(د ب أ)- توووفه
يحل الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد، مساء اليوم الثلاثاء ضيفا على الفريق الذي صنع نجوميته في عالم كرة القدم، هذا هو يوفنتوس الإيطالي الذي يعني السقوط أمامه في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا نهاية حقبة اللاعب الفرنسي السابق مع النادي الملكي.
وتأتي عودة المدرب الفرنسي/45 عاما/ إلى تورينو، معقل نادي السيدة العجوز، وسط ظروف صعبة للغاية بالنسبة لزيدان الذي لن ينفعه سوى تحقيق الفوز على حامل لقب الدوري الإيطالي ومن ثم العبور إلى الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا.
وبعد أن ابتعد مبكرا عن المنافسة على لقب الدوري الإسباني “الليجا” وخرج من منافسات بطولة كأس ملك إسبانيا، أصبح دوري أبطال أوروبا هو الخيار والأمل الوحيد المتبقي لريال مدريد حتى ينقذ موسمه من الانتهاء بدون ألقاب.
وبالطبع سيخلق هذا الموقف (الخروج من دوري الأبطال) حالة من عدم الاستقرار داخل ريال مدريد، فقد كان للنادي سابقة مشابهة مع أحد أهم مدربيه، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، في 2015 عندما رحل عن النادي إثر إخفاقه في التتويج بلقب البطولة الأوروبية في ذلك العام.
وبطبيعة الحال، سيفجر الخروج من دوري الأبطال أمام يوفنتوس جدلا كبيرا حول مستقبل زيدان وربما يفضي الأمر في النهاية إلى اتخاذ إدارة ريال مدريد قرارا بإنهاء مسيرته التدريبية مع النادي.
ورغم ارتباط اسم زيدان بالعاصمة الإسبانية، المدينة التي قضى فيها سنواته الأخيرة في مسيرته كلاعب قبل أن يعتزل ويبدأ فيها أيضا أولى خطواته في عالم التدريب، تظل تورينو هي المكان الذي شهد بزوغ نجم اللاعب الفرنسي السابق في سماء الكرة العالمية.
وقال زيدان أمس الاثنين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده على هامش مباراة اليوم: “تعلمت الكثير من الأشياء خلال السنوات الخمس التي قضيتها هنا، ليس فقط كلاعب كرة قدم ولكن على المستوى الشخصي أيضا، الخروج من فرنسا كان بمثابة تغيير كبير بالنسبة لي، لقد شعرت كما لوكنت مع عائلتي، أحمل ذكريات جيدة لتلك الفترة ولكنني الآن في الجانب المقابل وأفكر حاليا في المباراة”.
وترك اللاعب الفرنسي السابق، الذي يتسم بشخصيته الانطوائية، أثرا كبيرا في تورينو وخاصة في المكان الذي كان يقضي فيه وقت فراغه أو استجمامه على الأحرى، وكان ذلك في مطعم “انجيلينو” الذي تحول اليوم إلى رمز لأنصار زيدان الذي يرتبط بعلاقة صداقة حميمة مع مالكيه.
وشكل زيدان في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي جزءا من فريق مذهل ليوفنتوس ضم أيضا مجموعة من أساطير كرة القدم آنذاك، مثل اليساندرو دل بيرو وديدييه ديشان وبافل نيدفيد وباولو مونتيرو، حصد معهم لقبين في الدوري الإيطالي ولقب واحد في بطولة كأس انتركونتيننتال وكأس السوبر الإيطالي وكأس السوبر الأوروبي.
ولكن ظل لقب دوري أبطال أوروبا هو اللقب الوحيد الذي راوغ زيدان في تورينو بعد أن خسر مباراتين نهائيتين في هذه البطولة عامي 1997 أمام بوروسيا دورتموند الألماني و1998 أمام ريال مدريد.
وتحدث زيدان عن حلمه الضائع في تورينو قائلا: “لقد كان أمرا مؤلما”.
وانتقل زيدان في 2001 إلى ريال مدريد ونجح في اكتساب تأييد وتعاطف الجماهير معه بفضل طريقة لعبه الساحرة، وتمكن مع النادي الملكي من تحقيق حلمه الكبير وتوج بلقب دوري أبطال أوروبا بعد أن سجل في المباراة النهائية هدفا رائعا في مرمى باير ليفر كوزين الألماني سيظل خالدا في ذاكرة البطولة الأوروبية.
وأصبح زيدان بعد أن قاد ريال مدريد لحصد هذا اللقب أحد قادة الفريق بجانب نجوم أخرين مثل البرازيليين رونالدو روبرتو كارلوس والبرتغالي لويس فيجو والإسباني راؤول جونزاليز والإنجليزي ديفيد بيكهام.
وبعد اعتزاله انتقل زيدان إلى عالم التدريب من خلال بوابة ريال مدريد أيضا، ولكن بدايته في هذا المجال لم تكن سهلة على الإطلاق، حيث تولى المهمة الفنية للفريق وسط ظروف غير مواتية عندما حل بديلا للمدرب الإسباني رافايل بينتيز في كانون ثان/يناير 2016 في الوقت الذي كان فيه الفريق يتخبط في مسيرته بكل البطولات.
ونجح زيدان في تخطي هذا الموقف الصعب وحقق إنجازات فريدة مع النادي الإسباني، حيث توج بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين ولقب الدوري الإسباني مرة واحد ولقبين في مونديال الأندية ولقبين في كأس السوبر الأوروبي ولقب وحيد في كأس السوبر الإسباني.
ولكن ورغم كل هذه الإنجازات الكبيرة، يدرك زيدان جيدا، كأحد العالمين ببواطن الأمور في ريال مدريد، أن خروجه في أحد الأعوام خاوي الوفاض بدون ألقاب قد يكلفه الإطاحة من منصبه، ولذلك لم يتردد أمس في الإجابة على سؤال عن إمكانية عودته ليوفنتوس كمدرب بالقول بأنه لا يستبعد هذا الأمر.
واستطرد زيدان قائلا: “تدريب يوفنتوس؟، لا تقل أبدا في كرة القدم، ولكن الآن أفكر فقط في ريال مدريد وليس في المستقبل”.
تصحيح زيدان وبافل نيدفيد لم يلعبا سويا في يوفنتوس حيث ان نيدفيد جاء بعد خروج زيدان لريال مدريد