جوارديولا وزيدان.. الجزئيات القاتلة..!

كتب- محمد العولقي

في مباراة قمة كالتي ستجمع فريقي مانشستر سيتي وريال مدريد في إياب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا، يستطيع المدربان جوارديولا وزيدان التحكم في كل شيء، إلا الجزئيات الصغيرة، لأنها دائما تبرز من العدم وخارج إرادة المدربين واللاعبين معا.. ولكي تصل إلى الكمال التكتيكي في مباراة من هذا الحجم الثقيل جدا، يجب أن يكون تركيز اللاعبين ذهنيا 300 في المائة، وهو السبيل الوحيد لقتل ومنع ظهور الجزئيات الصغيرة، الكمال فقط لله سبحانه وتعالى، لذا فإن تلافيها مهمة مستحيلة، فظهور الجزئيات الصغيرة أمر حتمي وشر مستطير لابد منه، فمن سيدفع ثمن تلك الجزئيات جوارديولا أم زيدان ..؟

يعلم زيدان تماما أن فريقه تحت الضغط الرهيب، ضغط الحاجة إلى تقديم مباراة مثالية، الخطأ في عمقها الدفاعي ممنوع، وضغط تعويض فارق الهدفين بطريقة يجب أن تتسم بالانتهازية الهجومية، وهذا العبء كله سيقع على كاهل الهداف كريم بنزيمة الذي يمر بأفضل مرحلة كروية مع ريال مدريد، وليس أيدن هازارد الذي يبدو وزنه كاللغز يصعب فك طلاسمه.. وفي وقت يقف بيب جوارديولا على مسافة واحدة من الثقة في قدرات لاعبيه، فإنه بلا شك يخشى أي انقلاب تكتيكي مفاجئ قد يضع فريقه تحت الضغط، وهو بذلك سيبحث عن سيناريو صادم يضرب الحالة المعنوية للاعبي الريال في مقتل ويجعل لاعبي الريال دائما تحت ضغط نفسي رهيب، وهي عادة يمارسها جوارديولا بشاعرية في مباريات من هذا النوع..

لن يكون الحديث عن شاكلة اللعب مهما يحمل رؤية تكتيكية جديدة، فالمدربان الشابان يجسدان الكرة الهجومية الضاغطة في أبهى صورها، لكن يمكن الحديث عن متغيرات بشرية مؤثرة تربك الحسابات، ولا شك أن زيدان تحديدا يعد سيناريو بشريا من الصعب هضهمه بسهولة، خصوصا مع خيار تعويض غياب القائد سيرجيو راموس في عمق الدفاع، حيث يبدو خيار المفاجأة واردا جدا إلا إذا كان الأمر مجرد مناورة وحرب نفسية لتشتيت ذهن جوارديولا الذي يتوقع أن يلعب الريال بنفس الكلاسيكية دون متغيرات بشرية غير متوقعة.. نعم قد تبدو نتيجة المباراة بين أقدام اللاعبين داخل الملعب، لكنها في الواقع مباراة ملتهبة على خطوط التماس بين طموح زيدان وخبرة جوارديولا، مباراة فكر وذكاء ودهاء وتركيز وحسابات دقيقة ستك التدريبي في القارة العجوز ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى