نجوم البارسا الجدد.. من يمكنه تخفيف العبء من على ميسي؟

تقرير – محمد يوسف

بعد كل هذه السنوات التي تألق بها ليونيل ميسي، بالبطولات الجماعية للنادي وتغيير مجرى تاريخه، وكذلك المجد الفردي الذي وصل إليه، ليس هناك حاجة لتوضيح مدى أهمية ليو ميسي بالنسبة للبارسا. حتى في السنوات الأخيرة مع فالفيردي، والتي لم يكن النادي بنفس قوته المعتادة كان لميسي دورًا محوريًا في استمرار بعض النجاح هنا وهناك، وسط كل المصائب التي قام بها مجلس الإدارة تحت قيادة بارتوميو.

طوال أيام الألم والحسرة، والمتعة، والمجد، كان لميسي أهمية كبرى، وظل مستواه ثابتًا وعلى قدر المسؤولية كعهدنا به دائمًا.

لكن عندما نأتي إلى أرض الواقع، وبالرغم من أن عددها قليل، إلا أن هناك مباريات لا يكون ميسي هو ميسي المعتاد، وربما يظهر بمستوى سيئ، بمعايير ميسي على الأقل. وللأسف، أصبح الأمر ملحًا الآن أن نتحلى بالواقعية أكثر من قبل.

في يونيو القادم، سيكمل ميسي عامه الثالث والثلاثين، وبالرغم من أنه قد يملك بضع سنوات أخرى في قمة مستواه، إلا أنه لا يمكن تركه بهذا الشكل الحالي، والذي يفعل فيه كل شيء بمفرده.

ليونيل ميسي

الأمر لا يتعلق بتراجعه في الإحصائيات مثلًا، لأنه بالنظر إلى الأرقام سيبقى ميسي أكثر لاعبي النادي إنتاجًا، وحتى توقف البطولات، كان يملك 19 هدفًا و12 تمرير حاسمة، ومتوسط 4.8 تسديدة، و2.5 تمريرة مفتاحية، و5.4 مراوغة في المباراة في بطولة الدوري الإسباني.

الأمر أصبح ضروريًا جدًا للبحث عمّن يتحمل عن ميسي عبء قيادة الفريق، ليس خوفًا من تراجع مستواه، ولكن حتى يستفيد منه النادي ويحافظ عليه في ظل سنواته القليلة المتبقية على أرض الملعب. ومن الواضح أن النادي حاليًا بعيد كل البعد عن جاهزيته للحقبة الحتمية لما بعد ميسي. بالرغم من أن الرئيس بارتوميو يدّعي أن المجلس كان يستعد لذلك، إلا أنه لا توجد أي علامات بالطبع على أنه صادق في كلماته، وهذا واضح للأعمى!

ولكن ربما يُعقد الأمل على بعض اللاعبين الحاليين، والمفترض أنهم نجوم النادي، ومن المفترض أيضًا أن يزيدوا إنتاجيتهم، في محاولة لمساعدة ميسي قدر الإمكان!

فرانكي دي يونج

فرانكي دي يونج

لم تكن بداية نجم خط الوسط الهولندي جيدة إلى حد ما داخل الكامب نو، وبالرغم من أنه من الطبيعي للاعب أن يأخذ بعض الوقت للاستقرار بعد الانتقال إلى نادٍ آخر، إلا أن دي يونج كان عليه أن يمر بهذه الفترة وسط مرحلة صعبة بالنسبة للبلوجرانا. البداية مع فالفيردي، ثم تغييره إلى كيكي سيتين، مما يعني فلسفة لعب مختلفة تمامًا.

في أياكس، كان متوسط تمريرات الهولندي 1.5 تمريرة مفتاحية و2 مراوغة لكل مباراة في الموسم الماضي. ولكن إحصاءاته هبطت مع البارسا بالطبع، بالرغم من أنها لم تنخفض بشكل كبير، بمتوسط 0.9 تمريرة مفتاحية، و1.6 مراوغة لكل مباراة، ومن الواضح أن مشاركاته الهجومية في الثلث الأخير قد انخفضت. وانخفاض متوسط تسديداته لكل مباراة إلى 0.2 تسديدة بعد أن كان 0.9 تسديدة في الدوري الهولندي يؤكد أيضًا على هذا الأمر.

لا شك أن أدواره الهجومية وأدواره في منتصف الملعب بشكل عام تأثرت بشدة مع فالفيردي، حتى مركزه تغير كذلك، إلا أن دي يونج لديه القدرة بلا شك على المشاركة أكثر من ذلك بكثير في عملية البناء. والموسم الأول في نادٍ بحجم البارسا ليس سهلًا بالطبع. لكن في مرحلة ما عندما يبدأ في الانطلاق والتأقلم أكثر، يجب عليه أن يزيد من الناحية الإبداعية، خصوصا أن بإمكانه هذا؛ فهو قادر على إيجاد وخلق المساحات، والركض الذكي، والاحتفاظ بالكرة، بينما يقوم بواجباته الدفاعية أيضًا. وإذا قام بهذا الدور بشكل صحيح، فلن يحتاج ميسي إلى السقوط في العمق كما يفعل عادة، لكي يبدأ عملية بناء الهجمة.

آرثور ميلو

آرثور ميلو

الإصابات والمشاكل غير المتوقعة، والسلوك الغريب أيضًا من قبل اللاعب البرازيلي، كل هذا جعل الموسم الثاني لآرثور ميلو بألوان البلوجرانا لا يسير كما كان متوقعًا. مع العديد من الشائعات التي تتحدث عن مغادرته هذا الصيف، يخشى مشجعوا النادي فكرة بيعه، وبعد 12 مباراة فقط في الدوري هذا الموسم، فإن سبب الإحباط مفهوم بالطبع. لكن التخلي عن لاعب من نوعية آرثور سيكون قرارًا خاطئًا بكل المقاييس، وخاصةً أنه ما زال في الثالثة والعشرين من عمره، وقد أظهر بالفعل بعض اللمحات عمّا يمكنه فعله خلال الموسمين مع النادي.

وعلى عكس فرانكي دي يونج، فإن دور آرثور مرتبط أكثر بقدراته على الاحتفاظ بالكرة، ولقد أظهر هدوءًا كبيرًا عند الاستحواذ على الكرة، مع استخدام حركة الجسد بشكل ممتاز، مما يجعل من الصعب على المنافس افتكاك الكرة منه. كما أنه من النادر أن تتم مراوغته، بمتوسط 0.3 فقط للمباراة، وهو ما يسلط الضوء على صلابته الدفاعية أيضًا.

بالطبع سيحتاج البرازيلي لبعض الوقت لاستعادة لياقته وثقته في نفسه أكثر، بالرغم من كل الضجيج حول مستقبله، إلا أنه قد أعلن رغبته في البقاء مع النادي لفترة طويلة. كما أنه سيشكل ثنائية رائعة مع فرانكي دي يونج في وسط ملعب البلوجرانا.

أنطوان جريزمان

أنطوان جريزمان

بعد انتقال جريزمان إلى كاتالونيا كان التساؤل الرئيسي هو أين سيلعب النجم الفرنسي المتوج بكأس العالم. لم يعرف أحد إذا كان سيأخذ مركز لويس سواريز، أم أنه سيلعب على الأجنحة، ليذهب إرنستو فالفيرد مع الخيار الثاني، وبشكل خاص على الجناح الأيسر، مما جعل من الصعب على جريزمان أن يظهر براعته المعتادة.

ومع ذلك، فاللاعب الفرنسي يحاول ويعمل بجد للاستقرار مع النادي الكتالوني. لكن مشكلة جريزمان الأساسية أنه لم يلعب في مركز رأس الحربة الصريح من الأساس، وكان يشاركه دائمًا مهاجم صريح في هجوم أتليتكو مدريد.

قدرة جريزمان تظهر في تحركاته الذكية إلى داخل المنطقة، وكذلك تحركاته بدون الكرة، وقدرته على إيجاد مساحات فارغة للتمركز. وفي فريق مثل أتليتكو مدريد، حيث التركيز الأساسي يكون منصبًّا على الحفاظ على الشكل الدفاعي، تمكن جريزمان من إنتاج إحصائيات ممتازة في تسجيل الأهداف.

الآن، لا توجد فائدة من مناقشة ما إذا كان المجلس قد اتخذ القرار الصحيح في التوقيع مع أنطوان جريزمان أم لا، ومن هنا تصبح الأولوية في جعل الأمور تعمل على أرض الملعب، ومحاولة توظيف جريزمان بالشكل الصحيح.

يمكن لجريزمان أن يلعب في مركز صانع ألعاب رقم 10 وهو المركز المفضل له، ولكنه مركز ميسي حاليًا، لذا يمكن أن يريح ميسي في بعض المباريات، خاصةً في مباريات الدوري. وإذا كان سيبدأ على الجهة اليسرى، يمكنه القطع إلى الداخل من الجناح، والسماح للظهير الأيسر بالتقدم وصنع الزيادة العددية. كما سيزيد وجود جريزمان داخل منطقة الجزاء من فرص التسجيل أيضًا.

يعرف كيكي سيتين أن فالفيردي كان يعتمد على ميسي بشكل مبالغ فيه لتغيير مسار المباريات عندما تسير الأمور بشكل خاطئ. كما يدرك أيضًا أنه كلما كان الفريق أكثر اعتمادًا عليه، كلما أصبح التعامل مع عصر ما بعد ميسي أكثر تحديًا وصعوبة. فبدلًا من الاعتماد على مجلس الإدارة في التوقيع مع أسماء كبيرة، ربما يحتاج سيتين إلى ابتكار نظام تكتيكي حيث يمكنه استغلال مواهب هؤلاء اللاعبين، وكذلك زيادة إنتاجية الفريق بأكمله.

تخفيف العبء من على ليو ميسي لن يزيد من وقته في الملاعب فحسب، بل سيطور أيضًا من مستوى اللاعبين حوله، مما يجعلهم على قدر المسؤولية في المناسبات الكبرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى