحافظة وناديه في محافظه أخرى فيصبح انتماؤه لنادي معين محفوفا بالمخاطر من إقالته من عمله فلا يستطيع أن يوفق بين النادي وجهة عمله “كالشخص المتزوج من امرأتين لايعرف من يرضي منهن”.
نتمنى إيجاد أكاديمية رياضية في محافظة ظفار تستقطب جميع مواهب أندية المحافظة مع إيجاد خبراء ومدربين دوليين لاختيار العناصر الملائمة للالتحاق بتلك الأكاديمية والعمل على صقل وتهيئة تلك المواهب وإلحاقها بالأندية والمنتخبات الوطنية المختلفة، حيث أن كرة القدم اليوم لم تعد كالسابق بل أصبحت علما ومنهجا يدرس.
كونك متابع للكرة العمانية ما هو رأيك فيما يقدمه منتخباتنا الوطنية، وماذا يتطلب لتطويرها الى الأفضل؟
الكره العمانية مرت بأفضل مرحلتين جميلتين لها وأتمنى أن تتكرر مرة أخرها.. المرحله الأولى عندما وصل منتخبنا الوطني للناشئين لكرة القدم 1995 لبطولة العالم في الإكوادور وحصل المنتخب على المركز الرابع على مستوى العالم وحصول اللاعب المجيد محمد عامر الكثيري على أفضل ناشي على وجه الأرض وهداف البطولة وأفضل لاعب في آسيا وأول لاعب عربي يشارك في سحب قرعة كأس العالم بفرنسا عام 1998 وحصوله على الاحتراف الخارجي لدى فريق اتلتيكو مدريد الإسباني وتم ربط الاحتراف الخاص باللاعب الكثيري بأربعة لاعبين آخرين في المنتخب وهذا شرط من الاتحاد العماني آنذاك مما جعل النادي يصرف نظره عن هذا الأمر والجميع يعلم قصة اللاعب محمد عامر الكثيري وما آلت إليه الأمور وانتهت الأسطوره العمانية للأسف الشديد باكرا وهي في أوج عطائها.
أما المرحلة الثانية بدأت تقريبا منذ العام 2002 عندما تعاقد الاتحاد العماني لكرة القدم مع المدرب التشيكي ماتشالا استطاع هذا المدرب وخلال فترة وجيزة من صنع منتخب عماني شاب قادر على مجابهة أي منتخب زرع في اللاعبين الرغبة في الفوز واللعب بشكل رائع وملفت حتى أطلق عليه سامبا الخليج، وخلق لدى اللاعبين الثقة والقدرة على الانتصار والرغبة في العطاء والفوز.
بالفعل هذا المدرب أحدث نقله نوعية لهذا المنتخب، حيث وصل المنتخب لأعلى تصنيف له في أعلى مرتبة له في تلك الفترة التصنيف العالمي رقم 50، وبعد تلك الفترة وإلى الآن لم يتمكن المنتخب الوطني من الاقتراب من ذلك التصنيف.
تمكن المنتخب من الصعود لأول مرة في تاريخه لنهائيات كأس أمم آسيا بالصين العام 2004، وتأهل أيضا لنهائيات كأس آسيا 2007 ، ومن ثم حصوله على وصيف بطولة كأس الخليج 17 و 18 وحصوله على البطولة كأس الخليج في عمان خليجي 19، ولاشك حلم كل رياضي في عمان وكل الجماهير العمانية أن يحصل المنتخب على بطولة كأس أمم آسيا أو الوصول لنهائيات كأس العالم 2020 ولايتم ربط المنتخب فقط ببطولة كأس الخليج.
هل قرار تأجيل الدوري إلى شهر سبتمبر قرار صائب وهل أن مع قرار إكمال الدوري أو إلغائه أم لك وجهة نظر أخرى؟
أعتقد أن قرار الاتحاد العماني لكره القدم بتأجيل بطولة الدوري للاستئناف البطولة في شهر سبتمبر للعام الحالي قرار صائب بحكم الجائحة التي أوقفت كل شئ وليس الدوري العماني فقط كذلك من الخطأ إكمال الدوري في ظل الظروف الحالية وإلغاء البطولة قد يحرم فرقا معينة من تحسين مستواها في الترتيب العام وخاصة في المراكز المتقدمة.
ما كلمتك للمجتمع في ظروف جائحة كورونا؟
أرجو من الله العلي القدير أن يحفظ جميع المسلمين من هذه الجائحه التي عصفت بجميع بلدان العالم كما أرجوا الالتزام بالتعليمات التي تصدر من اللجنة العليا حفاظا على سلامة الجميع، ونسأل الله السلامة والعافيه.
وأقدم شكري لصحيفه توووفة الرياضية الإلكترونية على هذه الاستضافة الطيبة وأتمنى لكم دوما التوفيق والنجاح، وكل عام والجميع بخير.