استئناف الـ”NBA” والتأثيرات بعيدة المدى

(د ب أ)-توووفه

عندما تستأنف منافسات دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين اعتبارا من غد الخميس، ربما تمثل المسابقة التجربة الأكثر شمولية في تاريخ الرياضة.

وتستأنف منافسات دوري السلة بعد توقف دام 139 يوما بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وستشهد المسابقة في الوقت نفسه دراسة علمية إلى جانب حركة موحدة للعدالة العرقية ومكافحة العنصرية ويمكن أن تشكل أفضل اختبار للروح التنافسية بها على طريق تتويج البطل.

وسيخوض اللاعبون أطول مشوار خارج ملاعب فرقهم، دون حضور الجماهير أو أفراد من عائلاتهم، كما لن تكون هناك استثناءات فيما يتعلق بإجراءات السلامة.

وفي حالة تحقيق النجاح حتى ختام المنافسات في منتصف تشرين أول/أكتوبر، ربما يشكل ذلك مسارا لتجاوز الولايات المتحدة أزمة جائحة كورونا.

وقال بريت براون المدير الفني لفريق فيلادلفيا سيفنتي سيكسرز إن الفرصة قائمة لتشكل المسابقة خارطة طريق للكثير من الأشياء، مضيفا: “ربما تكون هناك أوجه أخرى للتعاون لا نفكر فيها. وربما تكون هناك أنماط أخرى للترفيه قد تظهر من خلال ذلك. أنا فخور بالتواجد هنا.”

واعتبارا من أوائل تموز/يوليو الجاري، تجمع 22 فريقا في ثلاثة فنادق في مجمع “إي.إس.بي.إن وايد وورلد أوف سبورتس” في أورلاندو بولاية فلوريدا، وذلك لعزل جميع لاعبي الفرق مع إجراء فحوص فيروس كورونا بشكل يومي وتطبيق بروتوكولات صحية صارمة.

وفي 20 تموز/يوليو جرى الإعلان عن سلبية نتائج فحص جميع اللاعبين الــ346 وخلوهم من العدوى بالفيروس الذي أودى بحياة نحو 700 ألف شخص حول العالم.

وقال براون: “أعتقد أن ما تحققه رابطة دوري كرة السلة للمحترفين وسط البيئة التي نعيشها جميعا، هو أمر مذهل للغاية.”

وأضاف: “أنا شخصيا ليس لدي أي شكاوى من أي شيء قد يعرقل قيامنا بمهامنا. أعتقد أن لدينا الموارد. ولدينا البيئة المناسبة. وأرى أنها فرصة استثنائية للغاية وأن الرابطة وأدم سيلفر (مفوض رابطة كرة السلة) يستحقان الكثير من التقدير.”

ومن ناحيته، قال كريس بول لاعب أوكلاهوما سيتي ثاندر ورئيس رابطة لاعبي دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين :”في الوقت الحالي، يبدو هذا هو المكان الأكثر أمانا.”

وتتمثل معايير السلامة في غياب الجماهير وتخصيص مقاعد لجميع اللاعبين والمدربين.

وستخوض الفرق ثمانية جولات من المباريات لحسم الترتيب ثم تخوض بعدها أربعة أدوار فاصلة (بلاي أوف) على طريق حسم التتويج.

ولدى سؤال ليبرون جيمس نجم لوس أنجليس ليكرز عما إذا كان الأمر يبدو وكأن الفريق يخوض مباراة على ملعبه “ستيبلز سنتر”، أجاب قائلا: “لن تكون هذه المشاعر حاضرة لأن جماهيرنا تمنحنا الكثير من الطاقة والكثير من الدعم.”

وتجري الفرق تدريباتها منذ ثلاثة أسابيع، وهي فترة أقصر بقليل ن الفترة التي تستعد خلالها الفرق قبل بداية كل موسم.

لكن فترة التوقف كانت أطول من الفترة التي تفصل بين كل موسم وآخر، وهو ما يثير المخاوف حول الإصابات بين اللاعبين.

وقال فرانك فوجل مدرب لوس أنجليس ليكرز: “عندما تبدأ استئناف المنافسات بالوضع الذي نشهده الآن، فإنك تشعر بتراجع القوة في الكثير من العادات اليومية التي كنت تمارسها قبل التوقف، وأنا واثق من أن جميع فرق الدوري ستواجه ذلك.”

ويحمل عزل اللاعبين والمدربين تحديا ذهنيا بالنسبة لهم، وقد شبه براون الأمر بالإقامة في القرية الأولمبية، بينما تحدث جيمس بشأن تطبيق “فيستايم”، وهو أحد تطبيقات “أبل” لتقنية الاتصال بالفيديو والصوت، قائلا إنه “شيء جميل”.

وأوضح براون: “أعتقد أن الفرق التي قد تكون محظوظة بالاستمتاع بالسلامة الصحية، وجدت صعوبة من الناحية الذهنية في تحمل هذا الوضع وتحمل البقاء سويا، وأعتقد أن الفريق الذي ينجح في تحمل ذلك هو الذي سيفوز باللقب.”

وخلال هذه الرحلة، يتوقع أن تواصل الرابطة ولاعبوها، الذين أبدى العديد منهم احتجاجه عقب حادث مقتل الأمريكي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد على يد الشرطة في مينيابوليس، الاتجاهات الخاصة بمناهضة العنصرية.

وستشهد الملاعب ظهور عبارة “حياة السود مهمة” كما طرحت الرابطة 29 عبارة يمكن للاعبين إظهارها على قمصان اللعب بدلا من أسمائهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى