نجوم عربية بين المجد والوفاء (3)

تقرير- زياد عطية

أضحت معاني الإخلاص والوفاء في كرة القدم بزمن الاحتراف وقوة الاستثمار عملة نادرة. إذ لم يعد يجمع اللاعب بالفريق رابط قوي رغم عشق الجماهير له وتوفير كل ظروف الراحة في ظل العروض المغرية والسعي الدائم للبحث عن شهرة ونجومية أكبر.

غير أن ذلك لا يخفي كون مناطق كثيرة عبر العالم عرف لاعبوها بتجسيد الوفاء والانتماء لأنديتهم منها المنطقة العربية، ما جعل هؤلاء يسجلون نجاحا باهرا في مشوارهم الكروي ويصنعون مجدا منقطع النظير.

وتسلط ” توووفه ” الضوء على عدد من اللاعبين العرب الأكثر وفاء لأنديتهم وتسجيلا للأمجاد، عبر سلسلة من الحلقات تستعرض نجوميتهم.

عامر شفيع

عامر شفيع.. الحارس التاريخي للكرة الأردنية

واحد من أفضل المواهب العربية في مركز حراسة المرمى خلال العقود الأخيرة، بات رمزا لكرة القدم الأردنية، وحالة وطنية بفضل نجاحاته ومشاركاته غير المسبوقة، تصدياته وتدخلاته فاقت التوقعات حتى لقب بالحوت وترك في كل مشاركة انطباعا خاصا، حديثنا عن عامر شفيع صاحب ال39 رييعا الذي قاد منتخب النشامى في مناسبتين إلى إنجاز غير مسبوق في كأس آسيا ببلوغ الدور ربع النهائي في نسختي 2004 و2011 إضافة إلى ثمن النهائي 2019.

بدأ مسيرته مع فريقه الأم نادي اليرموك ثم خاض تجربتين على سبيل الإعارة مع الفيصلي الأردني والإسماعيلي المصري، قبل أن ينتقل إلى الوحدات الأردني الذي قضى معه مسيرة طويلة مميزة استمرت 11 عاما.

مشوار ذهبي لشفيع مع نادي الوحدات زاد عن عقد كامل تراوح بين مجد تلخص بالحصول على 18 لقب، و وفاء كبير باستمراره طويلا بقميص فريق العاصمة عمان.

ويعتبر عامر شفيع ظاهرة كروية في تاريخ الوحدات بحصوله على نصف ألقاب الدوري التي حصدها الفريق منذ تأسيسه عام 1956 بتتويجه في ثمان مناسبات من أصل 16، ومثل نقطة قوة الفريق الأولى في كل المواسم التي قضاها مع الوحدات ويعتبر عام 2014 استثنائيا حيث تعرضت شباكه فقط ل 10 أهداف في 24 لقاء بالدوري في رقم غير مسبوق بالدوري منذ عقود طويلة.

عربيا، شارك عامر شفيع مع الوحدات في واحدة من أقوى مسابقات دوري ابطال العرب عام 2009 ونجح معه في بلوغ الدور ربع النهائي في إنجاز مميز قبل السقوط أمام وصيف تلك النسخة الوداد البيضاوي المغربي المدجج بنجوم كثيرة في مقدمتهم الحارس المغربي الكبير نادر المياغري، نسخة عربية شهدت واحدا من أغرب اللقاءات العربية على الإطلاق حينما أطاح الوحدات مع عامر شفيع بنادي المريخ السوداني في عمان بنتيجة 7-4.

ولم يسعف الحظ عامر شفيع إلى حصد لقب آسيوي للأندية من بوابة كأس الاتحاد الآسيوي إذ فشل الوحدات بنسخ عدة في الوصول إلى المحطة النهائية إضافة إلى فشله في بلوغ مرحلة المجموعات من دوري أبطال آسيا ورغم ذلك قدم شفيع نفسه كأحد النجوم الآسيوية في جل النسخ.

ويخلد تاريخ كرة القدم الأردنية هدفا استثنائيا لعامر شفيع في مرمى منتخب الهند خلال التصفيات الآسيوية الماضية حينما سجل من المرمى إلى المرمى، إضافة إلى تسجيله لهدف من ركلة جزاء في ديربي الوحدات والفيصلي.

نواف التمياط

نواف التمياط..جوهرة الهلال التاريخية

يعتبر نواف التمياط من أساطير كرة القدم السعودية وأكثرهم نجاحا في مسيرته، تلألأ في سماء المملكة وسطع نجمه بين ملاعب القارة الآسيوية تاركا وراءه إرثا كرويا مليء بالإنجازات الفردية والجماعية.

رسم نجم وسط الميدان مسيرة كروية وردية مع الزعيم الهلالي، قاده إلى حصد كل الألقاب الممكنة وكان له النصيب الأوفر في صعود الهلال إلى منصات التتويج.

رغم قوة المنافسة وتقارب المستوى في المملكة العربية السعودية فقد نجح التمياط في قيادة الهلال إلى حصد 11 لقبا آخرها لقب الدوري عام 2008 حين أعلن بعدها مباشرة اعتزاله الكرة لظروف اعتبرها خاصة آنذاك من الناحية الصحية بالدرجة الأولى.

نجح التمياط في خطف الأضواء عربيا وآسيويا مع الهلال بقيادته إلى حصد 11 لقبا إضافيا ويعتبر لقب دوري أبطال آسيا 2000 أفضل لحظة في مسيرة اللاعب الكروية مع الهلال إلى جانب سيرجيو والجابر والشلهوب حين هزموا جابليو الياباني 3-2 في لقاء مثير.

عام 2000 يعتبر المحطة الأهم في مشوار اللاعب الذي نال جائزة أفضل لاعب سعودي وعربي وآسيوي في وقت توفرت فيه نجوم من العيار الثقيل عربيا وآسيويا بنادي الهلال، كان عاما تاريخيا للاعب سعودي حينما توج بستة ألقاب دفعة واحدة واختياره أفضل لاعب في كل المحطات والمسابقات.

التمياط كان حاسما في هذا العام الذي يخلده التاريخ لناد عربي، فما حققه قد يصعب تحقيقه ثانية مقدما موسما مليئا بالمتعة الكروية ومهارات المستديرة، غير أن الإصابة بقطع في الرباط الصليبي أثناء العام الموالي مع تكرار الإصابات الأخرى، قللت من توهج نواف التمياط الذي يعتبر أكثر اللاعبين العرب إجراء للعمليات الجراحية.

ويشهد الكثيرون بكون موهبة نواف التمياط باتت نادرة حاليا بين لاعبي كرة القدم السعودية رغم النجاحات المحققة على مستوى الأندية والمنتخبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى