“الزئبقي العماني”.. من بيروت إلى المنامة !

توووفه– وليـد العبـري

جمع بين السرعة والمهارة.. القوة والرغبة.. بكثير من الذكاء والفطنة، اللاعب الذي تمكن من إقناع الجماهير العمانية بحبه طوال السنوات الـ13 التي أفناها في خدمة القميص الأحمر، والقناعة التي وصلت إليها الجماهير بأنه “قلما يجود الزمان بمثله”، فوزي بشير، الغني عن التعريف وكامل الأوصاف تحت مجهر “توووفه”.

البداية أمام سويسرا

فوزي بشير رجب بيت دوربين، والمعروف بفوزي بشير، شق طريقه بتوهج مبكر بتألقه اللافت في أزقة مدينته الأم صلالـة وناديه الأم “النصر” الذي بزع نجمه بين أروقته، وهو ما جعله يلعب بشكل مبكر في المنتخب الأول تحت قيادة المدرب البرازيلي الراحل كارلوس ألبيرتو توروز، حينما شارك في البطولة الدولية التي استضافتها السلطنة في الفترة 19-23 فبراير 2000، بمشاركة الأحمر والإمارات وسويسرا وسلوفينيا.

لعب أمام سويسرا في 19 فبراير وخسر الأحمر المواجهة 4-1، وشارك بلقاء سلوفينيا الذي انتهى برباعية بينما لم يلعب لقاء الإمارات حينها.

إنجاز غير مسبوق في بيروت

البداية الحقيقية للدوربين وأصل حكايته مع المنتخبات العمانية بدأت من العاصمة بيروت في أبريل 2000، حينما خاض المنتخب تصفيات أمم آسيا للشباب في مجموعة صعبة ومعقدة تحت قيادة البرازيلي فييرا، الأحمر لم يسبق له التأهل لنهائيات الشباب، وبتواجد لاعبين من طينة فوزي تعدى سقف الطموحات “المتاح” حينها، المجموعة ضمت سوريا وقطر وطاجيكستان ولبنان، ويتأهل صاحب المركز الأول فقط، الأحمر الشاب قدم طيلة 8 أيام في بيروت عروضا استثنائية لافتة، حيث بدأ التصفيات بالفوز على قطر بهدفين مقابل هدف وحيد، وبعد ذلك أذاق المضيف مر الهزيمة بثلاثية، ليأتي التحدي الأكبر أمام المنافس الأول بالمجموعة المنتخب السوري وتنتهي المواجهة بالتعادل السلبي، في الجولة الأخيرة سجل الأحمر ثلاثية أخرى بمرمى طاجيكستان ليتأهل لأول مرة في تاريخه لنهائيات أمم آسيا للشباب بفارق هدف وحيد عن سوريا.

أقيمت البطولة بإيران في نوفمبر من ذات العام، واصطدم الأحمر بخبرة إيران واليابان والكويت وتايلاند ليغادر البطولة من الدور الأول.

وجه اعتيادي للأحمر

بعد الظهور المميز في سنته الأولى مع الكرة العمانية، أصبح فيما بعد الدوربين وجها اعتياديا للكتيبة الحمراء حيث كان عام 2001 مهما للزئبقي، حينما خاض أول مواجهة رسمية بعد وديتي فنلندا والإمارات فبراير ومارس من ذلك العام، حيث شارك أمام لاوس بتصفيات مونديال 2002 تحت قيادة ماتشالا في 30 أبريل، وسجل هدفين ولعب في تلك التصفيات 13 مواجهة وسجل في المجمل العام 3 أهداف، ولعب فوزي مع المنتخب 19 مباراة منها 13 رسمية و6 مواجهات ودية أمام إيران والإمارات والعراق وفنلندا وتايلاند ومقدونيـا.

الدوربين يظهر في الخليج

الدوربين الذي أصبح مألوفا في الكرة العمانية شارك لأول مرة في بطولات الخليج بالنسخة الـ 15 بالرياض 2002، تحت قيادة المدرب الوطني الكبير رشيد جابر حيث شهد فوزي حينها وجها جديدا للكرة العمانية في البطولة، شارك أمام الإمارات والكويت والسعودية والبحرين، وكان الشاهد الرئيسي على انتصار تاريخي للكرة العمانية على الكويت رفقة كوكبة ضمت هاني الضابط وناصر زايد وسيف سلطان وغيرهم من النجوم، بعد ذلك شارك فوزي في 6 نسخ متتاليـة من البطولة وحقق اللقب مرة واحدة في 2009، والوصيف في نسختي الدوحة وأبوظبي، وكان ضمن العوامل الرئيسية في الجيل الذهبي للكرة العمانية الذي وصل لأول مرة لنهائيات آسيا، وتحقيق اللقب الخليجي والوصول لمنصات التتويج، ولعب في المجمل العام 30 مباراة ببطولات كأس الخليج وسجل أربعة أهداف.

الأفضل آسيويا

واصل الدوربين عروضه القوية مع الأحمر العماني، ومع بداية تصفيات أمم آسيا “الصين 2004” في سبتمبر 2003، تألق بشكل لافت مع المنتخب في مرحلة الذهاب من تلك التصفيات بمدينة إنشيون الكورية، وقبل وديتي البحرين وسنغافورة في ذات الشهر، حيث سجل هدفا في لقاء البحرين بمسقط، وهدفين في شباك سنغافورة بأرض الأخيرة، وهدفين أيضا في شباك نيبال وفيتنام على التوالي ليجذب الجميع نحو المستويات التي يقدمها، ليجد مكافئة خاصة حيث منحه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم جائزة أفضل لاعب في قارة آسيا لشهر سبتمبر 2003، ضمن استفتائه الشهري آنذاك، وكانت الجوائز الشهرية التي منحها القاري في ذلك الوقت هدفها تشجيع اللاعبين نحو مزيد من العطاءات المستمرة، ليكون الثاني في تاريخ لاعبي المنتخب الوطني الذي يحقق هذه الجائزة بعد أن سبقه الضابط الذي حققها في يناير 2002.

لم يتوقف الدوربين عند هذا الحد، فقد واصل تأهله لمباراة الإياب وسجل الهاتريك الوحيد له في مشواره مع المنتخب في شباك نيبال بأكتوبر 2003، وهدفا لا ينسى في شباك كوريا الجنوبية حيث ساهم في أكبر فوز رسمي بتاريخ الكرة العمانية على أحد عمالقة الكرة الآسيوية ليتأهل الأحمر حينها لأول مرة في تاريخه لبطولة أمم آسيـا.

رحلة الثمان محطات

بعد أن حقق مع ناديه النصر بطولة الدوري، ومرتين الكأس الغالية، بدأ الدوربين في موسم 2004-2005 رحلة احتراف، طاف خلالها بثمان محطات وهي الاتفاق السعودي وأندية الوكرة والغراقة في قطر والقادسية وكاظمة في الكويت وبني ياس والظفرة وعجمان في الإمارات، ليختتم مسيرته موسم 2013-2014 في نادي ظفار، وحقق العديد من النجاحات والإنجازات مع هذه الأندية.

فتور ونهاية في البحرين

منذ تولي الفرنسي بول لوجوين قيادة الأحمر العماني في يونيو 2011، وعلاقته مع فوزي كان يشوبها قليل من الفتور، واستمر الوضع على حاله خلال السنة الأولى من قيادته للمنتخب، حيث شهدت تخليه عن عدة لاعبين من الجيل الذهبي للكرة العمانية في رحلته نحو الإحلال والتجديد.

الـ 29 من ديسمبر 2012، كان مهما في مشوار الدوربين مع الأحمر، حيث خرجت كثير من الأقاويل بخلاف متصاعد بينه وبين لوجوين وتعدى الجدران الأربعة هذه المرة، في أعقاب مواجهة توجو بصحار استعدادا لخليجي 22 بالمنامة.

وفي البطولة الخليجية استمر لغز المنتخب، حيث غاب الدوربين عن مواجهة الافتتاح ولعب مواجهتي قطر والإمارات واللتين خسرهما المنتخب ليودع من الدور الأول، ولم تكن الجماهير تعلم أنه الظهور الأخير للاعب المحبوب مع الأحمر.

بعد خليجي 21 غاب فوزي عن تشكيلة الأحمر لمواجهة سوريا بتصفيات أمم آسيا 2015، وبينما كان الأحمر يستعد لمواجهة هاييتي قبل السفر لمدينة سيدني لمواجهة أستراليا بالمرحلة النهائية لتصفيات مونديال 2014، خرج فوزي بشير بقرار الاعتزال الذي اعتبر حينها “صادما” في الـ 18 من مارس لعام 2013 ليطوي رحلته مع شعار المنتخب بعد 13 عاما من النجاحات العديدة.

خلاصة 150 مباراة مع الأحمر

لعب فوزي بشير مع المنتخب 150 مباراة دولية، وهو الرقم الذي اعتمده الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في إحصائيته الرسمية التي أصدرها 4 ديسمبر 2019، ليكون الثاني في تاريخ كرة القدم العمانية بعد أحمد كانو وهو رقم يعكس حجم المستوى الذي قدمه الدوربين مع المنتخب.

وتتلخص حكاية 150 مباراة في 52 مواجهة دولية ودية، و30 في دورات الخليج، و37 بتصفيات كأس العالم، و17 بتصفيات أمم آسيا، و6 مباريات في بطولة أمم آسيا، و8 مباريات في دورات دولية وديـة.

لحظات هامة مع المنتخب

نستعرض من خلال هذه التواريخ اللحظات المهمة في تاريخ فوزي بشير مع الكرة العمانية طوال 13 عاما.

19-2-2000: أول مباراة دولية مع المنتخب الأول ضد سويسرا
17-4-2000: قاد الأحمر للتأهل لأول مرة لنهائيات أمم آسيا للشباب
12-11-2000 : شارك لأول مرة بأمم آسيا للشباب بإيران
30-4-2001 : لعب أول مباراة رسمية ضد لاوس بتصفيات مونديال2002
30-4-2001: سجل أول هدف رسمي للأحمر بشباك لاوس
18-5-2001 لعب أول مباراة رسيمة للأحمر خارج أرضه
8-8-2001: سجل لأول مرة للأحمر خارج أرضه أمام “إيران”
17-1-2002: شارك لأول مرة ببطولات الخليج “خليجي15”
25-9-2003 لعب أول مباراة في تصفيات أمم آسيا
25-9-2003: سجل لأول مرة للأحمر خارج أرضه في مباراة رسمية أمام نيبال
19-10-2003: أول هاتريك في مسيرته مع الأحمر ضد نيبال بمسقط
21 -10-2003: سجل هدفا تاريخيا بمرمى كوريا الجنوبية
18-12-2003: سجل أول هدف في كأس الخليج أمام اليمن
20-7-2004 لعب أول مباراة ببطولة أمم آسيا ضد اليابان
10-2-2009: سجل آخر هدف بدورات الخليج بشباك البحرين
6-1-2010: سجل آخر أهدافه مع الأحمر ضد إندونيسيا بتصفيات آسيا 2011
11-1-2013: لعب آخر مباراة مع المنتخب ضد الإمارت في خليجي 21
18-3-2013 فوزي بشير يعلن اعتزاله اللعب دوليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى