عودة كرة القدم الأوروبية.. بين التحفظ والتأجيل

 (إفي) – توووفه

تباينت قرارات الدول الأوروبية حيال استئناف النشاط الرياضي والكروي في بلادها رغم اتخاذ بعضها لخطوة تخفيف إجراءات الحجر الصحي المفروضة لمواجهة تفشي انتشار فيروس كوفيد-19، وتنوعت بين إقامة المباريات لكن بدون جمهور في المدرجات، وبين عدم المخاطرة وتفضيل التريث لمزيد من الوقت لحين استقرار الوضع الوبائي للفيروس التاجي المستجد.

ففي برلين، وافقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورؤساء وزراء 16 ولاية في ألمانيا الأربعاء على استئناف مباريات البوندسليجا بدون جمهور ووفقا لإجراءات وقاية صارمة في النصف الثاني من مايو/آيار الجاري، حسبما ذكرت مصادر محلية مطلعة على اجتماع ميركل ورؤساء الوزراء.

وسيتعين على رابطة الدوري الألماني تحديد ما إذا كان سيتم استئناف المسابقات يوم 15 أو 23 مايو/آيار، ولكن من المرجح اختيار التاريخ الثاني، لأن الفرق لم تعد إلى التدريبات العادية بعدما ظلت مقتصرة على التدريبات في مجموعات صغيرة.

وقدمت الرابطة خطة لاستئناف اللعب في وسط جائحة تشمل إجراء اختبارات دورية للاعبين والأشخاص المقربين من الفرق.

وتضع الخطة أيضا قيودا على تواجد عدد محدد في الملاعب وحولها.

واشترطت الحكومة لاستئناف المسابقات الالتزام بخطة الوقاية من جانب كل الأندية وخضوع الفرق لحجر صحي – أي بمعنى معسكر دائم – قبل استئناف المباريات.

ودعت الرابطة لجمعية عمومية استئنائية عبر الفيديو كونفرانس مساء الخميس ومن المتوقع أن يتناول الموضوع استئناف الموسم.

وتوقفت منافسات البوندسليجا منذ منتصف مارس/آذار قبل تسع جولات من نهاية الدوري.

وفي لندن، اعتبر وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب أن عودة كرة القدم سترفع المعنويات في البلاد، ردا على سؤاله عن إمكانية عودة كرة القدم في إنجلترا.

وقال الوزير إن أحد الأسباب التي تدفع لعودة الدوري الإنجليزي الممتاز- والرياضة بشكل عام- في أقرب وقت ممكن هو رفع معنويات المواطنين.

وأضاف راب أثناء مثوله أمام الصحف في داونينج ستريت، “أعتقد أن الناس لا يريدون رؤيتنا نعود إلى العمل فحسب، بل أيضا إلى وضع يمكن من خلاله أن يذهب الأطفال إلى المدارس بأمان والاستمتاع ببعض هواياتهم، مثل الرياضة”.

ويواجه البريميير ليج خلال الأيام القيلة المقبلة لحظات حاسمة لمعرفة مستقبله حيث سيعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد عن إجراءات الحبس الجديدة في بلد هو الأعلى تسجيلا للوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد في أوروبا.

وسيجري طرح العودة إلى التدريب الجماعي بين منتصف وأواخر مايو/أيار الجاري، في حين أن أندية، مثل توتنهام هوتسبير وأرسنال، تمارس بالفعل التدريبات بشكل فردي.

وهناك مقترحات لإعادة المنافسات الرسمية في 12 يونيو/حزيران في ملاعب محايدة مختلفة يجب أن توافق عليها الأندية.

وسيكون الهدف هو الانتهاء قبل 31 يوليو/تموز، وترك شهر أغسطس/آب متاحا لمنافسات يويفا وكأس الاتحاد الإنجليزي.

وحذت تركيا حذو ألمانيا، حيث أعلن رئيس اتحاد كرة القدم التركي، نهاد أوزدمير، أنه سيتم استئناف بطولات الدوري التركي لكرة القدم في 12 يونيو/حزيران المقبل.

وقال أوزدمير في بيان نشر على موقع الاتحاد الإلكتروني “قررنا استئناف بطولات الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولي والثانية والثالثة، وكذلك بطولات الدوري الإقليمية للهواة اعتبارا من 12 و13 و14 يونيو”.

وشدد أوزدمير على أن هذا القرار جاء بعد موافقة وزارة الصحة، ولكنه لم يحدد شروط استئناف المسابقات بعد، وهي قضية سيتم مناقشتها مع المجلس العلمي، الذي تم إنشاؤه لتقديم المشورة للحكومة خلال أزمة تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد-19).

وأشار إلى أن الاتحاد التركي قرر إقامة المباريات بدون جمهور اعتبارا من 11 مارس/آذار الماضي، عندما تم اكتشاف أول حالة إصابة بالفيروس التاجي في البلاد، قبل تعليق الدوري بالكامل بعد ذلك بأسبوع واحد عندما سُجلت أول حالة وفاة.

وقال المسؤول “إذا سار كل شيء على ما يرام يمكننا إنهاء الدوري في نهاية يوليو، ومن ثم سنتوجه إلى الكؤوس، ونأمل في أغسطس أن نتوج الموسم باستضافة نهائي دوري أبطال أوروبا في بلادنا”.

ومع تبقى 8 جولات على نهاية الدوري التركي الممتاز، يتصدر طرابزون سبور الترتيب ويليه باشاك شهير.

بينما لم تتضح الرؤية بعد في اليونان حيث عادت فرق دوري السوبر اليوناني لكرة القدم الأربعاء للتدريب في اليوم الثالث من خطة تخفيف إجراءات التباعد الاجتماعي التي أوقفت البلاد خلال ستة أسابيع، ولكن من دون معرفة كيفية استئناف الموسم الحالي.

ومن بين الفرق التي عادت للتدريبات تلك التي تنافس على الصدارة أوليمبياكوس وباوك وآيك وباناثايونايكوس وكذلك فرق منطقة الوسط مثل ايل ولاميا.

ورغم خضوع اللاعبين لاختبارات الكشف عن كورونا وتدريبهم وسط إجراءات صحية خاصة، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بين الفرق حول ما إذا كان سيتم الاستمرار في البطولة أو الإجراءات التي سيتم اتخاذها.

وكتب بيدرو مارتينز مدرب أوليمبايكوس المتصدر “نأمل استكمال المسابقة قريبا مع الاجراءات الاحتياطية القائمة”.

ولا تشمل خارطة طريق الحكومة للعودة للملاعب تواريخ أو أماكن للعب حتى الآن.

وقال نائب وزير الرياضة ليفرتيس افجيناكيس في تصريحات تلفزيونية “أوليتنا الأولى والوحيدة لضمان الصحة العامة”.

وكانت المباريات في الدوري اليوناني قد توقفت في 13 مارس/آذار، أي قبل بدء المرحلة النهائية.

وتبدو مسألة عودة كرة القدم في بلجيكا أبعد بكثير بعدما أعلنت الحكومة البلجيكية الأربعاء أنها في إطار الإجراءات المتخذة لاحتواء جائحة فيروس كورونا، لن يتم خوض أي منافسات رياضية قبل 31 يوليو/تموز على الأقل.

وجاء القرار بعد اجتماع مجلس الأمن القومي حول إجراءات الرفع التدريجي للتباعد الاجتماعي والتي اتخذت لاحتواء فيروس كورونا المستجد وشملت كل المسابقات للمحترفين والهواة.

وتم إيقاف الدوري البلجيكي في منتصف مارس/آذار قبل اختتام موسم 2019-2020.

وكان مجلس إدارة الدوري البلجيكي قد أوصى في الثاني من أبريل/نيسان الجمعية العمومية بإعلان انتهاء الموسم، وإعلان متصدر الترتيب حاليا بطلا للمسابقة مع عدم هبوط أي فريق لهذا الموسم، ولكن تم تأجيل القرار النهائي انتظارا لمعرفة توجيهات السلطات.

وبحسب هذا المقترح، سيتأهل بروج المتصدر بـ70 نقطة مباشرة إلى دوري الأبطال وجانت، الثاني بـ55 نقطة، سيخوض الدور التمهيدي للمسابقة القارية الأولى للاندية.

في حين سيخوض كل من شارليولي وامبرز وساندر لياج الدور التمهيدي للمنافسة في الدوري الأوروبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى