نوستالجيا: مان يونايتد وبايرن نهائي الأبطال 99.. حيث المعجزات تحدث حقًا!

تقرير – معاذ يوسف

تخرج الكرة إلى ركلة ركنية، الحكم الرابع يشير إلى ثلاث دقائق كوقت محتسب بدلًا من الضائع، الكل يترقب في صمت ما سوف تسفر عنه اللحظات القادمة، يتقدم بيتر شمايكل حارس مانشستر يونايتد إلى منطقة جزاء البايرن، يتوجه دافيد بيكهام لتنفيذ الركلة الركنية، والجميع يتساءل: هل يمكن لنتيجة اللقاء أن تتغير؟ أم أنّ البايرن سينتصر ويتوج بلقب البطولة؟

الطريق إلى الكامب نو

المشهد السابق هو من لقاء فريقي مانشستر يونايتد مع بايرن ميونيخ في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 1998/1999، والذي أقيم بتاريخ 26 مايو على ملعب الكامب نو، وبحضور جماهيري تخطى الـ 90 ألفًا.

خاض الفريقان سويًا الرحلة في نفس المجموعة في دور المجموعات، برفقة (برشلونة – بروندبي) ونجح البايرن في التأهل في المركز الأول برصيد 11 نقطة، بينما تأهل مانشستر يونايتد بصفته أحد أفضل فريقين احتلّا المركز الثاني ضمن المجموعات الست لهذا الدور.

نجح البايرن في الدور ربع النهائي في التفوق على الجار الألماني كايزرسلاوترن، ثم عبر إلى النهائي من بوابة ديناموكييف الاوكراني.

على الناحية الأخرى التقى اليونايتد في الدورين مع فرق إيطالية، فنجح في التفوق على إنتر ميلان، ثم في قبل النهائي كان اللقاء الحماسي مع اليوفينتوس، فانتهى لقاء الذهاب بالتعادل بهدف سجله جيجز في الدقيقة 90، وتمكن اليونايتد في الإياب من تحويل تخلفه بهدفين من إينزاجي في الـ10 دقائق الأولى، لانتصار بنتيجة 3-2 والتأهل إلى النهائي.

الشوط الأول

واجه السير أليكس فيرغسون تحدىً صعب قبل بدء اللقاء، وهو غياب روي كين كابتن الفريق وكذلك نجم خط الوسط بول سكولز بسبب الإيقاف.

تحدث الحارس بيتر شمايكل عن غياب روي كين بوصفه كشيء مؤثر جدًا على اليونايتد، فكين بمثابة المحرك بالنسبة للفريق، وبالتالي فمهمة الفريق زادت صعوبة.

قرر السير أن يدفع في نصف الملف ببيكهام للعب بجوار بات، مع وجود جيجز وبلومكفيست على الطرفين، وتولي الحارس بيتر شمايكل شارة القيادة في النهائي.

بدأ اللقاء سريعًا من البايرن، وبمجرد مرور خمس دقائق، يتسبب مدافع اليونايتد يانسن في ركلة حرة لصالح مهاجم البايرن يانكر، سددها اللاعب باسلر منخفضة بجانب الحائط فسكنت شباك شمايكل الذي وقف متفرجًا، لتعلن عن تقدم البايرن بهدف مقابل لا شيء، وترتفع معنويات لاعبي البايرن، في مقابل تشتت كبير لدى لاعبي اليونايتد.

“لقد كنّا متقدمين بهدف دون رد، وإذا سألت فيرغسون نفسه سيخبرك عن صعوبة اللقاء وانهيار لاعبيه”.

– صامويل كافور مدافع فريق بايرن ميونيخ الألماني.

الشوط الثاني

“الطريقة التي نلعب بها لن تمكننا من الفوز بالبطولة، عندما نخرج إلى أرض الملعب مرة أخرى، ستجدون الجائزة أمامكم، القوا نظرة عليها، لأنّها ستكون أقرب لقطة لكم إذا لم تغيّروا من أسلوب اللعب. إذا أردتم الفوز بالجائزة، فعليكم أن تخرجوا كل ما لديكم في أرضية الميدان”.

– بيتر شمايكل حارس مانشستر يونايتد.

لم يتغيّر الوضع كثيرًا في الشوط الثاني فاستمرت سيطرة البايرن، وكانت له كرتين قد اصطدمتا بالعارضة في هذا الشوط.

على الناحية الأخرى يُقرر السير أليكس أن يدفع بالمهاجم شيرنغهام بدلًا من بلومكفيست لاعب الوسط في محاولة لتدعيم الصفوف، ثم في الدقيقة 81 يدفع بمهاجم آخر سولسكاير بدلًا من أندي كول، وذلك بعد دقيقة واحدة فقط من إخراج أوتمار هيتسفيلد مدرب البايرن للاعب لوتار ماتيوس نجم الفريق.

كان يبدو أن اللقاء يتّجه ناحية فوز البايرن، فلم تشفع أيٍ من محاولات اليونايتد له لتعديل النتيجة، حتى بعد إجراء بعض التغييرات، ليعلن الحكم عن ثلاث دقائق كوقتٍ محتسب بدلًا من الضائع، ويحصل فريق اليونايتد على ركلة ركنية، يتقدم لتنفيذها بيكهام، ويذهب الحارس بيتر شمايكل إلى منطقة جزاء البايرن في محاولة للاستفادة من الهجمة.

“على دكة الاحتياط، كنا جميعًا مقتنعين أننا قد حققنا البطولة، وهذا علّمنا ألّا نحكم على الأمر إلّا بانتهاء اللقاء، لم يكن أحد يتوقع أن اليونايتد قد يسجل أي هدف”.

– لوتار ماتيوس لاعب فريق بايرن ميونيخ.

الوقت بدل من الضائع

“عندما سدد شول كرته الساقطة، لم أستدر لأنني ظننت أنها هدف. عندما اصطدمت الكرة بالعارضة، واستدرت لأجدها بين يديّ، علمت أننا سنفوز”.

– بيتر شمايكل حارس مانشستر يونايتد.

يعلل البعض هذا بأنّه قانون كرة القدم، أن من يضيّع الهجمات، فإنّه لا بد ويقبل أهداف نتيجة لذلك، ربما كان هذا ما يعتقده بيتر شمايكل، والذي آمن بأن الحظ سيلعب دوره مع اليونايتد.

يقرر التقدم إلى منطقة جزاء البايرن أثناء تنفيذ الركنية، يرسلها دافيد بيكهام، ليخرجها دفاع البايرن فتلتقي مع جيجز الذي يسددها بيمينه ضعيفة، لكنّها تصل إلى البديل شيرنغهام، فيضعها في مرمى أوليفر كان معلنًا عن هدف التعادل لليونايتد.

يصرخ سولسكاير من فرحته بالهدف، وفي داخله يظن أنّه قد حصل على فرصة للعب 30 دقيقة إضافية في نهائي دوري الأبطال، وهي تجربة يحلم بها الجميع بالتأكيد، لكنّه لم يكن يدري أنّ دوره سيكون أكبر من ذلك.

يحصل اليونايتد على ركنية أخرى في الدقيقة 92، يرسلها بيكهام مرة أخرى لتجد رأس شيرنغهام الذي يضرب الكرة، فيتحرك سولسكاير سريعًا واضعًا إياها في أعلى الشبكة، مسجلًا الهدف الأغلى في تاريخه، هدف تتويج اليونايتد بدوري أبطال أوروبا.

يصيح المعلّق بأن هذا الأمر لا يُصدق، وأنّها أكثر اللقاءات دراما في تاريخ البطولة. يشعر جميع لاعبو البايرن بالصدمة، المدافع كافور يخبّط على الأرض بيديه وهو يصرخ، البعض لا يتحرك من مكانه، حتى يأتي الحكم كولينا ليطلب منهم النهوض واستكمال الثواني المتبقية من اللقاء.

لتنطلق بعدها صافرة نهاية واحدة من أعظم الليالي في دوري الأبطال، يوم أن قلب اليونايتد الطاولة رأسًا على عقب، وأصبح بطلًا في أقل من 3 دقائق فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى